في نهاية عام 2007 كانت شركة الملاحة الهولندية "توم توم" تأتي في صدارة الشركات العالمية بإيرادات قياسية بلغت 634 مليون يورو (734.5 مليون دولار)، ومبيعات وصلت إلى 4.2 مليون جهاز ملاحي من إنتاجها، وحققت صافي أرباح 107 ملايين يورو (124 مليون دولار تقريبا)، وهو أعلى ربح حققته الشركة على الإطلاق.
ورغم النجاح الكبير الذي حققته الشركة آنذاك، فإنه لم يستمر طويلاً، ففي الربع الأول من عام 2009 انخفضت إيرادات الشركة إلى 213 مليون يورو (246.2 مليون دولار)، وسجلت صافي خسارة 37 مليون يورو (42.77 مليون دولار).
ماذا حدث؟
ترى "كورين فيجرو" المديرة التنفيذية لشركة "توم توم" وأحد مؤسسيها الأربعة، أن ما حدث يرجع إلى سببين، أولهما الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، وثانيهما انتشار الجوالات الذكية وتقديم شركة "جوجل" لخدمات الملاحة والخرائط مجانًا على الجوالات التي تعمل بنظام "أندرويد".
- لم تكن الشركة حينها تخطط لتهديد مثل ذلك، كدخول شركة محرك بحث في مجال تقديم خدمات الملاحة في السيارات.
- ففي عام 2007 كانت شركة "جارمن" هي المنافس الأكبر لـ"توم توم" بواقع 54% حصة سوقية عالمية، مقابل 24% فقط لصالح "توم توم"، بينما لم يكن لـ"جوجل" تواجد على الإطلاق.
- تؤكد "فيجرو" التي كانت شاهدة على التغيير الكبير في مجال التكنولوجيا، أن المنافسين يأتون من مجالات مختلفة غير متوقعة، فلم تكن فنادق "هيلتون" تتوقع أبدًا أن تؤثر شركة "إير بي إن بي" على أرباحها.
محاولة البقاء في مواجهة التغييرات
- أدركت شركة "توم توم" أن استمرارها يتوقف على تكيفها مع التغييرات، وفهمت أن المستقبل يتطلب توفير بيانات الخرائط وخدمات الاتصالات لشركات السيارات.
- في يوليو 2007 قدّمت "توم توم" عرضًا لشراء شركة " Tele Atlas" المتخصصة في بيانات الخرائط، وأغلقت الصفقة في يونيو 2008 بقيمة 2.9 مليار يورو (3.3 مليار دولار).
- شهدت الشركة بعد ذلك بوقت قصير منافسة شديدة من شركة "أبل" التي أطلقت "آيفون 3"، ودخلت "جوجل " مجال الخرائط.
- لم تكن المشكلة في حدوث المنافسة بشكل مفاجئ وقاسٍ فحسب، وإنما لأن المنافسين كانوا يقدمون الخدمة مجانًا.
- أصبحت الشركة محمّلة بالديون، وفي بداية 2009 شطبت الشركة أكثر من مليار يورو بسبب صفقة شراء "" Tele Atlas".
- هبط سهم "توم توم" من أعلى مستوياته 64.80 يورو إلى أدنى مستوى على الإطلاق 2.84 يورو.
- في منتصف عام 2011، خسرت الشركة 500 مليون يورو (577.9 مليون دولار) أخرى بسبب نظرتها المحدودة لسوق خدمات الملاحة، وتضاءلت مبيعات "Tele Atlas" وإيراداتها من بيع الأجهزة.
- بدأت الشركة تشعر بقلق حقيقي من تغيير شركة "جوجل" والجوالات الذكية لصناعة الخرائط، وتحويلها من صناعة معتمدة على بيع الأجهزة باهظة الثمن ومربحة إلى تقديم خدمات بأسعار منخفضة.
تغيير مسار
- أصبحت "توم توم" شركة أصغر الآن، فقد بلغت إيراداتها في الربع الأول من هذا العام 205 ملايين يورو (236.9 مليون دولار)، وحققت أرباحا تشغيلية بلغت 21.4 مليون يورو (24.7 مليون دولار)، وسجلت صافي خسارة بلغ 7 ملايين يورو (8.09 مليون دولار).
- بسبب ذلك تسعى " توم توم" لإيجاد مصادر جديدة لتحقيق إيرادات، وقد تعاونت مؤخرًا مع شركة "نايكي" للملابس الرياضية لإنتاج ساعات رياضية مزودة بخدمة "جي بي إس".
- من خلال هذه الشراكة سوف تتحول "توم توم" من النموذج التقليدي لبيع السلع بالجملة للشركات، إلى نموذج أكثر تطورًا يقوم على اشتراكات المستخدمين النهائيين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}