نبض أرقام
05:15 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

في الاقتصاد.. هل هناك فرق بين من يصنع القيمة ومن يستخرجها؟

2018/04/26 أرقام

في الاقتصاد، هناك من يصنع القيمة، ومن يستخرجها، ومن يدمرها، وإذا تم الخلط بين دور الثاني والثالث وبين دور الأول، أو العكس، ستكون المحصلة في نهاية المطاف مجتمعات فقيرة وغير سعيدة، يستفيد منها النّاهبون وهو ما قد وصلت إليه بالفعل بلدان غربية متقدمة، لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا، وفقًا للكاتبة وأستاذة الاقتصاد بجامعة لندن والمستشارة لعدد من الأحزاب السياسية والمؤسسات الدولية "ماريانا مازاتوكاتو".

 

تقول "ماريانا" في كتابها "قيمة كل شيء" إن عواقب الوصول لهذه الحالة يشمل أمورا باتت جلية بالفعل مثل عدم المساواة المتزايد، وتدهور النمو، وترى أن هناك حاجة لتعديل المسار وإعادة التفكير في العلاقة بين الأسواق والحكومات.

 

وبحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز" ترى "ماريانا" ضرورة في وجود تمييز واضح بين صانعي الثروة وأولئك الذين يستخرجونها فقط، وتبني طموحات جماعية أكثر جرأة خاصة في ما يتعلق بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر، والإنفاق على المستقبل، بدلًا من تبني نهج صارم عقيم ومضاد.

 

 

أبرز المستخرجين: القطاع المالي

 

- يرتكز كتاب "ماريانا" الأخير على نقطة رئيسية، هي أنه من السهل للغاية على أولئك الذين يعملون في اقتصاد السوق أن يصبحوا أغنياء عبر استخراج القيمة الاقتصادية ممن يضيفونها، وليس عن طريق إضافتها بأنفسهم.

 

- مثال واضح لذلك هو الطريقة التي أحدث بها القطاع المالي زيادة ضخمة في ديون الأسر خلال السنوات التي سبقت الأزمة المالية في 2007، حينما تم شراء أسهم الإسكان مقابل أسعار مرتفعة في رهان خاسر.

 

- أعقب ذلك أزمة ضخمة، وتراكم الديون، وضعف النمو، وخيبة أمل سياسية، ومع ذلك كان الأمر برمته منجم ذهب بالنسبة لأولئك الذين صنعوا وباعوا وعبثوا بهذا الدين، ما يعكس استخراج القيمة وتدميرها.

 

- نفس الأمر في إدارة الأصول، بما فيها من تداول مفرط، ورسوم باهظة، وانعدام للشفافية، وسوء إشراف، هذا القطاع المالي بالإضافة لتعظيم أصول حملة الأسهم التي روج لها الاقتصاديون، كان له تأثير خبيث على الشركات.

 

- اليوم وفي نهاية المطاف، بات العديد من الاقتصادات الغربية مثقلة بمستويات مرتفعة من الديون الخاصة، وعدم المساواة، وانخفاض معدل نمو الإنتاجية، فلو اعتبرت هذه البلدان ناجحة، فما هو شكل الفشل؟

 

 

لاعب غير متوقع في إضافة القيمة

 

- تنتقد "ماريانا" بعض الممارسات في قطاعات الاقتصاد الأكثر وضوحًا، مثل تكنولوجيا المعلومات والدواء، وتقول إن المشاكل هنا هي منح حقوق الملكية الفكرية بشكل مفرط وغير مبرر يشمل بعض الأشياء الطبيعية أو الأعمال المتواضعة.

 

- كما تشير إلى الأنشطة المهمة في قطاع يفترض في كثير من الأحيان أنه لا يولد أي قيمة اقتصادية، وهو القطاع الحكومي، وتقول إن الحكومة تفعل أكثر من محاولة فرض العدالة وتوفير الأمن.

 

- وفقًا لـ"ماريانا"، فالحكومات تدشن البنية التحتية، وتثقف الشباب، وتحافظ على صحة السكان، وتمول البحوث الأساسية، وغالبًا ما تعزز التنمية الاقتصادية المباشرة.

 

- على سبيل المثال، طورت الحكومة الأمريكية، وليست الشركات الخاصة، العديد من التقنيات الرئيسية والأكثر إحداثًا للتحول في الوقت الراهن، مثل الإنترنت ونظام تحديد المواقع العالمي.

 

- على أي حال، تشير النظرية الأساسية للكتاب، إلى أن الخلط بين استخلاص القيمة وخلقها، أو العكس، له جذوره الممتدة بين الاقتصاديين.

 

 

خلاف الخبراء

 

- يشير الكتاب إلى قلق الاقتصاديين الكلاسيكيين مثل "آدم سميث" و"كارل ماركس" من عدم التمييز بين من يقومون بصنع القيمة ومن ينقلونها وأولئك الذين يتطفلون على جهود الآخرين مثل ملاك الأراضي الأرستقراطيين.

 

- إلا أن الاقتصاديين الكلاسيكيين الجدد مثل "ليون وولراس" و"ستانلي جيفونز" و"ألفريد مارشال" ألغوا عبر فكرة التوازن هذه الفروق، وفي ظل نظرية "ذاتية القيمة" يكون السعر أفضل مؤشر للقيمة، وتكون خيارات الناس المحدد الوحيد لها.

 

- تقول "ماريانا" إن تركيز الاقتصاديين على ما يتم إنتاجه وتوزيعه في السوق خلص إلى أن الحكومة غير منتجة بل وطفيلية.

 

- مع ذلك لعبت حكومات مثل الحكومة الأمريكية دورًا استثنائيًا في الابتكار، خاصة عبر وزارة الدفاع والمعاهد الوطنية للصحة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.