يشغل "جيمي ديمون" منصب الرئيس التنفيذي لمصرف الاستثمار "جيه بي مورجان" والذي يعد أكبر بنك في الولايات المتحدة وأحد أهم البنوك على مستوى العالم، لكن هذا لا يعني أن الملياردير يوجه كل وقته وتركيزه واهتمامه إلى العمل.
وفي مقابلة مع "سي إن بي سي" قال "ديمون" البالغ من العمر 62 عامًا وهو أب لثلاثة أطفال إن سر حياته الناجحة يرجع لإعطاء الأولوية لعائلته فيما يضع العمل آخر بند في قائمة الأولويات، مضيفًا: دائمًا أؤكد أن العائلة أولًا، والبلاد ثانيًا، و"جيه بي مورجان" يأتي حرفيًا في المرتبة الأخيرة، فمن دون العائلة ودعمها وما تتعلمه منها في الأوقات الجيدة والصعبة، قد لا تكون الحياة رائعة.
قد يعتبر كثيرون هذا الكشف مفاجأة، بالنظر إلى ما أنجزه الرجل في حياته المهنية، فبعدما أقصي من موقع الرئيس التنفيذي لـ"سيتي جروب" عام 1998، انضم إلى مصرف "بنك وان" المضطرب، كرئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي، وفي غضون 4 سنوات تمكن "ديمون" من تحسين أوضاع البنك وبيعه لـ"جيه بي مورجان" عام 2004 مقابل 58 مليار دولار.
عملية الاندماج هذه كانت خطوة تمهيدية لاعتلاء منصبه الحالي منذ عام 2005، وتصل ثروته الآن إلى نحو 1.3 مليار دولار، وفقًا لـ"فوربس"، كما أنه حائز على لقب المصرفي الأمريكي الأكثر أهمية ومن قبل على لقب القائد الأكثر تأثيرًا في "وول ستريت"، بعدما حصل على ثناء عمالقة الأعمال مثل المليارديرين "وارن بافيت" و"جيف بيزوس".
وغالبًا ما ينسب الفضل إلى "ديمون" في مساعدة البنك على تجاوز الأزمة المالية العالمية دون التعرض لضرر يذكر، وتحت قيادته قفزت قيمة سهم "جيه بي مورجان" بأكثر من الضعف، مرتفعة من 48.07 دولار إلى 114.07 دولار.
وفي العام الماضي، حصل "ديمون" على زيادة في الأجر بنسبة 5.4% لأدائه الفريد، وأعلن "جيه بي مورجان" في يناير/ كانون الثاني أنه سيظل مديرًا تنفيذيًا للبنك لمدة خمس سنوات أخرى، ما يجعله أحد الرؤساء التنفيذيين الأطول خدمة في هذا المجال.
رغم هذا التفوق المهني، يُلاحظ أن "ديمون" أعطى الأولوية دائمًا لعلاقاته مع المقربين، حتى أن جزءا من اهتمامه بعمله يرجع إلى والده وجده اللذين عملا كسماسرة في البورصة، حتى أن "ديمون" الأب عمل لحساب ابنه مرتين، الأولى في عام 1996 عندما كان الابن رئيسًا لشركة إدارة الثروات "سميث بارني"، والأخرى في مصرف "جيه بي مورجان" حتى توفي عام 2016.
توفيت الأم بعد يوم واحد من وفاة الأب، وفي مقابلة عقب رحيلهما كشف المصرفي المخضرم عن تشجيع أمه الدؤوب، حتى أنها كانت تتصل به أو تبعث له برسالة عقب كل مقابلة يجريها، وعندما سئل حول كيفية تأقلمه مع العمل في أعقاب هذه الخسائر، قال: أعتمد بشكل كبير ومباشر على عائلتي، عائلتي صغيرة جدًا لكننا متماسكون حتى النهاية، أنا أحب أطفالي وأقضي الكثير من الوقت معهم.
ويبدو أن "ديمون" يريد من موظفيه فعل الشيء نفسه، فعلى مدار 13 عامًا كرئيس تنفيذي دعم برامج داخلية صديقة للأسرة، وشمل ذلك بعض المزايا المالية والصحية ورعاية الأطفال وإجازة الأبوة مدفوعة الأجر لمدة 16 أسبوعًا لجميع الموظفين الذين يعملون بأجر كامل.
ويعلق "ديمون" على هذه الجهود قائلًا: أنا دائمًا أقول للعاملين في "جيه بي مورجان": يجب أن تعتنوا بأصدقائكم وعائلاتكم وأرواحكم وعقولكم وأجسادكم، وإلا فلن تكون حياتكم مُرضية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}