في بعض الأحيان، عندما يتقلد الشخص منصبا أو وظيفة بعينها، يصحب هذا الأمر بعض التغير في طبيعته أو شخصيته أو طريقة تعامله مع الآخرين.
ووفقا لتقرير نشرته "بي بي سي"، تشير أبحاث إلى أن الاسم الوظيفي في حد ذاته يحمل قوة كامنة تحسن الرفاهية وتعطي شعورا بالسيطرة والحماية الاجتماعية ويشجع الشخص على التقدم للوظائف بثقة، فما تأثير الاسم الوظيفي على سلوك الأفراد؟
مكافآت عدة
- أفاد تقرير صادر عن مؤسسة بريطانية عام 2012 بأن الاسم الوظيفي في المملكة المتحدة يصحبه زيادة في المكافآت ليس فقط المالية.
- ذكر الاقتصادي الفائز بجائزة "نوبل" "جون هارساني" أن الاسم الوظيفي البارز يعني حصول من يحمله على مكافآت مالية ومكانة اجتماعية تحفزه بشكل كبير للاستعراض في سلوكياته مع الآخرين.
أضاف "هارساني" أن الشخص الذي يحمل اسما وظيفيا قويا يتميز في المجتمع حتى دون النظر إلى راتبه أو مسؤولياته.
- على سبيل المثال، يمكن لمنصب "نائب رئيس مجلس إدارة بنك ميريل لينش" أن يدل على شخص ذي قيمة عالية.
- قال نائب رئيس مجلس إدارة سابق في "ميريل لينش" إن هذا الاسم الوظيفي يعد بمثابة تكريم وتشريف لمن يحمله وليس توصيفا مرتبطا بوضعية خاصة في البنك.
تسميات مبهرة
- أوضحت أبحاث أن التسميات الوظيفية المبهرة ليست فقط بمثابة حالة أو توصيف مجتمعي، بل إنها يمكن أن تؤثر بشكل مرح في سلوكيات من يحملها.
- أبلغت المديرة التنفيذية السابقة لإحدى المنظمات غير الربحية موظفيها بأنه يمكنهم تدشين اسم وظيفي رائع خاص بكل منهم بالإضافة إلى الاسم الرسمي كي يعكس أدوارهم المهمة في العمل وهوياتهم داخل المؤسسة.
- تتخصص هذه المنظمة غير الربحية في تلبية أمنيات الأطفال الذين يعانون من مشكلات طبية، وأطلقت المديرة التنفيذية السابقة على نفسها اسم "ملاك تلبية الأمنيات، وأطلق المدير المالي على نفسه "وزير الدولارات والمشاعر"..وهكذا.
- تسهم التسميات الوظيفية أو التي يطلقها الموظفون على أنفسهم في تقليل الشعور بالإجهاد وتُضفي أجواء مرحة على العمل كما تساعد على تجاوز التحديات.
- قال باحثون بجامعة "بنسلفانيا" وكلية "لندن" للأعمال إن التسميات الوظيفية غير الرسمية التي يطلقها الموظفون على أنفسهم أو على بعضهم البعض تفتح الباب أمام اعتبار الأشخاص كيانات بشرية وليسوا فقط مجرد منفذين لمهام وظيفية.
- ذهب فريق من الباحثين إلى مستشفى وسألوا العاملين عن تسمياتهم الوظيفية، واكتشفوا أن أخصائي الأمراض المعدية أطلق على نفسه لقب "قاتل الجراثيم" وفني الأشعة السينية يلقب بـ"ماسح العظام".
- أكد العاملون أن هذه التسميات والألقاب المرحة وغير الرسمية تقلل من شعورهم بالتعب والإرهاق وتعزز من الإيجابية.
آثار سلوكية
- عندما يحصل أحد العاملين على اسم وظيفي أعلى من مستواه الوظيفي، فإنه يتصرف بشكل أكثر مسؤولية وسعادة في العمل كما أنه يزيد من انتماء الشخص للشركة أو المؤسسة التي يعمل لديها بحيث لا يريد مغادرتها فضلا عن زيادة الالتزام والرضا وتحسن الأداء.
- أكدت الأبحاث والدراسات على أن إطلاق تسميات وظيفية أعلى يكون له تداعيات إيجابية، ولكن شريطة عدم تحولها إلى مجرد ألقاب وهمية دون أي سند وظيفي.
- عندما يُسند اسم وظيفي إلى أحد العاملين ويشعر داخله أنه مجرد لقب لا يعكس أي درجة وظيفية أو حتى في التعامل مثل عدم دعوته إلى اجتماع مهم، فإن النتائج تكون عكسية.
- على النقيض، فإن الاسم الوظيفي الذي يُشعر الشخص بالتفرد والتميز يجعله أكثر قوة وأداء في العمل، وليس مجرد فرد عادي داخل منظومة معينة.
- أفاد أحد مؤسسي الشركات الهادفة لزيادة أداء الموظفين وحسن الإدارة الذاتية بأن الوصف الوظيفي يلعب دورا حيويا في تحفيز العامل ويعزز شعوره بقيمته والتعبير عن نفسه، وبالطبع ينعكس ذلك بشكل إيجابي على سير العمل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}