فتحت السلطات الإيطالية تحقيقات موسعة للوقوف على أسباب انهيار جسر "جنوى" الذي توفي على أثره ما يقرب من 39 شخصا، وسلط تقرير نشرته "التليجراف" الضوء على مدى صحة البنية التحتية في ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو بعد هذه الكارثة.
ويربط الجسر – الذي بني منذ 51 عاما – بين مناطق شمال إيطاليا وجنوب فرنسا وكان من تصميم المهندس الإيطالي "ريكاردو موراندي"، ومنذ بدء عملية البناء، تعرض لمشكلات عديدة خلال ستينيات القرن الماضي الأمر الذي أسفر عن عمليات صيانة مكلفة للغاية.
المافيا
- أفاد محللون بأن جودة مواد بناء الجسر ربما تعرضت لأضرار وتلفيات بسبب تورط عناصر من المافيا في صناعة البناء ومحاولاتهم الحصول على مكاسب من القطاع عن طريق منح مواد بأسعار عالية وجودة أقل.
- أثيرت مخاوف بشأن مدى صحة الأبنية والهياكل الأخرى في إيطاليا التي نفذت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأفادت إحدى الجهات الهندسية في البلاد بأن عشرات الآلاف من الجسور ومشاريع البنية التحتية الأخرى قد تكون في خطر شديد وعرضة للانهيار.
- قال رئيس الوزراء الإيطالي "جوزيبي كونتي" إن البنية التحتية بأكملها في البلاد تحتاج للفحص بدقة مطالبا الأجهزة الحكومية بالعمل على عدم تكرار هذه المأساة مجددا.
- من جانبه، صرح وزير النقل "دانيلو تونينيلي" بأن انهيار الجسر حادث غير مقبول وأن الإهمال لعب دورا في هذه الكارثة، وأيا كان المسؤول، يجب محاسبته.
- كان الجسر قد بني في الفترة بين عامي 1963 و1967، ويصل إجمالي طوله إلى حوالي 1.1 كيلومتر، بينما يصل ارتفاع الدعامات المثبت عليها إلى أكثر من 88 مترا.
شكوك حول التصميم
- كانت تقنية الخرسانة المستخدمة في بناء الجسر صفة مميزة لمصممه "موراندي" الذي توفي عام 1989، وكان قد وصف بـ"موراندي إم 5" حيث تميز باستخدامه التكنولوجيا في تصميماته.
- استخدم "موراندي" نفس فكرة التصميم والخرسانة في بناء جسر آخر في فنزويلا عام 1962، وانهار جزئيا عام 1964 بعد أن صدمته ناقلة نفط، ثم أعيد بناؤه لاحقا.
- لطالما أثار جسر "جنوى" شكوكا حول تصميمه وهيكله حيث نشر مقال موقع إلكتروني في إيطاليا قبل انهياره يحذر من كارثة تلوح في الأفق.
- تحدث أيضا أحد الأكاديميين المتخصصين في الهندسة المعمارية "أنطونيو برينتش" عن إمكانية وجود مشكلات في تصميمه ربما تؤدي إلى انهياره – قبل وقوع الكارثة.
- أضاف "برينتش" أن انهيار جسر "جنوى" كان بسبب مشكلات تآكل في الخرسانة تتعلق بالتكنولوجيا المستخدمة في بنائه من الأساس.
- انتقد "برينتش" مرارا هذا الجسر، وصرح منذ عامين بأن هناك مشكلة في الموازنة المرصودة لبناء الجسر وحسابات خاطئة عن مواد الخرسانة المستخدمة.
- علاوة على ذلك، لم تُجر الصيانة اللازمة والصحيحة للجسر، وأكد وزير النقل على عدم إجراء أي إصلاحات أو أعمال صيانة بالشكل الكافي له.
- كان من المفترض أن يصل عمر الجسر إلى مائة عام على الأقل، ولكن هذا لم يحدث، كما أن أعمال الصيانة التي جرت عليه بعد اكتمال الإنشاء كانت بغرض إصلاح العيوب في التصميم والخرسانة.
- في بداية الألفية الثالثة، تم تثبيت كابلات تعليق لدعمه ومحاولة تلافي عيوب تصميمه، ولكن على ما يبدو، لم تفلح هذه الأدوية المسكنة في تجنب انهياره.
جرس إنذار للبقية
- قالت جمعية الهندسة المدنية "سي إن آر" في إيطاليا إن العديد من الجسور ومشروعات البنية التحتية التي عاصرت جسر "جنوى" قد تخطت عمرها الافتراضي، ويعد انهيار الجسر بمثابة جرس إنذار للنظر في هذه المنشآت.
- طالبت "سي إن آر" بخطة "مارشال" لإصلاح واستبدال آلاف الجسور ومنشآت البنية التحتية الأخرى التي بنيت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
- ربما يكون تحديث وتطوير الجسور أكثر تكلفة من تدميرها وإعادة بنائها بشكل عصري يجعله يستمر لعمر افتراضي يتخطى المائة عام.
- ذكر خبراء أنه ربما تكون عاصفة رعدية هي ما تسببت في انهيار جسر "جنوى" بعد أن أكد شهود عيان بأنهم رأوا أضواء برق قبل انهياره بفترة قصيرة.
- حتى لو ثبت وقوع عاصفة رعدية، فليس بالضرورة أن تكون هي السبب في انهيار جسر "جنوى" نظرا لأن الشكوك والمشكلات التي تعتري تصميمه وبناءه قد أثيرت قبل ذلك.
- أوضح أحد المتخصصين بأن آليات الصيانة والضغط الناتج عن الحمولة من السيارات والرياح يمكن أن يكون هو السبب في تلف مكونات الجسر بشكل تدريجي حتى انهياره.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}