في التاسع عشر من مايو/أيار الماضي، لم يحضر الملياردير الروسي "رومان إبراموفيتش" إحدى المباريات الهامة في ملعب "ويمبلي" في لندن حيث تفوق ناديه "تشيلسي" على "مانشستر يونايتد" نظرا لأن السلطات البريطانية لم تجدد له التأشيرة كعقوبة له على علاقته الوثيقة بالكرملين في أعقاب تسميم جاسوس روسي سابق وابنته في إنجلترا.
كانت رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" قد أعلنت قبلها بالفعل عدم حضور وزراء أو دبلوماسيين بريطانيين فاعليات كأس العالم في روسيا التي ستبدأ منتصف يونيو/حزيران ردا على ما أكدته بتورط موسكو في تسميم الجاسوس وابنته.
منذ ثماني سنوات عندما فازت روسيا بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2018، تعهد الرئيس "فلاديمير بوتين" بأن تكون هذه البطولة الأفضل وأن تظهر بلاده في أبهى صورة، ولكن روسيا تجذب حاليا أنظار العالم نتيجة التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية والتورط في صراعات بالشرق الأوسط والتدخل في النزاعات المسلحة شرقي أوكرانيا.
وتناولت "بلومبرج" في تقرير مدى تأثير الأحداث السياسية التي انخرطت فيها روسيا على فاعليات استضافة كأس العالم لكرة القدم هذا العام ومدى والضغط على موسكو من هذا المنطلق.
مباراة سياسية.. من المنتصر؟
- طردت أمريكا والاتحاد الأوروبي أكثر من 100 دبلوماسي روسي من أراضيهم بسبب تورط روسيا في تسميم الجاسوس السابق "سيرجي سكريبال" وابنته كما فرضت واشنطن عقوبات ضد شخصيات في موسكو شاركت بعضها في بناء أو امتلاك بنية تحتية لمباريات كأس العالم.
- رغم كل ذلك، بدا "بوتين" على وشك إحراز هدف والفوز في هذه المباراة السياسية حيث فشل النهج البريطاني المتشدد في الضغط على موسكو.
- لم يكتف "بوتين" بالترويج لكأس العالم لجذب أنظار العالم تجاه بلاده، بل استغل البطولة الدولية - كما فعل في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية "سوشي 2014" - لجذب الاستثمارات لتطوير البنية التحتية.
- أنفقت روسيا أكثر من 11 مليار دولار على تنظيم كأس العالم ليس فقط على تطوير الملاعب بل أيضا تحديث المطارات والبنية التحتية للمرافق والطرق، وهي استثمارات تعزز من شخصيته الرئاسية والدبلوماسية.
- تترقب دول العالم المراسم الافتتاحية للبطولة الكروية في الرابع عشر من يونيو/حزيران قبل مباراة الافتتاح بين روسيا والسعودية، ومن المتوقع أن يتولى "كونستانتين إرنست" – الذي أشرف على افتتاح "سوشي" – قيادة العروض الافتتاحية لكأس العالم.
- من المنتظر أن تشهد المراسم الختامية عزف أغنية من أداء "ويل سميث" و"نيكي جام" من أمريكا بالإضافة إلى "إيرا إستريفي" في الخامس عشر من يوليو/تموز.
- بعد إلقاء اللوم على روسيا لتسميم "سكريبال" وابنته بغاز أعصاب قاتل، صرحت "ماي" بأنه في الوقت الذي سيشارك فيه منتخب إنجلترا لكرة القدم في كأس العالم بروسيا، إلا أن الأسرة المالكة ومسؤولين آخرين لن يشاركوا.
- صرح وزير الخارجية البريطاني "بوريس جونسون" في مارس/آذار بأنه يرى أن "بوتين" سوف ينزع عن كأس العالم مجدها وشهرتها كما فعل "هتلر" خلال دورة الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936.
- أكد مؤسس "هيرميتاج كابيتال" "بيل براودر" على أن هذه التصريحات من حكومة "ماي" تمثل انتصارا فلسفيا لـ"بوتين" رغم أن "براودر" من المعارضين للرئيس الروسي.
- أفاد "براودر" بأن "بوتين" يعلم جيدا بأن معظم البريطانيين سوف يهتمون لكرة القدم بأكثر من السياسة في روسيا، وبدأت مقاه شهيرة في المملكة المتحدة بالفعل في إطلاق مراهنات ومشروبات مجانية باسم غاز الأعصاب المسؤول عن تسميم "سكريبال" كنوع من السخرية.
- وقع أكثر من 60 عضوًا في البرلمان الأوروبي على خطاب يدعون فيه قادة الاتحاد الأوروبي بدعم المملكة المتحدة في مقاطعة كأس العالم في روسيا، وقالوا فيه: "في الوقت الذي نؤمن فيه بأهمية الرياضة في بناء جسور بين الحضارات، إلا أنه لا يمكن اعتبار كأس العالم في روسيا كالبطولات الرياضية الأخرى.
- رغم ذلك، أكد قادة بارزون على رأسهم المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" على أنهم سيحضرون فاعليات كأس العالم في روسيا لو تقدمت المنتخبات الوطنية لبلادهم في مراكز متفوقة بالبطولة.
استعدادات ضخمة
- شدد "بوتين" على تأمين جميع الشوارع والمدن التي ستشهد فاعليات البطولة العالمية وحرص على الترويج جيدا للحدث الدولي حيث ظهر في فيديو يلعب الكرة في الكرملين مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" "جياني إنفانيتو".
- رغم ذلك، أثار "بوتين" الجدل بدعوة رئيس "الفيفا" السابق "سيب بلاتر" الذي تورط في فضائح فساد هزت أركان اللعبة الشهيرة وحظر على أثرها ست سنوات من المشاركة في أي مؤسسات كروية.
- علق المتحدث الرسمي للكرملين "ديميتري بيسكوف" على دعوة "بلاتر" بالقول إن الحدث العالمي ليس من الهام فيه حضور ممثلي الدول والهيئات، ولكن اللعبة والبطولة نفسها هي الأهم.
- من المتوقع زيارة مئات الآلاف من مختلف دول العالم 11 مدينة روسية من "كالينينجراد" إلى "يكاتيرنبيرج" شرقي جبال الأورال لحضور المباريات، وتم بيع حوالي 2.5 مليون تذكرة.
- فشل المنتخب الأمريكي في التأهل لنهائيات كأس العالم، ولكن الحكومة الروسية تقول إن 30 ألف أمريكي سيحضرون مباريات مختلفة في البطولة.
- يسرت الحكومة الروسية إجراءات الحصول على تأشيرة دخول لأراضيها من أجل جذب أكبر عدد من الزوار للبطولة العالمية وقللت أسعارها أيضا كما وفرت بطاقات هوية للمشجعين من حملة تذاكر المباريات اعتبرتها بمثابة تأشيرة.
- هناك خطورة من روابط المشجعين الذي يقومون بأعمال شغب وصدامات بين الجماهير في مباريات كرة القدم كما حدث من أعمال شغب في مدينة "مارسيليا" في بطولة أوروبية عام 2016 بين جمهوري روسيا وإنجلترا أسفرت عن إصابة 30 شخصا.
- غرم "الفيفا" الاتحاد الروسي لكرة القدم 30.5 ألف دولار بعد أن أطلق مشجعو موسكو عبارات عنصرية ضد لاعبين فرنسيين من أصول إفريقية خلال مبارة في "سانت بطرسبيرج".
- حظرت السلطات الأمنية الروسية بالفعل 450 شخصا من حضور مباريات كأس العالم بسبب سجلهم التاريخي في أعمال الشغب، وأكد مراقبون دوليون في "الفيفا" على أن موسكو تريد صورة جيدة لروسيا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}