كشف الرئيس التنفيذي لشركة "دي بيرز" التي هيمنت على تجارة الماس لما يزيد على قرن من الزمان "بروس كليفر" عن أسلوب جديد وغريب في ذات الوقت لتسويق أعماله، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
وبعد إعلان الشركة التي تسيطر عليها "أنجلو أمريكان" عزمها بدء بيع أحجار الماس الاصطناعية مقابل 800 دولار للقيراط بداية من سبتمبر/ أيلول المقبل، قال "كليفر": لا تعد المنتجات المطورة في المختبر خاصة، أو حقيقية، لكنها فريدة، يمكنك أن تصنع الشيء مرارًا وتكرارًا.
ويشعر "كليفر" الذي يقود أكبر شركة ماس في العالم، بالقلق لكن ليس إزاء الماس الاصطناعي، وإنما الأحجار الكريمة الطبيعية التي يستخرجها من عمليات التنقيب في مناطق البراكين الهامدة في إفريقيا.
عبرة الماضي
- تأسست "دي بيرز" في خضم كارثة محتملة لسوق الماس، حيث كانت الأحجار الكريمة آنذاك نادرة الوجود ويتم العثور عليها أحيانًا قرب الأنهار في الهند والبرازيل.
- لكن حدثت قفزة مفاجئة في العرض خلال الفترة من عام 1870 إلى 1880 بعد اكتشاف موقع غني بالماس قرب كيمبرلي في جنوب إفريقيا، ما أثار مخاوف من تحول السلعة النادرة إلى أخرى متوافرة رخيصة.
- كان حل "دي بيرز" آنذاك هو بناء إمبراطورية احتكارية تسيطر على إمدادات العالم بشكل أو بآخر وهو ما نجحت فيه منذ عام 1888 وحتى عام 2006، عندما سوت دعوى احتكار أقامها الاتحاد الأوروبي، بموافقتها على وقف شراء الماس من أكبر منافس لها، وهو شركة "ألروسا" الروسية.
- يهدد الماس المصنع بتكرار محتمل لأزمة زيادة العرض بعد اكتشاف كيمبرلي، لكن وفقًا للمحلل "بول زيمنيسكي" فإن هذه الأحجار شكلت جزءًا صغيرًا من إجمالي العرض العالمي في 2017، أو ما يقدر بنحو أربعة إلى خمسة ملايين قيراط مقابل 73 مليون قيراط من الماس الحقيقي المستخرج من الأرض.
اغتيال التهديد في مهده
- ليس من السهل صنع ماسات بجودة الأحجار الكريمة الحقيقية في المختبرات، لذا فإن حفنة المنتجين الذين يفعلون ذلك، يقومون بالتسويق لها كبديل مباشر أو حتى أفضل من نظيرتها الطبيعية.
- هذا الموقف قد يمثل عقبة أمام الأحجار الكريمة التي يتم التنقيب عنها واستخراجها من بطن الأرض، فالماس المُصنع وصل مرحلة من النقاء والجودة تجعل حتى خبراء الأحجار الكريمة لا يستطيعون التفرقة بينه وبين الماس الطبيعي دون معدات خاصة عالية الكفاءة.
- في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يؤدي القبول والإنتاج المتزايد للماس المطور في المختبرات إلى حرب أسعار، مما يقوض اقتصاد صناعة التعدين بأكملها.
- أفضل تحليل لتحرك "دي بيرز" الأخير هو أنه محاولة من الشركة لاغتيال هذا القطاع الوليد قبل أن يصبح أكبر ويهدد صناعتها المربحة الأساسية.
إعادة إنتاج تجربة الماضي
- مع تسعير منتجها الجديد الذي يحمل العلامة التجارية "لايت بوكس" عند 800 دولار للقيراط الواحد، أي أقل بنسبة 81% عن سعر الأحجار الطبيعية، ومقارنة بالأحجار الاصطناعية الأخرى التي يقل ثمنها بنسبة 32% فقط ، فهي تبعث برسالة فحواها أن هذه المجوهرات الاصطناعية يجب أن تعتبر أقل مكانة من الماس الحقيقي.
- يقول "زيمنيسكي": الأمر أشبه بإلقاء قنبلة ذرية على الصناعة الوليدة، هذا لا يتعلق بمحاولة الحصول على حصة سوقية في قطاع الماس المصنع، بل هي محاولة توجيه هوية الصناعة بأكملها ومنع انهيار أعمال تعدين الأحجار الكريمة.
- تبدو هذه استراتيجية جريئة للغاية، ويبدو من الصعب على شركات التنقيب عن الماس الفوز بها، ومع ذلك تراهن "دي بيرز" على أن الناس لن يرغبوا في شراء شيء كل ما يجعله أفضل قليلًا من المجوهرات الحقيقية هو انخفاض سعره.
- إذا كان هناك درس واحد من تاريخ هذه الشركة، فهو أن استراتيجية التسويق للمنتجات الفاخرة مع الهيمنة العميقة على السوق الاحتكاري يمكن أن تطغى على أي أفكار حول التسعير العقلاني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}