نبض أرقام
04:46 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

سر مستهدف التضخم عند 2% لدى كبار البنوك المركزية..هل آن أوان التغيير؟

2018/09/27 أرقام

تدرس العديد من البنوك المركزية الكبرى حول العالم سياساتها النقدية بناء على مدى النمو الذي يشهده معدل التضخم على مدار الأشهر الماضية، ولا يزال الهدف الذي تحاول هذه البنوك بلوغه مستوى "2%"، وفقا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال"..فما سر هذا المستهدف؟

لطالما اعتبر هذا المستهدف "2%" تعسفيا بالنسبة لبعض الخبراء الاقتصاديين مشيرين إلى أنه لم يعد مجديا في الأحوال الحالية في ظل التغيرات التي اعترت الاقتصاد العالمي.



ما مشكلة الـ"2%"؟

- من غير الواضح بعد ما إذا كان مستهدف الـ"2%" أفضل للاقتصادات والسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى أم لا، وهناك العديد من الدراسات الأكاديمية قد أشارت إلى أهداف تبدأ من أقل من الصفر إلى 6%.

- رغم أن الانكماش – أو انخفاض أسعار المستهلكين – يؤثر سلبيا على النمو الاقتصادي، إلا أنه ربما تكون له بعض الفوائد مثل إنهاء تكاليف حيازة السيولة.

- كان الجدل سائدا منذ ولاية رئيسة الاحتياطي الفيدرالي السابقة "جانيت يلين" عندما صرحت العام الماضي أنه ربما يتم بلوغ مستهدف التضخم، كما أكد مسؤولون كنديون على إمكانية تغيير مستهدف الـ"2%" بحلول عام 2021.

- أظهر محللون في الأسواق في الآونة الأخيرة ميلا نحو رفع مستهدف التضخم في عدد من الدول كي يكون أمام البنوك المركزية مساحة لمواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي وتعني زيادة التضخم رفع الفائدة.

- أكد محللون على أن مستهدف التضخم الذي تم تحديده عام 2006 من جانب الفيدرالي عند 2% يعد الآن منخفضا للغاية مطالبين بزيادة هذا المستهدف إلى 4%.

- هناك عدة عوامل – مثل ارتفاع متوسط أعمار السكان وانخفاض النمو الاقتصادي وزيادة المدخرات – تضغط جميعها على الوصول إلى معدل فائدة محايد يمكن بواسطته الحفاظ على نمو اقتصادي مستدام على المدى الطويل بالتزامن مع استقرار التضخم.

- يشير ذلك إلى أن البنوك المركزية الكبرى خاطرت بشكل كبير عندما أقرت فائدة قرب الصفر أو دونه سعيا لدعم نمو اقتصاداتها.

- قالت الحكومة النرويجية مؤخرا إنها ستخفض مستهدف البنك المركزي للتضخم إلى 2% من 2.5% مشيرة إلى أنه لم تعد هناك حاجة للابتعاد عن أسعار الفائدة العالمية، وبعد اقتراب التضخم من المستهدف، رفع البنك المركزي في "أوسلو" معدل الفائدة إلى 0.75% في العشرين من سبتمبر/أيلول.

ماذا لو تم رفع مستهدف التضخم؟

- حال رفع البنوك المركزية الكبرى مستهدف التضخم لديها، فإن مسؤولي السياسات النقدية سيجدون صعوبة في خفض معدل الفائدة أدنى الصفر، ولو بلغ التضخم "2%"، فهذا يعني أن البنوك المركزية يمكنها خفض الفائدة الحقيقية إلى -2 أي المعدل السالب، والفائدة الحقيقية يمكن الحصول عليها من طرح الفائدة الاسمية التي تساوي صفرا في هذه الحالة من معدل التضخم.

-  لو تم زيادة مستهدف التضخم مثلا إلى 4%، فمع خفض الفائدة إلى الصفر تصبح الفائدة الحقيقية -4 ، مما يساعد في دعم النمو.


- للتضخم المرتفع فوائد، فمن الممكن أن يسهم في دعم الاقتصادات بعد التعرض لتباطؤ في النمو، وذلك عن طريق تقليل الحاجة لخفض أجور مباشر نظرا لأن ارتفاع الأسعار سوف يؤدي إلى تآكل في الرواتب.


- كشفت دراسة عام 2009 أن زيادة التضخم في الولايات المتحدة إلى 6% لأربع سنوات يمكن أن تسهم في خفض معدل الدين العام بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي إلى 20% - وهو يشبه ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية.

- أثيرت شكوك بخصوص هذه الدراسة، وأعرب محللون عن قلقهم من وجود صعوبات لدى الفيدرالي في دفع التضخم نحو 6% مع الأخذ في الاعتبار معاناته في بلوغ المستهدف الحالي "2%".

- هناك مشكلة مصداقية في تحريك مستهدفات التضخم لدى بعض البنوك المركزية – بحسب ما صرح أحد مسؤولي المركزي الأوروبي  - حيث يعد البنك من بين بنوك مركزية أخرى خفضت الفائدة أدنى من الصفر بهدف ضخ المزيد من الحوافز للاقتصادات، كما صرح رئيس الفيدرالي الأسبق "بن برنانكي" بأن إقرار فائدة سالبة ربما يكون بديلا لزيادة أهداف التضخم.

- يتيح مستهدف التضخم عند 2% للأسر والشركات تجاهل ارتفاعات الأسعار، وحال السماح بزيادة مستهدف التضخم، فإن هذه الميزة ستُفقد.

- هناك حل ممكن في هذا الصدد: يمكن للبنوك المركزية الكبرى السماح بارتفاع التضخم قليلا أعلى 2% دون اتخاذ أي خطوات لخفضه، وهو ما سيمنح تلك البنوك مساحة للمناورة وزيادة الأسعار تدريجيا دون الشعور بعبء الدين العالمي الضخم.

- على ما يبدو، يتخذ الفيدرالي الأمريكي هذا النهج حيث ارتفع التضخم في أغسطس/آب عند 2.7%، وهو ما دفعه لرفع الفائدة الأربعاء للمرة الثالثة هذا العام لتصل إلى 2.25%، ولا يبدو أن البنك المركزي يسرع من هذه الوتيرة.

- في منطقة اليورو، رغم تسارع التضخم في الأشهر الأخيرة وبلوغه 2% مؤخرا، إلا أن البنك المركزي الأوروبي ألمح إلى أنه لن يرفع الفائدة على مدار عام على الأقل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.