أعلن المدير التنفيذي لـ"ستاربكس" "هاوارد شولتز" أمس عزمه الاستقالة من منصبه في السادس والعشرين من يونيو/حزيران الجاري وفي جعبته ثروة تقدر بحوالي 2.8 مليار دولار – بحسب "فوربس".
وكان "شولتز" قد غادر منصب المدير التنفيذي لـ"ستاربكس" (SBUX.O) في أبريل/نيسان عام 2017 للمرة الثانية حيث تولى هذا المنصب في الفترة بين عامي 1987 و2000 ثم عاد إليه عام 2008.
وعرف عن "شولتز" تأييده للرئيس الأمريكي السابلق "باراك أوباما" والمرشحة الديمقراطية للرئاسة "هيلاري كلينتون"، وتعليقا على الإخطار بعزمه الاستقالة، قال "شولتز" في مذكرة للموظفين إنه سيدرس عددا من الخيارات مثل الأعمال الخيرية والخدمة العامة، ولكن شائعات تحدثت عن عزمه الترشح للرئاسة عام 2020.
ونشرت "سي إن بي سي" تقريرا عن رحلة صعود "شولتز" ومساهمته القوية في بناء "ستاربكس" وتحويلها من شركة مقاهي محلية إلى العالمية.
بدايات متواضعة
ولد "شولتز" – 64 عاما – في "بروكلين" بنيويورك ونشأ في إسكان مدعوم من الحكومة الفيدرالية، ولم يتمكن والده "فريد" من الحصول على الثانوية العامة وعمل في وظائف من بينها سائق شاحنة وعامل بمصنع وسائق تاكسي.
لم يتمكن "فريد" من جني دخل قدره 20 ألف دولار في أي عام من حياته، وفي ظل مسؤوليته عن أسرة بها ثلاثة أطفال، كان من الصعب عليه تحمل تكاليف شراء منزل.
وصف "شولتز" والده بالأمين الذي عمل بجد شديد ولعب الكرة مع أبنائه في عطلات الأسبوع وأحب الرياضة كما أن "فريد" كان شخصا من الكادحين الذين ظلموا من المجتمع ولم يقدره أحد ولم يستطع تحسين حياته – على حد وصف "شولتز".
قال "شولتز" إن "فريد" كسرت ساقه عام 1961 أثناء العمل، ولم يستطع الاستمرار وكانت والدته حاملا ولم تتمكن من العمل، وعندما حل موعد سداد فواتير حكومية، طًلب من الأطفال الإبلاغ بأن والديهم غير متواجدين بالمنزل.
أكد "شولتز" أن أسرته لم تمتلك أي دخل أو تأمين صحي أو أي مزايا من العمل، لكنه أشار إلى شعور في قرارة نفسه بأنه سيحدث فارقا وأنه لو أتيح له تولي منصب، فلن يتخلى عن الناس.
أما "شولتز" نفسه، فقد تخرج من جامعة "نورث متشيجان" من خلال منحة رياضية وأصبح أول شخص في أسرته يتخرج من جامعة.
قبل "ستاربكس"، عمل "شولتز" في المبيعات والتسويق بشركة "زيروكس" لثلاث سنوات ثمتولى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام في "هامربلاست يو إس إيه" السويدية.
التدرج في المناصب
انتقل "شولتز" من نيويورك إلى "سياتل" للانضمام إلى "ستاربكس" عام 1982 كمدير للعمليات والتسويق، وكانت الشركة وقتها تمتلك أربعة فروع فقط.
عام 1983، سافر "شولتز" إلى إيطاليا وأعجب بالطريقة التي تقدم بها قهوة "إسبريسو" في مدينة "ميلانو" ورأى أن المكان الذي يتواجد فيه الأشخاص ليس مجرد فرعا لشراء قهوة، بل للنقاش والجلوس والترفيه خارج منازلهم.
بعدها، رحل "شولتز" عن "ستاربكس" وأسس شركته الخاصة "II Giornale Coffeehouses"، ثم عاد إلى "ستاربكس" عام 1987 لشرائها بمعاونة مستثمرين كما تولى حينها منصب المدير التنفيذي.
في تلك الفترة، أصبحت "ستاربكس" تمتلك سبعة عشر فرعا، واليوم، هناك أكثر من 28 ألف فرع تابع لـ"ستاربكس" في 77 دولة ويعمل بها ما يقرب من 350 ألف شخصا.
أسهم "شولتز" إلى حد كبير في إحداث نقلة نوعية لـ"ستاربكس" من المحلية إلى العالمية بالإضافة إلى منح امتيازات اجتماعية للموظفين، وفي 1988، أعلن التزامه بتقديم تأمين صحي للعاملين بدوام كامل وجزئي.
في عام 1991، وفرت "ستاربكس" أسهما على موظفيها ليصبحوا شركاء في الشركة بالفعل.
صوت قيادي
تمتلك "ستاربكس" أعمالا ناجحا على مدار الـ45 عاما الماضية وأوضح مديرها التنفيذي الذيينوي الاستقالة بأن الموظفين في الشركة هم فريق عمل رياضي.
أفاد "شولتز" بأن "ستاربكس" لديها فريق قيادي رائع، وحصل "شولتز" على جائزة من جامعة "نورثويستيرن" عن القيادة بسبب إدارته الناجحة للشركة.
ألف "شولتز" عددا من الكتب التي لاقت رواجا وحققت مبيعات قوية في الولايات المتحدة من بينها "For Love Of Country: What our Veterans Van Teach Us about Citizenship, Heroism, and Sacrifice" عام 20144.
اعترف "شولتز" بأن رحلته الناجحة التي ألهمت الكثيرين كان مجرد ضربة حظ لكنها شملت أيضا إصرارا على النجاح.
علق "شولتز" قائلا: "لا زلت أشعر بأنني طفل في بروكلين نشأ في منزل متواضع، لكنني أعيش الحلم الأمريكي، ولا زال لدى أحلام للشركة وللموظفين".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}