على عكس المألوف فإن سمعة منسق الموسيقى "دي سول" أكثر انتشارًا في الدوائر المصرفية عن غيرها، هذا لكون الرجل واسمه الحقيقي هو "ديفيد سولومون" أحد رجال البنوك المحنكين في الأساس، والذي وقع الاختيار عليه ليتولى قيادة بنك الاستثمار العالمي "جولدمان ساكس"، بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وبعيدًا عن دوره الجانبي كمنسق موسيقي في الحفلات، فإن "سولومون" يهوى أيضًا ممارسة الرياضات المغامرة وجمع بعض المتعلقات الفاخرة ولديه اهتمام كبير بفنون الطهي، وبعبارة أخرى أكثر شمولًا، فهو يملك حياة أخرى بعيدًا عن البنوك.
لكن هل يعد ذلك شيئًا جيدًا لموظف في مكانة عليا لدى مؤسسة بهذا الحجم؟ هل من المحتمل أن قادة شركات أخرى أو حتى زعماء سياسيين يمارسون مهامهم الرئيسية بشكل أفضل إذا كانت لديهم حياة تختلف كثيرًا عما تبدو عليه وظائفهم اليومية؟
من الواضح أن مجلس إدارة بنك "جولدمان ساكس" كان واثقًا من أن مهام "سولومون" الجانبية لن تعيقه عن القيام بعمله كرئيس تنفيذي للمصرف، لكن في عالم التمويل، من الطبيعي انتشار التنفيذيين الذين يتباهون بطول الوقت الذي يبقونه في مكتبهم ويؤكدون قدرتهم على مواصلة التركيز في وظيفتهم وتجاهل أي شيء آخر، وليس العكس.
وفي نظرهم، فإن أي نوع من الانحراف قد يؤدي إلى عدم الاهتمام الحقيقي بمهام "سولومون" ويهدد بتقويض النتائج المستهدفة، لكن هناك نظرة أخرى عكسية يتبناها مجلس الإدارة، وهي أن امتلاك المرء لشخصية عميقة وخبرة متنوعة من المرجح أن تؤدي إلى نتائج أفضل.
وبحسب الخبراء، فإن أسوأ المديرين هم الأشخاص الأحاديون الذين لا يملكون جوانب أخرى في حياتهم، فهم ليسوا مملين فقط ولكن نطاق خبراتهم المحدود يجعلهم أكثر صرامة في مهام العمل التي تحتاج إلى التفاعل كما يدفعهم لخنق الإبداع.
لكن في مكان مثل بريطانيا هناك من يعرفون بـ"السادة قادة الشركات" الذين يعطون انطباعًا بأن العمل هو مهمة متدنية في أولوياتهم وأن حياتهم الحقيقية على قدر أعلى بكثير من الأهمية، والتي عادة ما تدور حول نشاط رياضي أو أحد أنواع الاهتمامات الثقافية الراقية.
هذا هو الحال إذن، لا يزال هناك فئة من رؤساء الشركات الذين يقضون أيامهم يحلمون برحلة صيد أو الإبحار بعيدًا، ويعتبرون وظائفهم اليومية المرهقة عملا روتينيا مرهقا ومزعجا، وليس من المفاجئ اكتشاف أن هؤلاء الناس عادة ما يكونون قد ورثوا ثرواتهم ومناصبهم، وبالتالي ليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية بناء الثروة.
وبطبيعة الحال، فإن بعض هذه الانحرافات الممتعة ترتبط بأنواع من النشاط الاجتماعي الذي يعطل مسيرة الأعمال، فعلى سبيل المثال، سيكون من الصعب إبرام الصفقات التجارية في ملاعب الجولف.
وبعيدًا عن هؤلاء الكسالى، فإن المغزى الحقيقي من الهوايات الجانبية للقائد هو أن الأشخاص الذين لديهم جوانب شخصية عميقة، عادة ما يكتسبون مجموعة من المهارات التي تساعد على حل المشكلات وتوفير فهم عميق ونوع من التعاطف الذي يندر وجوده في عالم الأعمال.
الزعيم البريطاني الراحل "وينستون تشرشل" كان قائد حرب ناجحا للغاية، ومع ذلك أمضى وقتًا كبيرًا في ممارسة هواية الرسم وقراءة كتب التاريخ، في حين كان يواجه ضغوطًا عدة لاتخاذ قرارات حساسة وجوهرية، وحتى "أدولف هتلر" و"جوزيف ستالين" كان لهما اهتمام عميق بالموسيقى.
ربما ما يهم حقًا هو إدارة الوقت، فلا ينبغي الثقة في أي شخص يقول إنه مشغول للغاية وليس بمقدوره التفرغ لبعض الوقت، فما يعنيه حقًا أنه ليست لديه كفاءة لإدارة جدوله بما يحقق له أفضل المنافع، فالوقت المستغرق في التوقف قليل والقيام بشيء مختلف هو بالتأكيد وقت غير ضائع.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}