في معظم الشركات الكبرى، تكون الملايين عادة من نصيب كبار المسؤولين التنفيذيين وأصحاب الفضل في تحقيق إيرادات ضخمة وأولئك الحاصلين على درجات علمية عالية مثل الدكتوراه، لكن أحيانًا تخرج الأمور عن السياق.
بالنسبة لشركة "Sunny Optical Technology" الصينية لتصميم وتصنيع المنتجات البصرية، والتي ارتفع سهمها بأسرع من أي سهم آخر في مؤشرات "إم إس سي آي" على مدى العقد الماضي، فإن أغنى الموظفين من المرجح أن يكونوا عمال المصانع، والحراس، والطهاة.
وتعمل "صني أوبتيكال" على تصميم وإنتاج العدسات الزجاجية والبلاستيكية، وأجزاء من كاميرات الجوال، والمجاهر الطبية، وغيرها، وبفضل قرار الشركة غير المعتاد بتوزيع حصص على الموظفين الأوائل لديها بغض النظر عن مواقعهم، قد تحول مئات منهم إلى مليونيرات، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
تأسست "صني أوبتيكال" في الأساس قبل ثلاثة عقود على يد عامل سابق في مصنع للمعدات حاصل على شهادة الثانوية، وبعشرة آلاف دولار من الأموال المقترضة، قبل أن تصبح قيمتها السوقية الآن نحو 22 مليار دولار، وتغدو من مزودي العدسات الرئيسيين لـ"سامسونج" و"شاومي".
وتضخمت قيمة حيازات هؤلاء العاملين مع ارتفاع سهم الشركة بأكثر من 9500% منذ يونيو/ حزيران 2008، متفوقًا على سهم "نتفليكس" الذي قفز بنسبة 7500%، وأدى الطلب المتزايد على كاميرات الجوالات الذكية والسيارات والدرون إلى إشعال سلسلة من الأرباح على مدى عقد من الزمن، ما قاد سهم الشركة إلى هذا الارتفاع المذهل.
في حين أن نهجها في المكافآت المالية للموظفين قد يكون غير معتاد، إلا أن صعود "صني أوبتيكال" هو إحدى قصص نجاح شركات التكنولوجيا المتقدمة التي يحاول صناع السياسة الصينيون خلق المزيد منها في الوقت الذي يدفعون فيه الاقتصاد نحو نموذج أكثر استدامة.
على أي حال، يعود الفضل في ثراء الموظفين إلى سخاء "وانغ وينجيان" الذي أطلق الشركة عام 1984 في يوياو، وهي مدينة صغيرة تقع في الساحل الشرقي للصين.
وعندما أعيدت هيكلة "صني أوبتيكال" من نموذج الأعمال الصيني الذي يطلق عليه "مشروع القرية والضاحية" إلى شركة مساهمة في التسعينيات، اتخذ "وانغ" خطوة نادرة بتوزيع حصص في الشركة على موظفين خارج الإدارة العليا ومن ثم تنظيمها في صندوق به 400 مستفيد يملكون 35% من الأسهم المدرجة في بورصة هونج كونج.
وكتب "وانغ" في كتاب عن الشركة نشره العام الماضي: عندما يُجمع المال، يتفرق الناس، لكن عندما يوزع المال، يجتمع الناس.
رغم أن الشركة لا تفسر عدد الأسهم التي يمتلكها كل موظف وليس من الواضح كم منهم لا يزال يعمل لدى "صني أوبتيكال"، فإن بيانات الجهات التنظيمية التي جمعتها "بلومبرج" تعطي لمحة جزئية عن حجم الثروة غير العادية التي يستفيدون منها.
وستكون حصة نسبتها 0.013% كافية لمنح أي موظف من أعضاء هذا الصندوق لقب مليونير عن جدارة، وباستثناء الملكية المشتركة لأربعة من المديرين والتي تبلغ نسبتها 16%، فإن متوسط الحيازة التي يديرها الصندوق للموظف الواحد تبلغ نحو 17 مليون دولار.
ورغم استقالة "وانغ" البالغ من العمر 70 عامًا من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة عام 2012، إلا أنه لا يزال يمتلك حصة نسبتها 3.7% تقدر قيمتها بأكثر من 800 مليون دولار.
وتوظف "صني أوبتيكال" الآن أكثر من 28 ألف موظف وعامل بدوام كامل موزعين على أربعة مواقع للإنتاج في الصين، بجانب مكاتبها في أمريكا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}