عندما كان "جويل كلارك" طفلًا في ثمانينيات القرن الماضي كانت والدته "بيني" ماهرة إلى حد كبير في إعداد الأطعمة الطبيعية، حيث كانت تجيد إعداد العصائر محلية الصنع وتطحن القمح الخاص بها، علاوة على إتقانها وصفة ورثتها عن أبيها لإعداد فطائر "بان الكيك" الصحية باستخدام الحبوب الكاملة، والتي أحبتها عائلتها كثيرًا، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".
في هذه الأثناء عندما كان "جويل" في الثامنة من عمره، ساعدته والدته في إعداد فطائر "بان كيك" وتغليفها في أكياس الغداء بنية اللون مع ملصق يحتوي على الوصفة، ومن ثم بدأ الطفل في أخذ الكميات وبيعها لجيرانه في مدينة "سولت ليك" عاصمة ولاية يوتا، مستخدمًا عربة السحب الحمراء خاصته.
جويل إلى يسار الصورة وبجواره رئيس العمليات بشركته "كاميرون سميث"
كان ذلك مجرد نشاط صيفي ممتع، لكن الآن وبعد عقود، نجح "جويل" البالغ من العمر 43 عامًا في بناء علامة تجارية صاخبة تبيع فطائر "البان كيك"؛ من المتوقع أن تحقق إيرادات بعشرات الملايين من الدولارات خلال عام 2018.
وأصبحت "كودياك كيكس" العلامة التجارية الأكثر مبيعًا في فئة فطائر "البان كيك" في متاجر "تارجت" الأمريكية، متفوقة على علامات تجارية كبرى مثل "آنت جيميما" و"باسويك"، لكن الأمر برمته لم يكن من السهولة في شيء، إذ استغرق عقودًا من العمل الشاق، والفشل في جذب المستثمرين.
نشاط عائلي
- في منتصف تسعينيات القرن الماضي، كان "جون" –الأخ الأكبر لـ"جويل"- والبالغ حاليًا 48 عامًا، في أواخر العشرينيات من عمره، عندما أتته فكرة جعل الوصفة العائلية المحببة منتجا حقيقيا يمكن بيعه وتأسيس عمل تجاري يعتمد عليه.
- قال "جون" إن العلامة التجارية ستكون ريفية وطبيعية وصحية، بما يعكس الحياة التي عاشتها عائلته في يوتا، مؤكدًا ضرورة تميز المنتج بالمذاق الجيد مع إنتاجه من الحبوب الكاملة.
- شجعت "بيني" جهود "جون" على تنظيم المشروع، وقامت بتعديل الوصفة بحيث تصبح مزيجًا سهل الإعداد بمجرد إضافة المياه فقط، ثم بدأ الابن في تجربة المنتج وتقديمه لأصدقائه.
- أطلق "جون" علامة "كودياك كيكس" عام 1995، واستعان في البداية بمخبز آلي صغير في مدينته، حيث خزن نحو 120 عبوة في الطابق السفلي له، قبل أن يشرع وأخوه "جويل" في بيع الفطائر.
- رغم التخلص من عربة السحب الصغيرة، ظل الأخوان يبيعان المنتجات عند أبواب المنازل والمتاجر، حتى بعدما توسعوا ووصلوا إلى مدن التزلج مثل بارك سيتي وجاكسون ووايومنغ وصن فالي.
- يقول "جويل" متذكرًا الأيام الخوالي: كان الأمر ممتعًا أن نغطي المدن بمنتجاتنا، كنا نقسم المدينة نصفين، فأغطي واحدا و"جون" يتكفل بالآخر، ونتفق أن نلتقي في نقطة معينة بعد بضع ساعات لكي نرى ما إذا كان بإمكاننا بيع المزيد من الفطائر هنا.
- حقق المنتج أداءً إيجابيًا في البداية، لكن إيرادات السنة الأولى كانت أقل من 30 ألف دولار، وخلال العامين التاليين ركز "جون" على تشغيل "كودياك" بشكل أفضل والتأكد من القيمة التي يقدمها للعملاء، فيما ساعد "جويل" في الترويج وبيع المنتج.
فراق ونجاح
- بعد عامين، ومع استمرار تحقيق الشركة مبيعات سنوية لا تتجاوز 30 ألف دولار، طلب "جون" من أخيه "جويل" (كان لا يزال طالبًا جامعيًا) تولي زمام الأمور في الشركة، للبحث عن مصدر دخل ثابت يمكنه من الإنفاق على أسرته.
- لم تكن "كودياك" تخطو خطوات كبيرة، لكن "جويل" لم يرغب في الاستسلام، لذا ترك عمله كمحلل في شركة استشارات إدارية عام 2004، ليعمل بدوام كامل في شركته بجانب والده المتقاعد "ريتشارد"، وفي هذا العام حققت الشركة إيرادات قدرها 150 ألف دولار، قبل أن تقفز إلى 1.4 مليون دولار عام 2010.
- اضطر "جويل" خلال رحلته مع "كودياك" إلى اقتراض المال مرتين، أول مرة في عام 2009 عندما قدمت الشركة عروضًا (تخفيضات وهدايا) بأكثر من اللازم، ما كلفها 50 ألف دولار، وهو ما تمكن رائد الأعمال الشاب من سداده خلال عام.
- جاءت المرة الثانية في عام 2012 عندما سجلت الشركة أول طلب من متاجر "تارجت" لتوزيع منتجها على مستوى الولايات المتحدة، وكانت تحتاج إلى 200 ألف دولار لتحقيق ذلك.
- بدأت الأمور تتحسن ببطء، وبلغت المبيعات 3.5 مليون دولار عام 2013، وفي 2016 تلقت الشركة تمويلًا من "صن رايز إستراتجيك بارتنرز"، وهو ما ساهم إلى حد كبير في إنعاش وتدعيم عملياتها، والآن تتوقع "كودياك" تحقيق إيرادات سنوية قدرها 100 مليون دولار، من منتجاتها التي وصل عددها إلى 45 منتجًا.
- يقول "جويل": سنحقق هذا العام إيرادات بأكثر من 100 مليون دولار، لكننا نشهد نموًا لعلامة تجارية للأغذية الاستهلاكية تتمتع بكثير من الإمكانات التي تقدر قيمتها بما يتراوح بين مرتين إلى أربع مرات حجم الإيرادات (200 مليون إلى 400 مليون دولار).
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}