نبض أرقام
11:01 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23

النفوذ العالمي للدولار ليس أبديًا.. النهاية قد تكون قريبة بسبب السياسات الأمريكية

2018/05/26 أرقام

يهيمن الدولار على صناعة التمويل العالمية، حيث يحظى بحصة مسيطرة في المعاملات المالية الدولية ويعد عملة الملاذ الآمن، لكن لا يمكن اعتبار تفوق الورقة الخضراء أمرًا مفروغًا منه، فربما يؤسس الرئيس "دونالد ترامب" حاليًا لزواله، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

وأبدى "ترامب" في كثير من الأحيان تأييده لدولار ضعيف، على ما يبدو أنها محاولة منه لمواجهة الدول الأخرى التي يزعم أنها تملك ميزة تجارية غير عادلة أمام الولايات المتحدة، عبر إضعاف عملاتها لزيادة الصادرات.

 

لكن هذه التصريحات في حد ذاتها لن تكبح الدولار، وإنما يتركز الضرر الحقيقي الذي يهدد مكانة العملة الأمريكية في السياسات التي من شأنها القضاء على الاستقرار المالي، وقوة المؤسسات في الولايات المتحدة، وجدارتها بالثقة.

 

الداعم الرئيسي لنفوذ الدولار

 

- في أوقات الاضطراب المالي، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية التي اندلعت أولًا في الولايات المتحدة، يتدافع المستثمرون المذعورون إلى سوق السندات الأمريكية.

 

- لا شك أن الحجم الهائل لسوق سندات الحكومة والشركات في الولايات المتحدة هو عامل رئيسي، لكن هناك شيء أكثر أهمية يحسب له وضع الدولار بمكانة مهيمنة في سوق التمويل العالمي.

 

 

- يرجع الأمر بشكل أساسي إلى الثقة، فالتدفقات الداخلة والخارجة من أسواق العملات والأسهم، التي تتأثر بالقرارات المترتبة للمستثمرين، تظهر أهمية الثقة في اتخاذ القرارات التي تتسم بقسوة القلب أحيانًا.

 

-المؤسسات التي تولد وتحافظ على ثقة المستثمرين المحليين والأجانب تشمل نظامًا مفتوحًا وشفافًا للحكم الديمقراطي مع مجموعة من الضوابط والتوازنات.

 

- يحتاج ذلك إلى دعم من البنك المركزي بعيدًا عن التدخلات المباشرة، إضافة إلى سيادة القانون التي يحميها نظام قضائي مستقل، وبذلك تكتمل مجموعة العوامل المعززة لثقة المستثمرين في المؤسسات الأمريكية.

 

مخاوف تزعزع الثقة

 

- الثقة في المؤسسات الأمريكية هي السبب في أن الدولار لا يزال قويًا رغم احتمال ارتفاع الديون الحكومية، وعدم اليقين الاقتصادي الذي تسبب فيه "ترامب"، لكن هذه القوة ربما تؤول إلى نهاية.

 

- في الوقت الحاضر يتم تسعير معظم المعاملات المالية الدولية وتسويتها بالدولار وغالبًا من خلال مؤسسات مالية أمريكية، وسيتغير ذلك بسرعة إذا اعتقد المستثمرون أن السياسات المالية الطائشة ستزيد التقلبات وتضعف قيمة العملة الخضراء.

 

 

- إن انخفاض تكلفة التعامل بالعملات الأخرى وارتفاع قيم عملات الأسواق الناشئة مثل اليوان الصيني، الذي يحد من دور الدولار المهيمن بالفعل في تسوية المعاملات الدولية، يشكل تحديًا جديدًا أمام العملة الأمريكية.

 

- تجري الصين وكوريا الجنوبية معاملات تجارية باستخدام عملتيهما بدلًا من الاعتماد على الدولار كعملة وسيطة، في وقت تتراجع فيه هيمنة الدولار على عقود النفط والسلع الأخرى بالفعل.

 

- تحت حكم "ترامب" يتم النظر إلى الولايات المتحدة على نحو متزايد بأنها شريك تجاري وعسكري غير جدير بالثقة، ما أضر بمصداقيتها الدولية وزرع الخوف أيضًا من استخدامه للدولار كسلاح للتفوق على بعض الدول.

 

ترامب يغتال الثقة في مؤسساته

 

 

- حتى لو أن هيمنة الدولار كوسيلة للتبادل التجاري في تراجع، فإنه بلا منازع الملاذ الآمن الأفضل، ولم يظهر المستثمرون الأجانب، بما في ذلك البنوك المركزية، أي علامات على التخلي عن أصولهم الدولارية.

 

- لقد صمدت المؤسسات الأمريكية بالفعل أمام اختبارات الزمن، فعندما تعرض النظام السياسي الأمريكي لضغوط شديدة في الماضي، عملت الصحافة والقضاء المستقل كآليات تصحيح.

 

- لكن هذه المؤسسات تتعرض الآن للهجوم من "ترامب" المدعوم بالكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، وهو هجوم ينال من مكانة الدولار المستمدة من متانة المؤسسات الأمريكية وليس فقط القوة الاقتصادية أو العسكرية للبلاد.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.