في الثلاثاء الرابع من سبتمبر/أيلول، تجاوزت القيمة السوقية لـ"أمازون دوت كوم" (AMZN.O) حاجز التريليون دولار لتصبح ثاني شركة أمريكية تصل إلى هذه القيمة بعد "آبل"، وعلى أثر ذلك، قفزت ثروة مؤسس شركة التجارة الإلكترونية "جيف بيزوس" إلى 167.6 مليار دولار، بحسب تقديرات "فوربس" معززا صدارته لقائمة أثرياء العالم.
ولكن تقريرا نشرته "سي إن بي سي" تحدث عن أن الملياردير الأمريكي لم تكن بدايته سهلة ولم يكن طريق "أمازون" مفروشا بالورود، بل إنه ولد لأسرة متوسطة في رعاية أمه، وولد في الثاني عشر من يناير/كانون الثاني عام 1964، بينما كان والد "جيف" يعمل في متجر للتجزئة مقابل 1.25 دولار في الساعة.
واعتاد "جيف" الذهاب في عطلات الصيف إلى منزل جده في ولاية "تكساس" وكان يساعد في إصلاح المطاحن ورعاية الأبقار.
الخروج من المنطقة الدافئة
قال "بيزوس" إنه كان متفوقا في دراسته وحقق المركز الأول في المدرس الثانوية متخطيا أكثر من 400 طالب، وأسند إليه إلقاء خطاب أمام زملائه ليتحدث عن حلمه ببناء مستعمرات وفنادق في الفضاء للبشر.
اجتاز "بيزوس" اختبارات القبول بجامعة "برينستون" حيث درس فيها علوم الحاسب رغم أنه كان يتمنى أن يصبح فيزيائيا نظريا، وبعد التخرج من الجامعة، عمل في وظيفة بالقطاع المالي بمدينة نيويورك، وحينها جاءته فكرة "أمازون".
علم "بيزوس" حقيقة أن استخدامات الإنترنت كانت تنمو بنسبة 2300% سنويا مشددا على أنه لم يسمع عن أي شيء ينمو بهذه السرعة الخارقة، ومن هنا جاءته فكرة تأسيس موقع إلكتروني لبيع الكتب على الإنترنت.
كان عمر "بيزوس" وقتها 30 عاما وتزوج قبل عام، وأعرب عن رغبته في الاستقالة من وظيفته، وهو أمر كان أشبه بالجنون، وأوضح بأنه لم يعلم إلى أين سيؤول به الحال بعد الاستقالة.
صرح "بيزوس" في إحدى المناسبات بأن قرار الاستقالة كان أشبه بالخروج من المنطقة الدافئة والمخاطرة، مضيفا: "إنني فخور باختياري"، وأن زوجته شجعته على اتخاذ القرار.
أضاف "بيزوس" أنه أسس شركة "أمازون" لتجارة الكتب على الإنترنت من مرأب في "سياتل"، وفي الأيام الأولى من نشاطه التجاري الوليد، تسربت إليه الشكوك بشأن قراره بسبب بيع عدد قليل من الكتب.
مع التوسع في بيع الكتب، قرر "بيزوس" إضافة الموسيقى والفيديوهات إلى موقعه ثم طرح سؤالا على العملاء حول أي من الأغراض والسلع التي يريدون شراءها من الإنترنت.
بعث "بيزوس" برسالة إلى عملائه عبر الموقع من المرأب وكانوا وقتها بالآلاف عن السلع التي يريدونها بجانب الكتب والموسيقى، وتمكن من جمع قائمة طويلة من السلع التي يمكن إضافتها.
من هنا توسعت "أمازون" شيئا فشيئا وباعت الأوراق والأثاث والملابس كما حاول الحصول على الخبرة في بيع سلعة ما دون الشعور بأي خيبة أمل حيال الفشل في البيع، وهو أمر تميز به، حيث كان لديه مزيج من التفاؤل وامتلاك الرؤية.
عام 2003، عندما كانت العديد من شركات التكنولوجيا تحاول الخروج من عنق فقاعة "دوت كوم"، كان لدى "بيزوس" يقين بأن تكنولوجيا الإنترنت لا يزال أمامها الكثير من الإبداع.
الاستثمار في المخاطر
صرح مؤسس "أمازون" في إحدى المقابلات بأنه سعيد للغاية بالاستثمار في المبادرات الجديدة التي اتسمت بالخطورة الشديدة حيث إن رجل الأعمال الأمريكي كان يخوض المخاطر ممتلكا رؤية طويلة المدى بأن تصبح "أمازون" فريدة ومميزة على مستوى العالم.
لم يتوقف الأمر عند التجارة الإلكترونية فقط، بل دخلت "أمازون" في معتركات جديدة مثل الإعلام المتمثل في صناعة المحتوى وبث العروض التلفزيونية وجذب فئات مختلفة من العملاء، كما اشترى صحيفة "واشنطن بوست" عام 2013 مقابل 250 مليون دولار رغم التحولات نحو الصحافة الإلكترونية.
توسعت إمبراطورية "بيزوس" التجارية حول العالم واستحوذت "أمازون" العام الماضي على "هول فودز" كما امتلك شركات مثل "Zappos" و"Twitch" واستثمر رجل الأعمال في شركات أبرزها "تويتر".
أما عشق "بيزوس" منذ نعومة أظافره (الخامسة من عمره)، فهو الفضاء واستكشاف الفضاء والرحلات والسفر بعيدا عن كوكب الأرض، وهو ما دفعه لتأسيس شركة "بلو أوريجن".
يعتزم "بيزوس" إطلاق رحلات فضائية للسفر والرحلات السياحية حيث تعكف "بلو أوريجن" على تدشين بنية تحتية للجيل القادم من رواد الفضاء.
قال "بيزوس": "لو بلغت عمر الثمانين ونظرت إلى حياتي للبحث عن أفضل شيء أنجزته، فربما يكون بناء بنية تحتية فضائية للجيل القادم..وسوف أكون حينها سعيدا للغاية".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}