نبض أرقام
04:33 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

أريد أن أكون مثل "زوكربيرج".. كيف أصبح هذا الصيني مليارديرًا بعد عناء 14 عامًا؟

2018/09/28 أرقام

رغم أن والده كان رجل أعمال ناجحًا وثريًا، قرر الصيني "وانغ شينغ" الخروج من عباءته، والأكثر من ذلك تعطيل مسيرته التعليمية، حيث كان يرى في تسرب "مارك زوكربيرج" من الجامعة مصدر إلهام كبير له، في نظرة يبدو أنها كانت صائبة بصرف النظر عن خطورة وصعوبة الطريق الذي اضطر إلى السير فيه، بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينغ بوست".

 

"وانغ" البالغ من العمر 39 عامًا وهو المؤسس المشارك لـ"ميتوان ديان بينغ" ورأى نجاح "فيسبوك" في الولايات المتحدة تجربة رائدة يجدر اقتفاء أثرها في الشرق، والآن باتت شركته واحدة من مشغلي منصات التجارة الإلكترونية الرائدة للخدمات في بلاده.

 

كانت "ميتوان" حديث الساعة في هونغ كونغ بعدما سجلت ثاني أكبر اكتتاب عام خلال 2018، حيث جمعت 4.2 مليار دولار أمريكي في سبتمبر/ أيلول، ما منح رائد الأعمال الشاب ثروة صافية تصل إلى 5.3 مليار دولار بفضل حصته البالغة 11% في الشركة.

 

 

هذه الثروة الطائلة جاءت بعد 14 عامًا تقريبًا من التخلي عن حلمه السابق بالحصول على درجة الدكتوراه في هندسة الحاسوب من جامعة ديلاوير، إذ كان يرى التسرب من كلية الدراسات العليا ضرورة لبدء حلم أكبر لم يكن طريقه مهيأ أو حتى واضحًا قبل الانطلاق.

 

ولم تكن نشأة "وانغ" في أسرة غنية ذات أثر على مسيرته المهنية، وفقًا لتصريحات سابقة لوالده "مياو" الذي يمتلك مصنعًا للأسمنت في مقاطعة فوجيان جنوب غربي البلاد، ويقول: لم يكن اختيار "وانغ" لتأسيس شركة بمفرده نابعًا من رغبته في الحصول على المال، إنه جاد ومخلص، آمل أن يتمكن من فعل شيء يفيد المجتمع.

 

عندما عاد إلى بكين عام 2004، استأجر "وانغ" شقة بالقرب من جامعة تسينغهوا، التي حصل منها على درجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية عام 2001، ولم تتمكن حينها مشاريعه لإطلاق شبكات اجتماعية من النجاح، مثل "دودويو" وتعني "العديد من الأصدقاء" و"يوزيتو" التي استهدفت الطلاب الصينيين الذين يعيشون في الخارج.

 

 

في المحاولة الثالثة بدت الأمور أكثر إقناعًا، عندما دشن شبكة اجتماعية تتطلب استخدام الاسم الحقيقي للأعضاء عام 2005، وأطلق عليها "شاوني" والتي تعني "داخل الحرم الجامعي"، ونجحت في اجتذاب عشرات الآلاف من المستخدمين في فترة قصيرة، في محاكاة لتجربة "فيسبوك" المبكرة داخل جامعة "هارفارد" وغيرها.

 

لكن غياب الخبرة في مجال الأعمال جعل "وانغ" عرضة لمشاكل التمويل، ما اضطره في النهاية إلى بيع "شاوني" مقابل مليوني دولار بعد عام من إطلاقها، وكتب في مدونته آنذاك: هذه ليست النهاية، لكنها ربما تكون نهاية البداية".

 

وغير مشتري شبكة "شاوني" اسمها إلى "رنرن" والتي تعني في الصينية "الجميع"، واستكملت مسيرتها الناجحة في جذب المستخدمين المحلين، واعتبرت بديل "فيسبوك" في الصين، وجمعت 740 مليون دولار عند إدراجها ضمن مؤشر "ناسداك" عام 2011.

 

 

وعند هذه المرحلة لم يكن "وانغ" يشعر أنه وجد ضالته بعد، ولم يهدأ عزمه، فقرر إطلاق شبكة اجتماعية أخرى استلهم فكرتها من نجاح "تويتر" عام 2006، وفي 2007 أطلق منصة سماها "فانفو" وتعني "هل أكلت".

 

في غضون عامين، أقبل ملايين من مستخدمي الإنترنت على "فانفو"، إلا أن الحكومة أمرت بإغلاقها عام 2009 على خلفية مناقشات حول أعمال الشغب العنيفة التي اندلعت واستمرت عدة أيام في أورومتشي، وهي عاصمة منطقة شينجاينغ والمعروفة أيضًا باسم سنجان، والتي تتمتع بحكم ذاتي شمال غربي الصين.

 

بعد أشهر من إغلاق مشروعه، أطلقت شركة "سينا كورب" شبكة اجتماعية شبيهة بـ"تويتر" هي "سينا وايبو" التي باتت واحدة من أشهر المنصات في البلاد الآن، وبعد فترة تم السماح بإعادة تشغيل "فانفو" لكن مع منعها من تسجيل مستخدمين جدد.

 

 

مع ذلك لم يكل "وانغ" وواصل تطوير مشاريعه الخاصة رغم هذه العثرات المتلاحقة، وفي عام 2010 أطلق "ميتوان" كمنصة للشراء الجماعي -خدمة تقدم أسعارا أقل للسلع والخدمات للأعداد الكبيرة من المشترين- والتي توسعت بدعم من عملاق الإنترنت "تنسنت"، لتغدو أكبر منصة في الصين للخدمات حسب الطلب، بما في ذلك توصيل الطعام.

 

وتعمل "ميتوان" الآن في 2800 مدينة ومقاطعة في الصين، وتنافس في المقام الأول شركة "إلي دوت مي" التابعة لـ"علي بابا" في خدمات التسليم حسب الطلب، و"سي تريب دوت كوم" في حجوزات الفنادق.

 

أسس "وانغ" "ميتوان" بمشاركة زوجته "قوه وانهواي" وزميل دراسته "وانغ هوي ون"، ويؤكد أن الخدمات التي تقدمها شركتهم ستصبح جزءًا لا غنى عنه في حياة الشعب الصيني، وستساعد جميع المواطنين على تناول الطعام والعيش بشكل أفضل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.