نبض أرقام
08:10 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

هل سينجح الرئيس الفنزويلي في تحقيق معجزة اقتصادية؟

2018/08/29 أرقام

أكثر من مائة ظهور تلفزيوني للرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"  للمواطنين يتحدث خلالها عن الأزمة الاقتصادية هذا العام، ولكن أحد هذه اللقاءات كان يستحق المشاهدة حيث ظهر مرتديا بذلة رسمية بدلا من سترته المعتادة، وبدا كما لو كان يتخلى عن بعض الممارسات الاقتصادية التي أطلقت التجربة "البوليفارية"، وفقا لتقرير نشرته "الإيكونوميست".

 

وانخفض حجم اقتصاد فنزويلا بأكثر من الثلث منذ عام 2013، وقفز معدل التضخم إلى مستويات قياسية توقع صندوق النقد أن تصل إلى المليون بالمائة هذا العام، وأسفر ذلك عن نقص شديد في الغذاء والدواء وتزايد أعداد المهاجرين إلى الدول المجاورة، فما الذي يمكن فعله من حكومة "مادورو"؟

 

 

البوليفار السيادي

 

- تعهد الرئيس "مادورو" بتحقيق معجزة اقتصادية للقضاء على الأزمة، وألغت "كاراكاس" مؤخرا خمسة أصفار من عملتها "البوليفار" (التي قفزت من مستوى 250 ألفا أمام الدولار إلى ستة ملايين في السوق السوداء).

 

- جاءت العملة البديلة التي أطلقت عليها فنزويلا اسم "البوليفار السيادي" كنوع من الحلول في جعبة "كاراكاس" حيث اعترف "مادورو" بأن الحكومة هي من تسببت في التضخم المفرط عن طريق طباعة "بوليفار" لتمويل عجز الموازنة.

 

- وعد "مادورو" بخفض عجز الموازنة إلى الصفر – من 30% بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي المتوقع هذا العام – من خلال زيادة الضرائب وأسعار الوقود.

 

- قال "مادورو" إن الحكومة سوف تسرع من وتيرة تحصيل الضرائب من أجل زيادة إيرادات موازنة الدولة، وكشف عن حقبة جديدة بدأت في العشرين من أغسطس/آب أعلنها عطلة عامة من أجل السماح باطلاع المواطنين على "البوليفار السيادي".

 

- عندما فتحت البنوك أبوابها في اليوم التالي، اصطف المواطنون لإجراء أول سحوبات من الأموال، ورغم أن "مادورو" أكد على وجود سيولة بعشرة أضعاف ما تحتاجه فنزويلا، إلا أن ماكينات الصراف الآلي قيدت السحوبات إلى عشرة بوليفارات فقط.

 

- تبدو حزم الإنقاذ التي يقترحها "مادورو" كما لو كانت تخيلية في بنك دولي، حيث إن التضخم تسارعت وتيرته هذا العام على الرغم من وجود الفريق الاستشاري الاقتصادي الذي يقوده نائب الرئيس للشؤون الاقتصادية "طارق العصامي" منذ يونيو/حزيران.

 

- تبحث الحكومة الفنزويلية عن أي حلول أو مقترحات من جانب أي خبراء أو اقتصاديين للخروج من الأزمة وسط تزايد من الضغوط من الحكومة والحزب الاشتراكي ضد "مادورو".

 

 

هل يمكن تحقيق المعجزة الاقتصادية؟

 

- لطالما أفاد "مادورو" بأن الأزمة التي تعاني منها البلاد هي نتاج حرب اقتصادية من قوى أجنبية، ولكن أحد المسؤولين الحكوميين عن برنامج توزيع الغذاء المدعوم "فريدي برنال" أفاد بأن الحكومة هي المسؤولة عن الجيد والسيئ متحديا التصريحات المذكورة.

 

- بعد التعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، حاول "مادورو" تقديم حلول عقلانية لإنهاء الكارثة الاقتصادية – على حد وصف بعض الساسة – حيث أصدر سلسلة من السياسات الطموحة من بينها إصدار العملة الجديدة.

 

- يرى محللون أن خطة الإنقاذ التي كشف عنها "مادورو" تجمع بين الماركسية والنظرية النقدية ووصفها البعض بـ"المستحيل تنفيذها" مثل تقليص عجز الموازنة بالتزامن مع مقترح زيادة الأجور بـ35 ضعفا.

 

- من المتوقع أن تتآكل الفوائد الناتجة عن زيادة أسعار الوقود من خلال تعهدات تقديم الدعم لما يقرب من 17 مليون مواطن يحملون بطاقات حكومية – أي أكثر من نصف عدد السكان.

 

- لم يتطرق "مادورو" إلى مشكلة الدين الخارجي الذي تعثرت "كاراكاس" بالفعل في سداد أقساط منه كما أن الحكومة لا تزال عاجزة عن السيطرة على سوق النقد الأجنبي.

 

- أشارت الحكومة الفنزويلية إلى أن العملة الجديدة سوف تستقر بدعم من "بترو" – العملة الرقمية المدعومة باحتياطيات النفط في البلاد – حيث إن عملة "بترو" واحدة تعادل سعر برميل من النفط، وتم ربط "البوليفاري السيادي" بوحدة حسابات تتعلق بـ"البترو" (بترو=3600 بوليفار سيادي).

 

- من المفترض أن توفر "بترو" الدعم والثقة في "البوليفاري السيادي"، ولكن المشكلات والأزمات المتلاحقة التي تواجهها فنزويلا ربما تقوض هذا المسعى، كما أن البعض يرى "البترو" مجرد خدعة من جانب البنك المركزي لضخ أموال.

 

- أشار أحد المواطنين إلى أن أي دخل إضافي من زيادة الأجور سوف يتآكل سريعا بفعل التضخم المفرط، وهو ما يعني المزيد من المشكلات الكارثية ليبقى التساؤل المطروح: "هل سيحقق "مادورو" المعجزة الاقتصادية؟

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.