نبض أرقام
08:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

كيف نجحت شركة "إتش بي" في سوق الحواسيب المنكمش ووسعت حصتها على حساب المنافسين؟

2018/06/13 أرقام

بعد فترة قصيرة من تسلم "ديون فيسلر" قيادة أعمال الحواسيب في شركة "هيوليت باكارد" عام 2013، جمع العاملين في قاعة المؤتمرات وأجرى مسحًا لـ 40 من الحواسيب الشخصية التي تنتجها الشركة وتختلف في الحجم والألوان والشكل، بقصد إشعار الموظفين بالحرج.

 

وبحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال" قال "فيسلر" الذي أصبح رئيسًا تنفيذيًا لشركة "إتش بي" للحواسيب الشخصية والطابعات التي ظهرت مع فصل أعمال "هيوليت باكارد" في وحدتين مستقلتين عام 2015: لم يكن هناك ما يدل على وجود المحفظة الكاملة على الطاولة الكبيرة لدفع فريقنا للالتفات إليها.

 

لكن من خلال التركيز على التصاميم الأكثر أناقة وأجهزة الألعاب عالية الأداء، تمكنت "إتش بي" من زيادة الإيرادات وحصتها السوقية على حساب المنافسين الصغار حتى مع تقلص حجم سوق الحواسيب الشخصية، وحقق هذا الرهان نجاحًا كبيرًا إلى الآن حيث ارتفع سهم الشركة بنسبة 77% منذ عملية الانقسام.

 

ومع تضاؤل سوق الحواسيب الذي تهيمن عليه حفنة من الشركات العملاقة، فإن الأسئلة المطروحة على "إتش بي" هي، كم من الوقت يمكن للشركة أن تحافظ على مسارها؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟

 

 

عندما تم فصل "هيوليت باكارد" عام 2015، اعتقد النقاد أن "إتش بي" ستغدو شركة قزمة، مع ترك الحرية لـ" هيوليت باكارد إنتربريز" للتركيز على أسواق أكثر جاذبية مثل بيع خدمات التكنولوجيا للشركات، ففي الولايات المتحدة كانت "آبل" هي الاستثناء الوحيد الذي نجح عبر بيع الأجهزة فقط.

 

وحينها كان "فيسلر" يكافح مع مسألة تقلص السوق مستخدمًا علامة تجارية متهالكة، في وقت جاء فيه أغلب نمو شركات التكنولوجيا عبر تقديم خدمات الإنترنت مثل "فيسبوك" و"ألفابت".

 

من جانبه يعتقد "جون أليسون" الرئيس التنفيذي لشركة "ينيو كابيتال" لإدارة الأصول والتي تملك أسهمًا قيمتها 5.2 مليون دولار في "إتش بي"، أن قطاع الحواسيب الشخصية لا يزال يتمتع بالحيوية، حيث يثمن أصحاب العمل القدرة على تعزيز إنتاجية العمال، مضيفًا: أعتقد أن هذه الشركة تعيد تقديم نفسها، وبالتالي فإن النمو سيأتي دون شك.

 

ورغم أن عدد الحواسيب التي يتم شحنها سنويًا في جميع أنحاء العالم انخفض بنسبة 9.1% منذ انقسام الشركة، إلا أن شحنات هذه الأجهزة من "إتش بي" ارتفعت بنسبة 5%، بحسب شركة الأبحاث السوقية "جارتنر"، وخلال العام الماضي تفوقت على منافستها "لينوفو" لتصبح أكبر بائع للحواسيب الشخصية في العالم بحصة سوقية قدرها 21% مقارنة بـ18.2% في 2015.

 

وازدادت إيرادات الشركة السنوية من الحواسيب الشخصية بنسبة 6%، وارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 9%، مما ساعد على تقليل الأثر السلبي لانخفاض إيرادات وأرباح التشغيل في أعمال الطابعات بنسبة 11% و18% على التوالي.

 

 

عندما تولى "فيسلر" قيادة الشركة، كان أكبر خمسة منتجين للحواسيب الشخصية يسيطرون على 59% من السوق العالمي، وارتفعت هذه النسبة العام الماضي إلى 71%، حيث عملت "إتش بي" و"لينوفو" و"ديل تكنولوجيز" و"أسوستك كومبيوتر" و"آسير" على توسيع حصصهم، بحسب "توني ساكوناغي" المحلل لدى "سانفورد بيرنشتاين" والذي يتوقع نمو حصة الكبار إلى 85% مستقبلًا.

 

يقول "فيسلر" إن شركته ستحصل على حصة أكبر من منافسيها، وللقيام بذلك، بدأت "إتش بي" استخدام مواد متميزة لجعل الحواسيب الخاصة بها أكثر جاذبية وأدخلت تقنيات كتلك التي تقلل من أشعة الضوء المرئية لشاشة الأجهزة المحمولة عند النظر إليها من زاوية جانبية، بحيث لا يمكن للمتطفلين والفضوليين الجالسين بالجوار التجسس على المستخدم.

 

وحول سر نجاح "إتش بي" في سوق متضائل، يقول نائب رئيس "سي دي دبليو" التي تبيع منتجات تكنولوجية للشركات "سكوت دي-توتا"، إن الكثير من هذا التقدم يرجع إلى جعل الحواسيب مثيرة وجذابة وعصرية مرة أخرى، خاصة الأجهزة المحمولة التي يمكن تحويلها إلى حواسيب لوحية.

 

يشير "فيسلر" إلى تقليل تركيز "إتش بي" على الحواسيب منخفضة القدرات لصالح تلك التي تستخدم في تشغيل الألعاب وتحتاج لإمكانيات أكبر وتضمن هامش ربح أعلى، مضيفًا أن الشركة تخلت عن هذا السوق قبل سنوات رغم أن المستخدمين على استعداد لدفع أسعار أعلى لاقتناء أجهزة أقوى.

 

وأطلقت "إتش بي" علامة تجارية جديد تحمل الاسم "Omen" عام 2016، ويمكن أن تصل تكلفة الحاسوب الذي يحمل اسم "أومن" وهو مزود بأفضل المكونات إلى 6 آلاف دولار.

 

تبلغ إيرادات حواسيب الألعاب نحو مليار دولار سنويًا، وهو جزء صغير نسبيًا من إجمالي ما تحققه أعمال الحواسيب الشخصية في "إتش بي"، والذي بلغ 33.37 مليار دولار في آخر سنة مالية، لكن "فيسلر" يرى أنه تحرك ضروري تحتاجه الشركة للمضي قدمًا في سوق منكمش.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.