يمكن لإيران زيادة أنشطتها النووية بسرعة على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) والتي أبرمت عام 2015 في الأساس لوقف هذه المساعي.
ويختلف الخبراء والمسؤولون السابقون حول المدة التي ستحتاجها طهران لتطوير قنبلة نووية، فالبعض يرى أن إيران تتقدم ببطء، وتشير التحليلات المستقلة إلى احتمال استغراق الأمر سنوات عدة لإنتاج سلاح نووي، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".
في المقابل يعتقد آخرون أن طهران يمكنها تطوير قنبلة نووية خلال ما يزيد على عام قليلًا، خاصة في ضوء تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين قالوا فيها إنه بإمكان بلادهم تسريع الأنشطة النووية والبدء في تخصيب اليورانيوم خلال أيام.
لا دليل ولا مصلحة في استئناف الأنشطة
- بعيدًا عن الأسئلة الفنية، شكك مسؤولون أمريكيون في عودة إيران سريعًا للعمل على تطوير قنبلة، وقال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" للمشرعين في وقت سابق: إيران لم تكن في سباق للحصول على القنبلة قبل الاتفاقية، ولا يوجد دليل على أنها ستسارع في تطوير واحدة إذا ما ألغي الاتفاق.
- يرى العديد من المراقبين أن إيران لديها حوافز لعدم توسيع أنشطتها النووية أو طرد المفتشين الدوليين حتى مع خروج الولايات المتحدة من الاتفاق.
- يأمل المسؤولون الإيرانيون في الحفاظ على التبادل التجاري مع أوروبا –التي تدعم الاتفاق- ومن المرجح أن يتسبب استئناف النشاط النووي إلى تعطيل ذلك، كما سيترتب على محاولة إطلاقها البرنامج سرًا مخاطر كبيرة.
إلى أين وصل برنامج طهران؟
- بالعودة للحديث عن البرنامج النووي، عملت إيران على ثلاثة جوانب هي، تخصيب اليورانيوم، والحصول على البلوتونيوم، ومحاولة اكتساب المعرفة اللازمة لصنع سلاح نووي، وذلك قبل اتفاق عام 2015 الذي رفع معظم العقوبات الدولية عن البلاد مقابل فرض قيود صارمة ومؤقتة على هذا البرنامج.
- تقول طهران إن برنامجها النووي كان دائمًا للأغراض السلمية، علمًا بأنها جمعت مخزونًا كبيرًا من اليورانيوم منخفض التخصيب، فأنتجت وقودًا نوويًا مخصبًا بنسبة نقاء 20%، وهو مستوى لا يزال بعيدًا عن المطلوب لإنتاج الأسحلة والذي ينبغي وصوله إلى 90%.
- لكن مسؤولين أمريكيين قالوا عام 2015 إن إيران كانت على بعد شهرين أو ثلاثة أشهر على الأكثر من توفير الوقود اللازم لصنع قنبلة نووية.
- عملت إيران أيضًا على بناء مفاعل بلوتونيوم في مدينة آراك الواقعة في الشمال الغربي للبلاد، وحال اكتمل هذا المشروع، كان من الممكن أن ينتج المواد اللازمة لإعداد سلاحين نوويين سنويًا، وفقًا للمسؤولين الأمريكيين.
- أشارت وكالة الطاقة الذرية في بيان لها عام 2015 إلى أن طهران (رغم الإنكار) واصلت تنفيذ برنامج تسليح حتى عام 2003، واستأنفت بعض عملياته حتى عام 2009.
- تمحور اتفاق عام 2015 حول القيود اللازمة لضمان احتياج إيران 12 شهرًا على الأقل في المستقبل لجمع ما يكفي من الوقود النووي لصنع قنبلة.
مفاعل آراك وأجهزة التخصيب
- يعتقد معظم الخبراء أن الاتفاق يضمن إلى حد كبير إزالة ما يقرب من 98% من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، والتخلص من ثلثي أجهزة الطرد المركزي التي تقوم بتخصيب اليورانيوم، والحد من عمليات البحث والتطوير في هذا الشأن، والتخلص من خطر قلب مفاعل آراك.
- يقول "داريل كيمبال" المدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة، وهي مجموعة تتخذ من واشنطن مقرًا لها وتدعم الاتفاق النووي مع إيران: سيستغرق الأمر سنوات عديدة كي تمتلك إيران ترسانة نووية فعالة.
- فيما يرى "أولي هيانونن" وهو أحد كبار المسؤولين السابقين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأيضا أحد منتقدي الاتفاق، أن إيران ربما جمعت الأجزاء اللازمة لأجهزة الطرد المركزي الأكثر تطورًا مما كشفت عنه.
- يمكن لذلك تسريع إنتاج اليوارنيوم المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، ويقصر المدة اللازمة للحصول على قنبلة، لكن لا يوجد دليل حول كذب إيران على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن هذه الأجهزة الإضافية.
- يرى خبراء ومسؤولون سابقون أن إيران ستحتاج إلى 18 شهرًا على الأقل، لإعادة تشكيل مفاعل آراك، الذي تم صب الخرسانة في قلبه نتيجة الاتفاق النووي.
هل تملك إيران المعرفة الكافية؟
- من غير الواضح، مدى معرفة إيران بكيفية تجميع قنبلة نووية، وخلصت وكالة الطاقة الذرية عام 2015 إلى أن عمل إيران في مجال التسلح لم يتجاوز مرحلة الدراسة العلمية والنظر في القابلية ومعرفة قدرات التقنيات ذات الصلة.
- كان تقرير الوكالة مثيرًا للجدل، حيث تحدثت مع بعض العلماء والخبراء لكن ليس باستفاضة، وكان وصولها إلى المواقع الرئيسية محدودًا.
- من غير الواضح أيضًا إذا كان لدى إيران القدرة الفنية على تطوير رأس حربية نووية موثوق بها باستخدام تكنولوجيا الصواريخ التي تمتلكها الآن.
- دعت الوكالة إيران إلى إيقاف العمل المحتمل في موقع بارشين العسكري، حيث يُعتقد أن إيران نفذت به نشاطاتها حول مواد سريعة الانفجار، وفقًا لـ"هاينونن" الذي أكد أنها خطوة مهمة في سبيل تصميم السلاح النووي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}