قفزت نسبة الأمريكيين الذين يغادرون وظائفهم طواعية إلى أعلى مستوياتها منذ 17 عامًا، حيث خلص مسح أجرته "غالوب" للأبحاث في 2017 إلى أن نحو نصف الموظفين في الولايات المتحدة كانوا يأملون في ترك وظائفهم الحالية، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".
يقف معدل البطالة في الولايات المتحدة حاليًا عند 3.9%، قرب أدنى مستوياته في نصف قرن، ويعتقد العمال الأمريكيون أن من السهل عليهم إيجاد وظيفة جديدة، لكنهم لا يدركون معاناة بعض الصناعات من مشاكل هيكلية.
على سبيل المثال، يشهد قطاع الضيافة توظيف عمالة من الشباب ذوي المهارات والأجور المنخفضة بشكل كبير، وفي بريطانيا يصل معدل دوران العمالة السنوي في هذا المجال إلى 90%، وفقًا لـ"بولينا مونتانو" الشريكة المؤسسة لتطبيق "جوب توداي" المتخصص في ربط أصحاب العمل بالعمال المحتملين.
دوران أسرع يعني خسائر أكبر
- وجدت دراسة أخرى لمؤسسة "غالوب" عام 2016، أن 21% من جيل الألفية في الولايات المتحدة غيروا وظائفهم خلال الإثنى عشر شهرًا السابقة للمسح، في ما يبدو متسقًا مع إلقاء اللوم على تكاسل ورعونة أبناء هذا الجيل في سوق العمل.
- لكن في الواقع، دائمًا ما كان متوسط فترة عمل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا دائمًا أقصر عند 3 سنوات، وهو مستوى انخفض إلى 2.6 سنة عام 2000 عندما كان ابن جيل الألفية الأوائل يبدأون دراستهم الجامعية.
- ارتفاع معدل دوران العمالة ليس خبرًا جيدًا لأرباب العمل، رغم أن تجديد الدماء مفيد للشركات، لكن تجاوز المعدل 20% يعد مدمرًا، وحتى في الوظائف منخفضة المهارة يكون من المكلف استبدال العمال، حيث يستدعي ذلك الإعلان عن شغور بعض المواقع وقضاء المديرين وقتًا في إجراء المقابلات ناهيك عن تدريب الوافدين الجدد وإعدادهم للاندماج في بيئة العمل الخاصة بالشركة.
- ترتفع التكاليف بشكل كبير عند توظيف العمالة الماهرة، وأشارت دراسة أجرتها "ديلويت" للاستشارات عام 2016، إلى أن إجمالي تكاليف التوظيف وخسائر الإنتاجية ارتفع إلى 121 ألف دولار لكل عامل يغادر مكانه.
- أظهرت بيانات الربع الثاني لعام 2018، أن معدل دوران الموظفين السنوي في قطاع البرمجيات الأمريكي بلغ 24%، وغادر ثلثا هؤلاء العمال طواعية، فيما توصل استطلاع رأي لـ"مان باور" هذا العام، إلى أن نقص المواهب العالمية بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث لم تتمكن أغلب المؤسسات الكبيرة من العثور على أصحاب المهارات المطلوبة.
كيف تحافظ الشركات على موظفيها؟
- الإجابة الصريحة الواضحة هي أن على الشركات دفع المزيد، فرغم انخفاض معدلات البطالة إلا أن النمو الإجمالي للأجور لم يرتفع كثيرًا في الولايات المتحدة، وهو ما يعزوه البعض إلى العدد الهائل من العمال ذوي المهارات المتدنية الذين انضموا إلى القوى العاملة في البلاد.
- لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى زيادة في الأجور، وبالنظر إلى نقص العمالة الماهرة، يجب على العمال اتخاذ وضع تفاوضي قوي، وقد يكون من المناسب الانتقال إلى النهج الثاني، وهو إقناع الموظفين بأن الشركة لديها تأثير اجتماعي إيجابي.
- إن إمكانية مساعدة الشركات للمجتمع على نطاق أوسع من حملة الأسهم والعملاء فقط، فكرة رائعة عرفت بـ"النمو الشامل"، ورغم أن الأمر يبدو غامضًا، لكن "ديليوت" تشير إلى أن 38% من الأنشطة التجارية وجدت أن مبادرات النمو الشامل تعزز مشاركة الموظفين وتشجعهم على البقاء وتجذب المزيد من أصحاب المواهب.
- يمكن أن تساعد التكنولوجيا أيضًا المديرين في التعرف على الموظفين الذين يخططون لمغادرة الشركة، ما يمنحهم فرصة لتقليل الضغوط عنهم وتشجيعهم ببعض الكلمات الملهمة أو منحهم المنافع التي يحتاجونها، وهو نهج آخر تنظر فيه شركات وادي السليكون حاليًا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}