في أول مرة سافر الشاب "سيرجي بتروسوف" على متن طائرة خاصة عام 2009، كان مندهشًا للغاية، ليس فقط من مظاهر الترف المحيطة به ولكن أيضًا من تعقيد وقِدم عملية الحجز.
مع ذلك ألهمت هذه التجربة الشاب البالغ من العمر 29 عامًا لإطلاق "جيت سمارتر"، وهي شركة ناشئة تسمح للأشخاص في جميع أنحاء العالم بحجز رحلات السفر عبر تطبيق بجوالهم المحمول، في خدمة مماثلة لما تقدمه "أوبر" لكن هذه المرة الانتقال يكون باستخدام الطائرات الخاصة الفاخرة.
وبمرور الوقت، أصبح لدى الشركة الآن 14 ألف مشترك يدفع كل منهم ما يصل إلى 15 ألف دولار سنويًا للحصول على الخدمات المميزة التي تشمل تحديد مواعيد الرحلات، ومشاركة المقاعد على الرحلات التي خطط لها آخرون، بحسب تقرير لـ"التايم".
وتحظى الشركة بدعم من مستثمرين من الشرق الأوسط ورجل الأعمال والمطرب الأمريكي "جي زي"، وتبلغ قيمتها السوقية 1.5 مليار دولار، لكن مسيرة "بتروسوف" لتأسيس "جيت سمارتر" لم تكن سهلة قط ولم تخل من العقبات.
الإلهام
- ولد "بيتروسوف" في روسيا لكنه انتقل إلى ولاية فلوريدا في سن مبكرة مع عائلته، وكافح من أجل تحديد وجهته في عشرينيات عمره.
- يقول "بيتروسوف": أعتقد أن بعض الأشخاص لديهم محرك داخلي وشغف لما يفعلونه، هذا هو الشيء الأكثر أهمية لرجال الأعمال، إذا كان لديك محرك عميق حقيقي، لا يهم كم مرة ستسقط، يمكنك دائمًا رفع رأسك.
- تميز مؤسس "جيت سمارتر" بهذه الروح (كما يقول) منذ سن المراهقة، ففي المدراسة الثانوية حاول تدشين شركة لاستيراد وتصدير بعض عجلات السيارات، وعندما أصبح طالبًا في جامعة فلوريدا، بدأ الاحتكاك بعلوم الحاسوب وانضم إلى شركة ناشئة تعمل في مجال الدردشة الحية.
- قبل إنشاء "جيت سمارتر"، أسس "بتروسوف" شركة ناشئة تعليمية لبيع برامج قائمة على التكنولوجيا السحابية للمدارس والجامعات في أوروبا الشرقية وروسيا (بلدان يصعب على الكثيرين فيها تحمل تكاليف الأنظمة التعليمية التقليدية)، وكان الطيران آنذاك هوايته الجانبية.
فكر مختلف
- رأى "بيتروسوف" بعد أول رحلاته، أن الطائرات الخاصة أحد مظاهر الإسراف وإهدار الأموال إلى جانب عدم الفاعلية القصوى لهذه الصناعة، وهو ما سعى لتغييره.
- يشرح الأمر قائلًا: لديك هذه الصناعة التي تقدر بمليارات الدولارات والتي تتطلب منك الاتصال وتوقيع الوثائق لحجز الرحلات، ولم يكن هناك أي شكل رقمي للوصول إليها، بالتالي كانت غير فعالة بدرجة كبيرة علاوة على عدم كفاية الطائرات المستخدمة، فعادة ما يشغل شخصان أو ثلاثة طائرة متوسطة، ما يجعل التكلفة أيضًا مرتفعة.
- من هنا نبعت فكرة "جيت سمارتر" والتي تركز على تنظيم استخدام هذه الطائرات بطريقة رقمية تعزز فاعليتها الجماعية بما يقلل التكلفة، لكن الأمر لم يكن سهلًا حيث كان على "بيتروسوف" بناء علاقات وطيدة في قطاع الطيران من خلال حضور المعارض التجارية.
- أعد "بيتروسوف" فريقًا تكنولوجيًا صغيرًا عام 2012، وطور التطبيق، والتقى بعدد من المسؤولين في صناعة الطيران، وجمع القليل من التمويل، قبل إطلاق خدمات "جيت سمارتر" عام 2013.
- ولطبيعة نموذج عمل الشركة التي تتخذ من ولاية فلوريدا مقرًا لها والذي يستخدم قدرًا كبيرًا من الأموال، سعت الشركة للحصول على تمويل ملائم بما في ذلك 105 ملايين دولار جمعتها العام الماضي.
خيارات السفر
- بعد دفع الاشتراك، يمكن لأعضاء "جيت سمارتر" الدفع للسفر على متن رحلات مجدولة مسبقًا بين وجهات شهيرة، أو جدولة رحلاتهم الخاصة والسماح للأعضاء الآخرين بمشاركتهم المقاعد، ويمكن للأعضاء أيضًا الاستفادة من خدمات مجانية في اللحظات الأخيرة حال كانت هناك مقاعد شاغرة.
- لم يكشف "بيتروسوف" إلى الآن عن موعد تحقيق الشركة للأرباح، لكنه قال إنها تحقق إيرادات قيمتها مئات الملايين، والتي يتوقع أن تتضاعف خلال العامين المقبلين.
- يقول أيضًا مؤسس الشركة: في غضون 10 سنوات، أعتقد أنه ستكون هناك فرصة كبيرة في الرحلات الجوية الأقصر، حيث يمكننا تقديم حلول أفضل للسوق يصل فيها سعر المقعد إلى 500 دولار فقط، فعندما يتعلق الأمر بالطائرات الخاصة يعتقد الناس أن أشخاصا مثل "جي زي" يحلقون مقابل 60 ألف دولار، وهذا هو التحول.
- رغم النجاح النسبي السريع لم تخل مسيرة الشركة من الفضائح التي نالت من سمعتها، ففي فبراير/ شباط عام 2017، استقال رئيسها "إدوارد بارسكي" بعد القبض عليه بتهمة التورط في سرقة كبرى، وفقًا لتقرير أورده موقع "ذا فيرج"، لكن "بتروسوف" قال إن الواقعة ليست ذات صلة بـ"جيت سمارتر".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}