قطب العقارات الصينية "ريتا تونج ليو"، هي رابع أغنى امرأة في هونج كونج، وتملك أعمالًا تقدر قيمتها الآن بمليارات الدولارات الأمريكية، بدأتها بهدية عائلية قدرها مليون دولار هونج كونج (127 ألف دولار أمريكي بسعر صرف اليوم)، لكن تنميتها استغرق وقتًا، وكثيرًا من التحدي والمجهود، بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وفي أوائل السبعينيات، حصلت "ريتا" على المال من عائلة زوجها (الابن الثامن لـ"ليو بو شان" مؤسس مصرف "تشونج هينج")، وشكلت به اللبنة الأساسية لمشروعها وثروتها، مستفيدةً أيضًا من قطعة أرض ورثتها عن أمها في ماكاو؛ ما ساعد في ترسيخ قواعد شركتها "Gale Well Group" خلال أيامها الأولى.
تشير التقديرات إلى أن سيدة الأعمال البالغة من العمر 70 عامًا، حققت ثروة قدرها 3.4 مليار دولار. وكانت الحسابات الدقيقة وتقييم المخاطر أمرين حاسمين لنجاحها، فيما تعلق "ريتا" على رحلتها قائلةً: "لا شيء مثل الفوز دائمًا.. لقد كسبت أكثر في كل مرة فشلت فيها".
ورغم حذرها في الفترة الأخيرة من شراء العقارات؛ نظرًا إلى تكهنات ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة تكاليف الاقتراض، فإن الحذر عامةً لا يتماشى مع "ريتا" التي عُرفت بعمليات الاستحواذ الجريئة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك شراء أكثر من 3 آلاف موقف سيارات في أوائل العقد الأول من القرن الحالي؛ ما أكسبها لقب "ملكة مواقف السيارات".
وفي التسعينيات، تعرضت شركة "جال ويل" لضغوط شديدة عندما بدأت بكين بشكل غير متوقع، تفرض قيودًا على الائتمان؛ ما وضع استثماراتها في البر الرئيسي للصين تحت ضغوط مالية. ومع انخفاض التدفقات النقدية، قررت "ريتا" أن الاستثمار في مواقف السيارات هو التوجه الأكثر حصافةً؛ نظرًا إلى رخص قيمتها مقارنةً بالمساكن والوحدات التجارية.
وبفضل هذه القرار، تمكنت الشركة من تجاوز الانكماش العقاري عام 2003؛ عندما تسبب وباء "سارس" في تحطيم ثقة المستثمرين، وأدى إلى تراجع قيمة العقارات، لكن استراتيجية "ليو" أثمرت؛ فرغم أن مواقف السيارات لا تجلب عائدات مرتفعة على المدى القصير، فإنها لا تنخفض كثيرًا.
مع ذلك، فإن الحذر في الوقت المناسب لا يعني أبدًا البقاء في وضع دفاعي طوال الوقت؛ لذا تحولت محفظة عقارات "جال ويل" إلى التركيز على المساحات المكتبية، مع توقعات بارتفاع الطلب لفترة ممتدة، مدفوعًا بمبادرة الحزام والطريق الصينية.
وتعتقد المستثمرة العقارية المخضرمة أن معدلات الشغور المنخفضة ستدفع إيجارات المباني من الدرجة الأولى -فضلًا عن المباني القديمة الأصغر خارج المنطقة التجارية الرئيسية- إلى الارتفاع، وتقول: "مع سعر 2550 دولارًا للقدم المربعة (0.09 متر مربع)، لا تزال هناك مجموعة واسعة من المساحات المكتبية في مواقع جيدة للشراء".
ووفقًا لـ"فوربس"، تشمل محفظة أعمال "ريتا" حاليًّا مراكز تجارية، وأبراجًا مكتبية، بجانب حصص في مشاريع عقارية كبرى في هونج كونج؛ علمًا بأنها خاضت مفاوضات لشراء حصة كبيرة في خامس أكبر ناطحة سحاب في المدينة التي بيعت مقابل 5.15 مليار دولار.
ووفقًا لـ"ريتا"، شكلت الهدية المالية التي تلقتها من أسرة زوجها الراحل "ليو ليت-تشينج" فرصة ذهبية ساعدتها على التقدم في السباق مبكرًا. لقد كان مبلغًا كافيًا آنذاك لشراء 4 شقق بمساحة 600 قدم مربعة (55.74 متر مربع) بمنطقة تايكو شينج السكنية في هونج كونج، فيما تبلغ تكلفة الشقة الواحدة كهذه الآن نحو 12 مليون دولار هونج كونج.
استخدمت "ريتا" المال في البداية لشراء الأراضي والعقارات في ماكاو خلال أوائل السبعينيات، مستلهمةً من أجدادها وأبويها الذين كانوا من أصحاب الخبرة في شراء الأراضي، مع التركيز على مساحات التخزين.
الطبيعة الثورية لـ"ريتا" جعلتها لا تؤمن بالمثل الصيني القديم "الأقل حديثًا الأسرع معالجةً" ويقصد به أن حل الوضع الصعب سيكون أسرع كلما قلت مناقشته والحديث عنه، لكن سيدة الأعمال تقول في هذا الصدد: "إذا لم تتحدث، فكيف للآخرين أن يعرفوا؟!".
وتضيف "ريتا": "لم يجرؤ أحد على توظيفي بعدما أنهيت دراستي في الولايات المتحدة، وإذا لم أطلب من شقيق زوجي توفير وظيفة لي في بنك (تشونج هينج)، فربما ما كنت لأعمل أبدًا".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}