قال خمسة مصادر مطلعة إن السعودية، أحد أكبر عملاء جنرال إلكتريك وأعلاهم قيمة، تحشد منافسين لتقديم عروض لمنافسة الشركة على الفوز بأعمال مربحة في محطات الكهرباء.
وأهلت الشركة السعودية للكهرباء التي تسيطر عليها الدولة شركتين على الأقل لتوفير الخدمات أو قطع الغيار لبعض توربيناتها من الفئة-إف التي تنتجها جنرال إلكتريك ويتجاوز عددها الخمسين، كما تجري محادثات مع شركتين أخريين بخصوص استثمارات لإنشاء مرافق لخدمة محطاتها على مدى عدة سنوات، وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة مباشرة على الأمر.
وأفادت المصادر وقواعد بيانات بالقطاع أن تأهيل هذه الشركات لأول مرة يسمح للسعودية للكهرباء بكسر سيطرة جنرال إلكتريك على هذه الأعمال عن طريق تشجيع آخرين على تقديم عروض منافسة لصيانة أسطول توربينات الفئة-إف، وهو من أكبر الأساطيل المملوكة لكيان واحد ومن أكثر محافظ الخدمات ربحا في القطاع.
وقالت المصادر إن السعودية للكهرباء لم تعرض حتى الآن أي عقود كبيرة لتوربينات الفئة-إف على شركات جديدة، ولم يتضح متى تعتزم طرح مناقصات.
وردا على أسئلة من رويترز، قالت جنرال إلكتريك ”في الوقت الراهن، لا تزال وحدات الفئة-إف التي تنتجها جنرال إلكتريك في الشركة السعودية للكهرباء تغطيها اتفاقات خدمات طويلة الأمد“.
وفي بيان مشترك إلى رويترز يوم الأحد أكدت السعودية للكهرباء وجنرال إلكتريك على شراكتهما في توليد الطاقة الكهربائية القائمة منذ نحو 40 عاما.
وقال خالد الطعيمي نائب الرئيس التنفيذي للتوليد بالسعودية للكهرباء ”تقوم السعودية للكهرباء دائما بتنفيذ سياسة متوازنة جدا في المشتريات لضمان التنويع الجيد في مصادر الموردين.
”تقوم الشركة دائما بتأهيل موردين عديدين لتقديم عروض لخدمات. وجدنا مرارا جنرال إلكتريك شريكا استراتيجيا ممتازا لتلبية احتياجاتنا الخدمية“.
وقال جوزيف أنيس الرئيس والرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك سيرفيسيز أفريقيا والهند والشرق الأوسط، وهشام البهكلي الرئيس والرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك السعودية والبحرين ”ندعم ما يزيد عن نصف إمدادات الكهرباء بالمملكة، ونحن فخورون بأننا جزء من التطوير المستمر في القطاع“.
يزيد حرص السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، على ترشيد النفقات، وتسعى المملكة لتقليص الاعتماد على النفط وخفض العجز في الميزانية وخلق فرص عمل في إطار خطة الإصلاح التي تحمل اسم ”رؤية 2030“.
وقال مصدر مطلع على عمل السعودية للكهرباء إن المملكة تريد أيضا الحصول على أفضل أسعار ممكنة في العقود الكبيرة المبرمة مع الشركات الكبرى.
وأضاف المصدر أن السعودية للكهرباء في طريقها أيضا لجلب شركات أخرى للمشاركة في عروض خدمات محطات الكهرباء، بدلا من الاعتماد على جنرال إلكتريك وحدها، لأن تأهيل شركات أخرى منافسة سيخفض الأسعار.
محتوى دعائي
وأشارت المصادر إلى أن السعودية للكهرباء أطلقت من قبل منافسة على جيل سابق من التوربينات يعرف باسم الفئة-إي. وأشارت إلى أنه بعد بدء تقديم العروض، انتهى المطاف بتكليف جنرال إلكتريك بأعمال أقل كما انخفضت تكاليف تلك الأعمال بنحو 40 بالمئة.
وقال مصدر مطلع على تاريخ خدمات جنرال إلكتريك في السعودية إن بعض توربينات الفئة-إف التي اشترتها السعودية للكهرباء في الآونة الاخيرة قد لا تكون خاضعة لاتفاقات طويلة الأمد بسبب ارتفاع أسعار الخدمة، ومن ثم قد تطرح الشركة مناقصات لهذه التوربينات في أي وقت.
وذكرت ثلاثة مصادر أن أحد الآثار الجانبية لتأهيل السعودية للكهرباء شركات ثالثة لصيانة توربينات الفئة-إف يتمثل في أن حجم العملية كبير بما يكفي لإفساح المجال أمام منافسي جنرال إلكتريك لتدشين عمليات يمكنهم استغلالها في بيع الأجزاء وخدمات الصيانة إلى عملاء خارج السعودية، وهو ما قد يهدد بعضا من أنشطة خدمات جنرال إلكتريك حول العالم.
وقال أحد المصادر إنه بالنسبة لمقدمي العروض، فإن عملية التأهيل تمهد الطريق لهم أمام بيع منتجاتهم إلى مرافق أخرى بل وقطاعات أخرى لأن السعودية للكهرباء تعتبر متطورة تقنيا ومن ثم ستعتمد شركات أخرى على تأهيلها.
وأهلت السعودية للكهرباء للعمل على التوربينات من الفئة-إف، باور سيستمز التابعة لأنسالدو إنرجيا في جنوة الإيطالية وكومبسشن بارتس التي تتخذ من سان دييجو مقرا لها. وامتنعت الشركتان عن التعقيب.
وقال جون فلانري الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك إن إيرادات الخدمات مهمة لاستعادة النمو في أنشطة كهرباء جنرال إلكتريك، إذ تراجع أرباح تلك الأنشطة 45 بالمئة في الربع الثاني.
ويواجه قطاع الكهرباء بالشركة، الذي يصنع معدات المحطات التي تعمل بالغاز أو الفحم أو الطاقة النووية، انخفاضا حادا في الطلبيات على المحطات الجديدة.
وفي مؤشر على حرص الشركة على زيادة إيرادات خدماتها، نشرت جنرال إلكتريك مقاطع مصورة على موقع يوتيوب في مايو أيار ذكرت فيها أنها تعرض تحديثات عالية التكنولوجيا للتوربينات التي تصنعها سيمنس وميتسوبيشي هيتاشي باور سيستمز المنافستان.
وبالإضافة إلى شركتي الخدمات المذكورتين، قالت شركتا كرومالوي ومقرها بالم بيتش جاردنز في فلوريدا والمسعود جون براون في دبي إنهما تجريان محادثات بشأن التأهل للعمل في محطات توربينات الفئة-إف التابعة للسعودية للكهرباء. وأضافت الشركتان أنهما تعملان بالفعل في توربينات الفئة-إي التابعة للشركة السعودية.
ووافق مساهمو المسعود جون براون على استثمار يتيح للشركة صيانة بعض مكونات الفئة-إف في منشأتها بدبي. وقال بريان واديل المدير العام للشركة في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الشركة تخطط لعرض ذلك على السعودية للكهرباء كوسيلة ”لإطلاق“ العملية الرسمية السابقة للتأهيل.
وقالت شركة كرومالوي إنها تدرس استثمارا كبيرا يمكنها من العمل في توربينات الفئة-إف بالسعودية للكهرباء على المدى الطويل.
وقال جيف رومين المتحدث باسم الشركة ”نرغب قطعا في هذا الالتزام، ونجري مناقشات مع السعودية للكهرباء بخصوص ذلك“.
وأضاف قائلا ”ندرس إجراء صيانة الأجزاء أو تصنيع المكونات على المدى الطويل... ذلك هو ما تطلبه منا السعودية للكهرباء“.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}