نبض أرقام
04:57 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/22
2024/12/21

ذروة إنتاج أم استهلاك.. أيهما أقرب من صناعة النفط؟

2018/09/11 أرقام

ليست هناك صورة دقيقة ورسمية كاملة حول احتياطيات الأرض من النفط، إذ تختلف الأرقام اعتمادًا على العوامل التكنولوجية والاقتصادية، أو حتى وجهات نظر أصحاب المصلحة، ولا يزال التوقع فنًا صعبًا في هذا المجال الذي شكل طبيعة العالم خلال القرن الماضي، وربما يستمر نفوذه خلال القرن الحالي، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".

 

 وفي غضون ذلك يتجادل المتفائلون والمتشائمون حول موعد ذروة النفط، التي يرى بعض من كل جانب أنها قد اقتربت، لكن ما الذي اقترب بالتحديد، هل هي ذروة الاستهلاك أم ذروة الإنتاج؟

 

النفط يروي ظمأ العالم

 

- ارتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 2.1% خلال عام 2017، وهذا أكثر من ضعف الزيادة المسجلة عام 2016، وكذلك المستويات المسجلة خلال السنوات الخمس السابقة، والتي بلغ متوسطها 0.9%.

 

- 40 من الطلب على الطاقة جاء من آسيا (خاصة الصين والهند)، وشكل الوقود الأحفوري 72% من حاجة العالم، فيما وفرت المصادر المتجددة 25%، و3% من الطاقة النووية، لذلك حتى مع استحواذ الموارد الجديدة على حصة أكبر من مزيج الطاقة، ما زال الوقود الأحفوري يضمن معظم إمدادات العالم.

 

 

- تمتاز المصادر المتجددة بأنها توفر مورد طاقة لا ينضب ويحد من الانبعاثات الكربونية، لكنها لن تستحوذ على الحصة الأكبر من مزيج الطاقة حتى النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أن هذه الحصة ستبلغ 40% فقط بحلول هذا الموعد وفي إطار السيناريو الأكثر تفاؤلًا.

 

- في فئة الوقود الأحفوري، يتم استهلاك 95 مليون برميل من النفط يوميًا حول العالم، وتعد صناعة البتروكيماويات وتزايد عدد السيارات المستخدمة (تشير التوقعات إلى ملياري سيارة بحلول عام 2040) بجانب الشاحنات التجارية، هي الأسباب الرئيسية في نمو الطلب على النفط بنسبة 1.6% العام الماضي.

 

- تتوقع شركة "توتال" ارتفاع الطلب العالمي على النفط بنسبة 11% بحلول عام 2040، وفي الوقت نفسه تقدر وكالة الطاقة الدولية نمو الاستهلاك في الصين والهند سيزيد من الطلب على النفط، وتقول إنه من الصعب توقع نهاية قريبة للصناعة حتى بعد 22 عامًا من الآن.

 

 

- السيناريو الوحيد الذي يمكن فيه الحديث عن نهاية وشيكة لهذه الصناعة، هو عندما يتمكن البشر من توفير الوقود اللازم للسيارات، والبلاستيك المستخدم في احتياجاتهم اليومية، والطاقة للمصانع، والتغليف، والمنتجات الصيدلانية، والعزل الخاص بالمنازل، وأسفلت الطرق، والمواد اللاصقة، والطلاء، والمنظفات، والمدخلات الزراعية دون حاجة للنفط.

 

قدرات كبيرة ولكن..

 

- يدور النقاش بين خبراء التكنولوجيا والاقتصاد حول موعد جفاف بطن الأرض من النفط، منذ 60 عامًا، وفي خمسينيات القرن الماضي، تنبأ الجيولوجي "ماريون كينج هوبرت" بوصول الإنتاج الأمريكي إلى ذروته، وهو ما حدث بالفعل في عام 1970.

 

- كان "هوبرت" محقًا، لكن لفترة مؤقتة، حتى بدأ الإنتاج واسع النطاق لموارد النفط والغاز غير التقليدية مثل النفط الصخري في منتصف العقد الأول من القرن الجاري، ما جعل السوق الأمريكي رائدًا عالميًا مرة أخرى، مع احتياطيات تكفيه لنحو 60 عامًا بحسب وكالة الطاقة الدولية.

 

- من جانبه يقول "أوليفير أبيرت" الذي شغل منصبي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "آي إف بي إنرجيه نوفال" خلال الفترة من عام 2003 إلى 2015، إن تقدير حجم الاحتياطيات في حقل نفطي ما، أشبه بمحاولة تخمين مقدار المخزونات في مستودع ما عبر ثقب المفتاح.

 

 

- الطرق الحالية تسمح باستخراج ما بين 30% إلى 40% فقط من احتياطيات النفط في الحقول، وسيعادل استخراج 1% إضافية من كل المواقع حول العالم سنة ونصف السنة من الاستهلاك العالمي.

 

- في ضوء الاتجاه الصعودي المحتمل، تطور شركة "توتال" مجموعة من التقنيات، وتجري مزيدًا من الأبحاث، لتنفيذ عمليات استخراج أكثر كفاءة، وتعتقد أن هذه الجهود ستخلص إلى تحسين معدل استخراج النفط بنسبة 20%.

 

- يقول نائب رئيس شركة "توتال" "إيتيين أنجليز دورياك" إن الاحتياطيات الحالية المؤكدة كافية لتغطية الطلب 40 عامًا، لكن الاكتشافات الأخرى قد تزيد هذه المدة إلى 60 عامًا، في حين أن الموارد غير التقليدية مثل النفط الصخري يمكن أن ترفعها إلى 90 عامًا.

 

- تشير "توتال" إلى أن الاحتياطيات يجب أن تكون مربحة قبل استخراجها، لكن بعض الحقول ببساطة لا يمكن أن تصبح مجدية من الناحية الاقتصادية قبل تجاوز الأسعار 80 دولارًا، مقارنة بأسعار اليوم التي تحوم فوق السبعين دولارًا، لذا فإن كميات من النفط في هذا العالم ستظل قابعة في بطن الأرض انتظارًا لظروف أكثر ملاءمة، وربما لن يتم استخراجها على الإطلاق.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.