تمكن المستثمر الأمريكي الشهير وارن بافيت على مدار حياته من تحويل شركته "بيركشاير هاثاواي" إلى واحدة من أكبر الشركات في التاريخ الأمريكي، وتجاوزت ثروته الشخصية الـ 80 مليار دولار، كما يعد واحدًا من أشهر رجال الأعمال الذين يتبرعون للأعمال الخيرية، وذلك حسبما نشر موقع "فيجوال كابيتاليست".
ورغم كل الإنجازات والمكاسب التي حققها بافيت البالغ من العمر 75 عامًا، إلا أن ذلك لا يعني أنه لم يرتكب أخطاء كلفته الكثير، حتى إن أحد هذه الأخطاء كلفه نحو 200 مليار دولار.
وفي هذا السياق تقرير يتضمن أكبر مكاسب وإخفاقات "وارن بافيت"، وذلك على النحو التالي:
أكبر 5 مكاسب حققها "بافيت"
1- جيكو " GEICO" 1951
كان بافيت يدرس في كلية كولومبيا لإدارة الأعمال في العشرين من عمره، وكان تلميذًا للاقتصادي بنيامين جراهام.
عندما علم بافيت أن أستاذه كان من ضمن أعضاء مجلس إدارة شركة "جيكو" المتخصصة في تأمين الموظفين الحكوميين، استقل قطارًا على الفور إلى واشنطن دي سي لزيارة مقر الشركة.
قابل بافيت هناك لوريمر ديفيدسون الموظف الذي سيصبح فيما بعد المدير التنفيذي للشركة، وقد تحمس بافيت كثيرًا بعد هذا اللقاء لشركة "جيكو"، وبدأ في شراء أسهم الشركة، حتى أنه وضع 65% من ثروته الصغيرة التي بلغت 20 ألف دولار بها.
كان المال الذي كسبه بافيت من هذه الصفقة بمثابة الأساس القوي لثروته المستقبلية، ورغم أنه باع "جيكو" بعد أن حقق مكاسب كبيرة، إلا أنه عاد لشراء أسهم بها بعد أن ارتفع قيمة سهمها بنحو 100 مرة بمرور الوقت، حتى اشترى الشركة كلها في التسعينيات.
2- خرائط سانبورن " Sanborn Maps" 1960
على الرغم من أن هذه الصفقة المبكرة لا تعد أكبر صفقات بافيت، إلا أنها أكثر الصفقات التي تبرز تأثير جراهام على بافيت.
وقد كانت شركة "خرائط سانبورن" تقوم بأعمال رابحة في مجال تصميم خرائط المدن لشركات التأمين، إلا أن هذه الأعمال بدأت تتراجع وانخفضت أسهم الشركة.
أدرك بافيت بعد فحص البيانات المالية للشركة أنها تمتلك محفظة استثمارية كبيرة تم بناؤها على مدى سنوات، وفي حين بلغت قيمة سهم الشركة الواحد 45 دولارًا، فإن قيمة السهم الواحد لاستثمارات الشركة بلغت 65 دولارًا.
وفهم بافيت أن قيمة أسهم الاستثمارات التي تحتفظ بها الشركة أكبر من قيمة أسهمها، فبدأ في شراء الأسهم خلال عامي 1958 و1959 حتى وضع في النهاية 35% من أصول الملكية بالشركة.
أصبح بافيت بعد ذلك مديرًا للشركة، وأقنع المساهمين باستخدام المحفظة الاستثمارية بشراء الأسهم من حاملي الأسهم، وتمكن من كسب 50% من الأرباح.
3- " The Salad Oil Swindle" 1963
بالنسبة لمستثمر مثل بافيت تعد كل مشكلة صغيرة فرصة مُحتملة، ففي عام 1963 كان سوق زيت الصويا على وشك الانهيار بعد أن حاول فنان محتال يُدعى أنطوني دي إنجيليس احتكار السوق من خلال مخزون غير حقيقي والحصول على قروض.
وبسبب ذلك واجهت شركة "أمريكان إكسبريس" أكبر شركة بطاقات ائتمان في العالم في ذلك الوقت كارثة، حيث انخفض سعر سهمها للنصف، وظن المستثمرون أن الشركة ستنهار.
ورغم أن جميع الأشخاص أصيبوا بالذعر، إلا أن بافيت كان الوحيد الذي أدرك أن هذه الفضيحة لن تؤثر على القيمة الإجمالية للشركة، وكان محقًا في ذلك واشترى 5% من الشركة مقابل 20 مليون دولار، وبحلول عام 1973 زادت قيمة استثمار بافيت بنحو 10 مرات.
4- "كابيتال سيتيز/إيه بي سي" " Capital Cities / ABC" 1985
في الثمانينيات اشترت شركة "كابيتال سيتيز" شبكة "إيه بي سي"، وفي ذلك الوقت احتاج المدير التنفيذي لشركة "كابيتال سيتيز" توم مورفي لمساعدة من بافيت، وقد انخفضت قيمة "بيركشاير هاثاواي" بنحو 500 مليون دولار في سبيل تمويل هذه الصفقة.
وكان أحد المساهمين المخلصين في الشركة الذين يحتفظون بالأسهم بغض النظر عن سعرها، وقد ربح من وراء هذه الصفقة كثيرًا، حيث بيعت "كابيتال سيتيز/إيه بي سي" إلى شركة "ديزني" مقابل 19 مليار دولار عام 1995.
5- فريدي ماك "Freddie Mac" 1988
بدأ بافيت في شراء أسهم في شركة "فريدي ماك" عام 1988 بقيمة 4 دولارات للسهم الواحد، وبحلول عام 2000 لاحظ بافيت أن الشركة تقوم بمخاطر غير ضرورية من أجل مضاعفة النمو.
وبسبب المخاطر وتركيز الشركة على الأهداف قصيرة الأجل فقد بافيت اهتمامه بها، وباع كل أسهمه مقابل نحو 70 دولارًا للسهم الواحد، مما مكنه من تحقيق عائدات بلغت أكثر من 1,500%.
وقد انهارت شركة "فريدي ماك" بعد ذلك بسبب أزمة الإسكان، وقامت الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة بتولي إدارتها، وتبلغ قيمة السهم الواحد للشركة الآن 1.50 دولار.
أكبر إخفاقات التي قام بها "بافيت"
من الطبيعي أن يرتكب "بافيت" بعض الأخطاء على مدى عمره الذي يبلغ 75 عامًا، وفيما يلي أكبر الصفقات الخاسرة التي قام بها وكلفته الكثير.
1- بيركشاير هاثاواي "Berkshire Hathaway" 1962
عندما استثمر بافيت في "بيركشاير هاثاواي" عام 1962 كانت الشركة تعمل في صناعة النسيج، حاول بافيت الانسحاب إلا أن الشركة غيرت شروط الصفقة في آخر دقيقة، تسبب ذلك في إثارة غضب بافيت وقام بطرد المدير التنفيذي الذي خدعه.
كانت صناعة النسيج تستنزف الكثير من رأس المال، مما اضطر بافيت لتنويع استثمارات الشركة في قطاعات أخرى، وأصبحت "بيركشاير هاثاواي" شركة قابضة، إلا أن هذا الخطأ كلفه نحو 200 مليار دولار.
2- "ديكستر شوز" "Dexter Shoes" 1993
جذبت الشركة المربحة "ديكستر شوز" اهتمام بافيت وقام بشرائها مقابل 433 مليون دولار عام 1993، إلا أن الميزة التنافسية للشركة تراجعت، ومما زاد الأمر سوءًا أن بافيت مول الصفقة من أسهم "بيركشاير هاثاواي"، وانتهى الأمر بخسارة الشركة 3.5 مليار دولار.
وقال بافيت في وقت لاحق إن هذه الصفقة تستحق دخول موسوعة جينيس باعتبارها من أكبر الكوارث المالية.
3- "أمازون" " Amazon.com" الألفينيات
ذكر بافيت أن عدم شرائه شركة "أمازون" كان واحدًا من أكبر الأخطاء التي قام بها، حيث ارتفعت قيمة الشركة لتصبح واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، وأصبح مالكها "جيف بيزوس" أغنى شخص في العالم الآن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}