نشر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأسبق "ألان جرينسبان" والمحرر السياسي في "الإيكونوميست" "أدريان وولدريدج" كتابا تحت عنوان "الرأسمالية في أمريكا: تاريخ"، ويعد "جرينسبان" و"وولدريدج" من أبرز مؤيدي الرأسمالية ويريان أن الولايات المتحدة لديها أكثر رأسمالية ديمقراطية على مستوى العالم.
وترتبط الرأسمالية في العديد من الدول بالنخبة، بينما في أمريكا، يراها الكاتبان انعكاسا للانفتاح والفرص، وضربا بذلك مثالا برواد الأعمال والمبدعين في وادي السليكون والقطاع التكنولوجي وأصحاب الأفكار اللامعة على مر تاريخ الولايات المتحدة.
الإبداع والإنتاج
- بداية من الثورة الصناعية في أمريكا، يقول الكتاب إن هناك قلقا بشأن تلاشي الديناميكية وتراجع الإنتاجية رغم التقدم التكنولوجي.
- ركز "جرينسبان" و"وولدريدج" على أهمية الإبداع وتنظيم الإنتاج بوصفهما عاملين مؤثرين على تحقيق رأسمالية ديمقراطية تعتمد على خفض الأسعار ونشر الإبداع بين المواطنين.
- يعد خط إنتاج تجميع السيارات الذي دشنه "هنري فورد" أبرز مثال على تنظيم الإنتاج وأهمية الإبداع، ولكن في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أخذت اليابان بزمام ريادة الإبداع عن طريق ممارسات إدارية احترافية بالإضافة للعلوم والتكنولوجيا.
- سلط الكتاب الضوء على الدور الحيوي الذي لعبه الإبداع في تمكين رواد الأعمال ودفعهم نحو طريق النجاح، ومولت الحكومة الأمريكية البحوث العلمية والعسكرية والبرامج الصحية والبنية التحتية والتجارة البينية وصناعة الطيران.
- يناقش الكاتبان أيضا أن تراجع جودة الإدارة قد تسبب في ركود تضخمي خلال سبعينيات القرن الماضي مما دفع الرئيس الأمريكي "رونالد ريجان" لتخفيف القيود التنظيمية، في حين دفع سلفه "بيل كلينتون" نحو العولمة من أجل إحياء الرأسمالية الأمريكية.
رهان على الريادة
- تم تغطية الأزمة المالية العالمية بشكل موجز في الكتاب، كما ألقى الضوء على عدم التوازن العالمي والتعقيدات داخل الأسواق المالية ونمو الإقراض الثانوي.
- عرض الكاتبان أيضا تفسيرات متنوعة لوقوع الاقتصاد الأمريكي تحت براثن الركود من بينها ضعف الاستثمار في البنية التحتية، ولكن عندما يراهن المبدعون على تكنولوجيات جديدة، تُفتح أسواق جديدة.
- في الصفحات الأخيرة من الكتاب، عرض "جرينسبان" و"وولدريدج" مقترحين مهمين أولهما ضرورة تقليل مدفوعات الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، والآخر القضاء على فكرة السعي وراء العائد من الخدمات المصرفية.
- المقترحان رائعان من الناحية الاقتصادية، ولكن صعب تحقيقهما من الناحية السياسية في أمريكا مع الأخذ في الاعتبار أنهما غير كافيين بسبب زيادة فواتير الرعاية الصحية وتفشي السمنة بشكل وبائي والتغير الديمغرافي في البلاد.
- أعرب الكاتبان عن تفاؤلهما بشأن الريادة التكنولوجية الأمريكية والإبداع في صناعات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوت وحتى الخدمات المالية.
- أثار رئيس الفيدرالي الأسبق والكاتب شكوكا في إمكانية تفوق الصين للولايات المتحدة في الريادة التكنولوجية مشيرين إلى الاستقرار السياسي الذي تتمتع به واشنطن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}