نبض أرقام
05:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

هل اقترب العصر الذهبي لصناعة الجوال من نهايته؟ وما التحديات التي تواجهها الصناعة؟

2018/09/19 أرقام

في عام 2018، ربما يصل ما صنع ملايين العمال من جوالات في مئات الشركات التكنولوجية حول العالم إلى 1.5 مليار جوال، فعندما يستخدم الشخص جوالا يعمل باللمس، فإنه يلمس شيئا لم يكن يخطر ببال أحد وصول البشرية إليه، ولكن تقريرا نشرته "الإيكونوميست"  أشار إلى أن صناعة الجوال ربما تفقد نموها حال عدم دخول تحديثات جوهرية على الأجهزة.

 

من الناحية التجارية، ربما يكون من الصعب انهيار صناعة الجوال عالميا، ولكنها تواجه تهديدات أبرزها نهاية العصر الذهبي للعولمة وتلاشي طفرة الجوالات الذكية مع تشابه التكنولوجيا وعدم ظهور تقنيات تبهر المستخدمين.

 

 

الخروج للعالمية

 

- على مدار عقود، أنتجت شركات الإلكترونيات الاستهلاكية نسخا للهواتف المستخدمة منزليا أو بالقرب منه (اللاسلكية)، ولكن الفنلندية "نوكيا" كان لها السبق عندما ابتكرت جوالاتها الشهيرة.

 

- بدأت "نوكيا" سباق الجوالات وتفوقت في مبيعاتها في أسواق العالم، ثم في فترة التسعينيات من القرن الماضي، خرج رواد من بينهم "سيسكو" و"دل" في تطوير الشبكات بصناعاتهم إلى أسواق شتى أبرزها آسيا.

 

- وضعت شركات التكنولوجيا أقدامها في العديد من الأسواق بفضل نقل صناعاتها إلى الخارج على عكس "نوكيا" التي بدأت من قرية صغيرة وواجهت صعوبات حتى خرجت إلى العالم.

 

- عام 1998، عين المؤسس الشريك لـ"آبل" "ستيف جوبز" "تيم كوك" – الذي يحتل منصب المدير التنفيذي للشركة حاليا – نظرا لخبرة "كوك" في سلاسل التوريد العالمية، فقد أبرم "كوك" تعاقدات مع مصنعين وموردين حتى أصبح لـ"آبل" موطئ قدم في مواقع رئيسية حول العالم.

 

- بالمقارنة، كانت "سامسونج" في ذلك الوقت تصنع جوالاتها محليا لكنها امتلكت مصانع ضخمة في فيتنام وباعت أشباه موصلات ومعدات تكنولوجية لمنافساتها، وفضلت "هواوي" الصينية أيضا صناعة مكوناتها محليا.

 

- يرى صندوق النقد الدولي أن نقل التكنولوجيا والصناعات وامتلاك شبكات من الموردين والمنتجين في مصانع خارجية له أثر اقتصادي إيجابي، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، شكلت مكونات الجوال 33% من صادرات تايوان و17% من ماليزيا و16% من سنغافورة.

 

- تتدفق الرقائق الإلكترونية للجوالات من كوريا الجنوبية وفيتنام وتأتي رقاقات الأنظمة من ماليزيا وتايوان وغيرهما، في حين تصنع مكونات أخرى في اليابان.

 

- تبيع شركات مثل "كوالكوم" امتيازات ملكياتها الفكرية لشركات في دول أخرى لصناعة مكونات أو تجميعها في الصين.

 

 

مخاطر تلوح في الأفق

 

- من أبرز التحديات التي تواجهها صناعة الجوال انخفاض الطلب على هذه الأجهزة حيث تراجعت مبيعاتها عالميا في العام الماضي بنسبة 0.3% نظرا لضعف التحديث والتطور في الصناعة وعدم ظهور ما يجذب المستهلكين بما فيه الكفاية.

 

- يأتي ذلك رغم ارتفاع إيرادات موردي مكونات وخدمات الجوال للشركات المصنعة بنسبة 10% عام 2017، فالشركات التي تبيع ألعاب إلكترونية وخدمات تنمو بوتيرة سريعة، كما ارتفعت مبيعات مطوري التطبيقات عبر "متجر آبل" بنسبة 30% إلى 227 مليار دولار.

 

- أعرب مراقبون عن قلقهم حيال ظروف العمالة في سلاسل التوريد ومصانع تجميع مكونات الجوالات، على سبيل المثال، يحصل العامل الذي يتعامل مع 1700 جوال يوميا في الصين على أجر ضعيف.

 

- على النقيض، تجني "آبل" و13% من مزوديها بالرقائق الإلكترونية أكثر من 90% من الأرباح الإجمالية لصناعة "آيفون".

 

- في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتهديد برسوم جمركية على العديد من الواردات، يشكل هذا الأمر تحديا خطيرا لصناعة الجوال وسلاسل التوريد والتجميع، ومن الممكن تعريض 132 موردا لـ"آبل" و"سامسونج" و"شاومي" لخطر التعريفة الجمركية.

 

- حذرت "آبل" بالفعل من أن فرض إدارة "ترامب" المزيد من الرسوم الجمركية على واردات من الصين سيتسبب في زيادة أسعار منتجات "آيفون".

 

- على أثر فرض رسوم جمركية، تتعرض سلاسل التوريد للعديد من المشكلات من بينها هبوط الأرباح والإيرادات والتأثير سلبيا على العمالة والأجور والديون قصيرة الأجل وسط توقعات بنفاد السيولة من  28% من الـ132 مورد لـ"آبل" و"شاومي" و"سامسونج" خلال 100 يوم.

 

- بالمثل، ستتعرض ملايين الوظائف في آسيا لخطر الفقدان، وبالتبعية، ستقع أسواق الأسهم في أمريكا وشرق آسيا تحت ضغوط شديدة، وبالتالي، ربما في غضون عشر سنوات تتعرض صناعة الجوال عالمية للتراجع.

 

- ربما تلجأ بعض الشركات وسلاسل التوريد ومصانع التجميع إلى الأتمتة للتكيف مع هذه التحديات، ولكن في نفس الوقت، ستتأثر العمالة والأجور بشكل حاد.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.