نبض أرقام
07:47 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

بعد انهيار النترات والتركيز على "الليثيوم"..ما التالي لشركات التعدين؟

2018/06/04 أرقام

أصبحت العديد من البلدات في دولة تشيلي مهجورة بعد انهيار أسعار النترات الذي شكل تحذيرا شديد اللهجة للسلع القادمة التي تبحث عنها شركات التعدين.

 

وفي الأيام الحالية، اعتبر خبراء أن المباني الهالكة والنباتات المغبرة في بعض البلدات التشيلية – التي شهدت في الماضي أنشطة تعدينية كبيرة – بمثابة جرس إنذار لشركات التعدين التي تشرع في التوسع في إنتاج الليثيوم.

 

ارتفعت أسعار الليثيوم إلى ثلاثة أضعافها على مدار الثلاثة أعوام الماضية مما دفع الشركات للسباق من أجل الحصول على موارده لا سيما أن هذا المعدن الأبيض يستخدم بكثافة في صناعة البطاريات سواء للسيارات الكهربائية أو الجوالات.

 

 

ووفقا لتقرير نشرته "بلومبرج"، يعكف باحثون لدى جامعة "ستانفورد"على العمل سرا لتطوير بديل كيميائي لليثيوم الذي ينتعش في الأسواق العالمية، ولا يزال في أذهان مسؤولي شركات التعدين الطفرة التي شهدتها تشيلي وأصبحت مجرد ذكرى.

 

وفي الوقت الذي يرى فيه مسؤولو شركة "إس كيو إم" التشيلية أن أنشطة تعدين الليثيوم لا يزال أمامها الإمكانية الزمنية لمزيد من الازدهار، إلا أن البعض الآخر يرى ضرورة ترقب التطورات القادمة والتحولات التكنولوجية التي تعني إمكانية نهوض معدن وانهيار آخر.

 

درس من الماضي

 

- بالعودة إلى أوائل القرن العشرين، ابتكر علماء ألمان أسمدة اصطناعية للمحاصيل الزراعية يمكن أن تكون أرخص تكلفة من النترات التي يتم تعدينها وشحنها من تشيلي إلى مختلف دول العالم.

 

- على أثر ذلك، هبطت أسعار النترات بشكل حاد، وفي ثلاثينيات القرن الماضي، انهار الاقتصاد التشيلي نتيجة إفلاس عدد من شركات التعدين وتعثرت الحكومة في سداد ديونها.

 

- علاوة على ذلك، ساد عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مما أجبر الرئيس التشيلي في ذلك الوقت للهرب خارج البلاد، وتحولت بعض المناطق إلى مدن أشباح.

 

- رغم أن الليثيوم لا يمثل محورا هاما للاقتصاد التشيلي حاليا – بل النحاس – إلا أن شركات التعدين تتوسع بقوة في إنتاجه حيث ترقد تشيلي على كميات هائلة من خام الليثيوم تقدر بحوالي 47% من الاحتياطيات العالمية تليها الصين بنسبة 20% ثم أستراليا بنسبة 17%.

 

- انتعش الطلب بشكل قوي على الليثيوم بالتزامن مع ما تشهده صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات من تطور، ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الليثيوم بنسبة 12% على مدار العقدين المقبلين.

 

 

سباق نحو البديل

 

- رغم كل هذه التوقعات الواعدة، إلا أن بعض الدول والجامعات ومعامل الأبحاث حول العالم تسرع الخطى من أجل تطوير بديل لليثيوم ربما يظهر في غضون خمس سنوات لتلبية الطلب المتزايد على هذه السلعة، ولكن سيلزم الأمر وقتا قبل أن يصبح البديل جاهزا من الناحية التجارية.

 

- في الماضي، كان الوقت بين لحظة الابتكار والتطبيق التجاري يقاس بعشرات السنين، ولكن ربما بمزيد من الجهد في تطوير البطاريات، يمكن أن يصبح البديل جاهزا بشكل أسرع من التوقعات.

 

- لم تثن هذه التكهنات شهية شركات التعدين عن التوسع في مشروعات إنتاج الليثيوم، فقد أعلنت شركة "تيانشي ليثيوم" الصينية أنها ستصبح ثاني أكبر مساهم في "إس كيو إم" التشيلية بعد صفقة قيمتها 4.1 مليار دولار.

 

- تستثمر "إس كيو إم" 525 مليون دولار لزيادة إنتاجها من الليثيوم إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2021، كما أعلنت "ألبيمارل" عزمها استثمار نصف مليار دولار هذا العام للتوسع في عملياتها في إنتاج الليثيوم في كل من الصين وتشيلي وبدء التعدين في أستراليا.

 

- بوجه عام، تحتاج صناعة تعدين الليثيوم إلى استثمارات بحوالي عشرة مليارات دولار على مدار العشر سنوات القادمة لتلبية الطلب العالمي المتنامي.

 

- يرى محللون مستقبلا مشرقا لتعدين الليثيوم، وعلى ما يبدو، تتركز الاستثمارات في تشيلي على نفس المناطق التي شهدت على طفرة النترات في القرن الماضي.

 

- تشهد مناطق التعدين شاحنات لنقل الليثيوم الخام من الأراضي الملحية إلى منشآت المعالجة بجوار طرق كانت تستخدم قديما لنقل النترات إلى الموانئ، وقرب مناطق أصبحت مجرد مدن أشباح وذكريات من الماضي.

 

- في ضوء احتدام السباق نحو تطوير بدائل لمادة الليثيوم، أفاد المؤرخ "سيرجيو جونزاليس" بأن هناك دائما مخاطر تحيط بأي بديل محتمل، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في عدم استثمار ما يكفي في التكنولوجيا لتعزيز الصناعات واكتساب مميزات تنافسية على الآخرين.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.