نبض أرقام
08:08 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

استعمار الفضاء.. هل يمكن للبشر حقًا العيش على كوكب المريخ يومًا ما؟

2018/05/31 أرقام

قد يكون استعمار المريخ من الفرص لضمان انتشار وسلامة الجنس البشري في المستقبل، لكن التكيف مع الظروف المعيشية للكوكب قد تستدعي مقومات جسدية غير ملائمة للإنسان.

 

وبحسب تقرير لـ"بزنس إنسايدر" فاستعمار المريخ لن يكون مجرد رحلة فضاء مثل تلك التي خاضها "نيل أرمسترونغ" و"فرديناند ماجلان" و"يوري أليكسفيتش"، وإنما سيكون البعد الأكثر تطرفًا حتى الآن بالنسبة للإنسان.

 

ولا يقتصر الأمر على تعلم كيفية البقاء على قيد الحياة في كوكب غريب به كمية أقل من الأكسجين، وجاذبية أضعف، وإشعاعات أكثر ضررًا، لكن الحياة على متنه -إن حدثت- سيترتب عليها تغيرات قوية في جسد الإنسان نتيجة الظروف القاسية التي يفترض أن يمر بها، وبعض النتائج لن يمكن تخيلها حتى.

 

 

يعلم رواد الفضاء تمامًا أن الإنسان ليس بحاجة لقضاء الكثير من الوقت بعيدًا عن الأرض ليلاحظ المعاناة، فيمكن للجاذبية الضعيفة على سبيل المثال بدء سلسلة كاملة من التغييرات في جسد الإنسان.

 

وهو ما يؤكده رائد الفضاء السابق لدى "ناسا" والذي عاش لمدة عام على متن محطة الفضاء الدولية "سكوت كيلي"، حيث تسبب انعدام الجاذبية الأرضية في إضعاف عظامه وعضلاته، وتوسيع المسافة بين فقرات عموده الفقري، مما جعله أطول بمقدار بوصتين (5 سنتيمترات تقريبًا).

 

ورغم أن بيئة الجاذبية الصفرية في الفضاء أكثر قسوة من المريخ، لكن هذه التغييرات يمكن أن تحدث بوتيرة أبطأ، لكن إذا استغرقت مئات السنين وعشرات الأجيال، فقد تكون النتائج متشابهة إن لم تكن أعمق.

 

 

في الأساس، سوف يحاول البشر التكيف مع الظروف، وخلال القرون القليلة الأولى، من المرجح أن تتقلص الهياكل العظمية والعضلات، ليصبح سكان هذا الكوكب من البشر نسخًا ضئيلة من أهل الأرض، وبطبيعة الحال سيؤدي ذلك إلى قصر حياتهم ومضاعفات صحية تشمل الاضطرابات العصبية خاصة إذا تقلص حجم الجمجمة.

 

ومن أجل البقاء، قد يشهد البشر من سكان المريخ –إذا نجحوا طبعًا في استعماره بالفعل- على مدى آلاف السنين تفاعلات معاكسة وتغيرات جسدية قوية، لكن ليس من المتوقع تحول لون البشرة إلى الأخضر كما تشير بعض روايات الخيال العلمي، ففي حقيقة الأمر توصل العلماء إلى أن بعض المركبات التي تجعل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع تبدو برتقالية يمكنها توفير حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

 

وبحسب العلماء فتناول كميات كبيرة من هذه المواد سيعزز الكاروتين في مجرى الدم وتحت الجلد، لذا فمن المرجح أن يميل ألوان البشر على متن هذا الكوكب إلى اللون البرتقالي، وهذه الطريقة قد تكون السبيل الوحيد للحماية من إصابة السرطان على المريخ، حيث يسمح الغلاف الجوي للكوكب بدخول كميات هائلة من الأشعة فوق البنفسجية وغيرها من الإشعاعات بما يفوق ما يتسرب إلى الأرض.

 

وعلى سبيل المثال، تبلغ متوسط جرعة الإنسان من الإشعاع على الأرض حوالي 3 ميلي زيفرت سنويًا مقابل 30 ميلي زيفرت سيتلقاها ساكن المريخ، ويعني ذلك أن الإنسان الذي يسكن هذا الكوكب سيتلقى خلال حياته إشعاعات تعادل نحو 5 آلاف مرة ما سيصله على الأرض.

 

 

وربما لا تبدو أجساد البشر الكبيرة البرتقالية مختلفة من الخارج، لكن أحد أكبر التغيرات الممكنة ستكون في أجيال المستقبل البعيد، فارتفاع مستويات الإشعاع على سطح المريخ من شأنه تعديل الحمض النووي في الخلايا بوتيرة متسارعة وإحداث تعديلات جينية أكبر، لكن هذا بالطبع إذا لم يفن سكان الكوكب قبل ذلك نتيجة ارتفاع مستوى الإشعاعات.

 

ومن المفترض أيضًا حدوث تغيرات واضحة بأجهزة المناعة، للحد الذي يعني أن اجتماع أحد سكان المريخ في المستقبل ببشري أرضي يعني قتل أحدهما للآخر، تمامًا كما حدث في الماضي، عندما نقل المستوطنون الأوروبيون مرض الجدري للأمريكيين الأصليين.

 

قد يكون الانتقال إلى المريخ واستعماره، فرصة جيدة للانتشار والحفاظ على الحضارة البشرية بالفعل، لكنها في نهاية المطاف فكرة لا تناسب الإنسان، الذي لن يكون بمقدوره العيش هناك.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.