ربما أسهم ارتفاع أسعار النفط في تعزيز أرباح بعض أكبر شركات الطاقة في العالم خلال الربع الثالث من هذا العام، ومع ذلك ما زالت هذه الشركات الرائدة متمسكة بمبدأ عدم التوسع في الإنفاق، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
شركات مثل "توتال" الفرنسية و"إكوينور" النرويجية -شتات أويل سابقًا-، وحتى شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية مثل "كونوكو فيليبس"، أكد جميع رؤسائها التنفيذيين أنهم لن يسمحوا بأي حال من الأحوال للنفقات بالخروج عن نطاق السيطرة، حتى مع ارتفاع أسعار النفط 40% عما كانت عليه العام الماضي.
على سبيل المثال، قال الرئيس التنفيذي لشركة "إكوينور" "إلدار سايت" مؤخرًا: ما نراه في محفظتنا هو أن التكاليف لا تزال تنخفض، خاصة أننا تعلمنا الانضباط بشكل كبير في تنفيذ المشروعات، ومع ارتفاع حرارة نشاط الأعمال، نشعر بالفخر أننا لا نزال قادرين على فعل ذلك.
مخاوف حقيقية
- هذا الموقف المتشدد تجاه الإنفاق، يعكس مخاوف صناعة النفط من أن المستثمرين لن يدعموا بعد الآن توجهات الإنفاق الحر، الذي أسهم خلال الفترة التي ارتفعت فيها الأسعار فوق 100 دولار للبرميل، في تحويل الأموال إلى مشاريع أكثر تكلفة وتعقيدًا.
- الخوف الأكبر هو أن نمو الطلب على النفط لم يعد مضمونًا إلى الأبد، حيث يتوقع البعض أنه بحلول نهاية العقد المقبل، قد تشهد الصناعة ذروة الاستهلاك، حيث تحاول سياسات الحكومات الحد من استهلاك الوقود الأحفوري.
- دفع المستثمرون اإلى خفض التكاليف، والابتعاد عن المشاريع العملاقة التي قد تستغرق عقودًا لترد تكلفة تدشينها، مع التركيز على توليد النقد، إما من أجل توزيعات الأرباح أو إعادة شراء الأسهم.
- قالت شركة "برنشتاين" للأبحاث الأسبوع الماضي، إن الشركات تستجيب لهذه التوجهات، مشيرة إلى أن أولئك الذين زادوا الإنفاق الرأسمالي في الربع الثاني تلقوا درسًا قاسيًا من المستثمرين الذين باعوا أسهم مثل هذه الشركات.
- من جانبه قال "ريان لانس" الرئيس التنفيذي لـ"كونوكو فيليبس"، إن نجاح الشركة يقوده خطط الانضباط التي تركز على العائدات، حتى وإن كانت السيولة النقدية من العمليات ارتفعت إلى ثلاثة أمثالها عند 3.5 مليار دولار.
- الشركة الأمريكية هي أكبر مشغل لعمليات النفط الصخري في الولايات المتحدة، وكانت تضغط على التكاليف في محاولة لإثبات إمكانات هذا القطاع الكبيرة في توليد الأموال، رغم الآراء القائلة بأن الموارد غير التقليدية تعتمد على الإنفاق المستمر للتمكن من مواصل العمل.
رغم التحديات.. لا استغناء عن الانضباط
- على أي حال، إن إستراتيجية الانضباط الإنفاقي تواجه تحديات، فانتعاش الأسعار هذا العام بدأ يؤدي ببطء إلى زيادة النشاط، ومع ذلك فإن تكلفة الاستعانة بشركات الخدمات النفطية تميل إلى الارتفاع.
- قد يشعر المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط بالقلق من المشاريع الضخمة، لكنهم لا يزالون بحاجة إلى استكشاف وتطوير المزيد من الموارد بسبب معدلات النضوب المتزايدة في الحقول القائمة.
- كانت هناك موجة من صفقات الاندماج في قطاع الخدمات النفطية خلال الشهرين الماضيين، بقيادة شركة "ترانس أوشن" التي أبرمت صفقة قيمتها 2.7 مليار دولار مع "أوشن ريج"، حيث تراهن على ارتفاع الأسعار.
- رغم عدم الرغبة في زيادة الإنفاق، فإن الحد منها لم يكن خيارًا رئيسيًا على طاولات متخذي القرار، قالت "توتال" الفرنسية إنها بصدد خفض هدفها للإنفاق الرأسمالي بأقل من مليار دولار إلى 16 مليار دولار، فيما خفضت "إكوينور" هدفها للإنفاق الرأسمالي بالفعل بمقدار مليار دولار إلى 10 مليارات دولار.
- قال الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية التي قادت واحدة من أنجح حملات التنقيب في السنوات الأخيرة "كلاوديو ديسلزي"، إنه في حين لا يزال يركز على التوسع، فهو يحتاج إلى التأكد من أن هيكل التكلفة الأساسي سيظل في المكان الذي كان عنده أثناء هبوط الأسعار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}