من الضروري التركيز على ما يدور من إجراءات ونزاعات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ولكن لا يجب إغفال عامل استثماري عام بالنسبة لبكين، ألا وهو القوة الاستهلاكية الأكبر والأفضل في العالم.
عند الحديث عن القوى الاستهلاكية في الصين، فهناك عدة عوامل وراء هذا الأمر هي اعتدال التضخم ونمو الدخل القوي ونتائج أعمال إيجابية للشركات وضعف الاعتماد على الصادرات، وهي عناصر تشكل أرضا ثابتة لبكين عند خوض أي حرب تجارية وتمنح المستثمرين فرصا واعدة وحججا قوية لضخ أموالهم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ومع الأخذ في الاعتبار أن القوة الاستهلاكية شكلت 77.8% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني في الربع الأول، فإن هذه القوة غير محصنة من تباطؤ النمو الاقتصادي، وبالتالي، تحتاج بكين لاستمرار تعزيز النمو الاستهلاكي ودعم النمو الاقتصادي في السنوات المقبلة كي تتفاوض على أرضية ثابتة في أي نزاع تجاري، وفقا لتقرير نشرته "فاينانشيال تايمز".
الإسكان
- ارتفعت مبيعات المنازل الجديدة في الصين بنسبة 2.5% على أساس سنوي خلال الربع الأول، وهي قراءة قوية مع النظر إلى القيود التي فرضتها عشرات المدن على وتيرة شراء المنازل من أجل تهدئة السوق.
- تشهد أسعار المنازل ارتفاعا، ولكن الصورة ليست قاتمة، ففي المدن الرئيسية مثل "شنغهاي" و"بكين" و"شنتشن" و"جوانجتشو"، ارتفعت الأسعار بنسبة 83% منذ بداية 2011.
- مع ذلك، فإن هذه المدن الرئيسية الأربع تشكل فقط 3% من مبيعات المنازل الجديدة في المجمل، أما المدن الأصغر، فهي تمثل 72% من المبيعات الإجمالية، وارتفعت فيها الأسعار بنسبة 15% فقط منذ 2011 تزامنا مع ارتفاع الدخل الاسمي بنسبة 10% سنويا منذ تلك الفترة.
- تراجع عدد الوحدات المعروضة للبيع بشكل حاد في المدن الصينية نتيجة المبيعات القوية والمزيد من الاستثمارات المنظمة.
نتائج أعمال الشركات
- من المرجح أن ينخفض نمو الأرباح في الشركات الصناعية الصينية الكبرى هذا العام على أساس سنوي، بعدما زادت 21% العام الماضي.
- ارتفع معدل النمو في أرباح تلك الشركات بنسبة 16.1% في أول شهرين من 2018 مقارنة بنسبة 31.5% في نفس الفترة عام 2017.
- رغم هذا التراجع، إلا أن محللين يرونه لا يزال مرضيا لتلك الشركات نظرا لأن الأرباح التشغيلية لبعض الشركات غير المدرجة في البورصة قد بلغت مستويات لم تشهدها منذ 2011.
- هناك عدة عوامل ستدعم استمرار نتائج الأعمال القوية للشركات الصينية الكبرى من بينها الخفض الضريبي وتعزيز السياسات النقدية وانخفاض التلوث والطلب المحلي القوي فضلا عن خطط الحكومة الصينية لمعالجة مشكلة الدين.
مخاطر الحرب التجارية
- لا تزال التصريحات الصادرة من إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بشأن العلاقات التجارية مع الصين عدائية، ومع ذلك، أكد محللون على أن فرصة نشوب حرب تجارية بين واشنطن وبكين ضعيفة للغاية.
- ظهر ذلك جليا في إعلان الرئيس الصيني "شي جين بينج" عن حوافز تجارية واستثمارية في الصين كما أن الخبراء يرون أن بكين لا تريد نزاعا تجاريا رغم استعدادها للرد.
- بعد سنوات من إجراءات حمائية للخدمات المحلية والشركات المالية في الصين، تبدي حكومة الرئيس "شي" مزيدا من الانفتاح على الأسواق الأخرى وحماية أفضل لحقوق الملكية الفكرية الأجنبية دون خوف.
- بحسب محللين، يستعد "شي" لعرض المزيد من الامتيازات للشركات الأجنبية ربما تكون كافية لإعلان "ترامب" انتصاره على الصين، كما أن العديد في الداخل الأمريكي كمشرعي الكونجرس والمزارعين يعارضون التصريحات العدائية من جانب "ترامب" تجاه العلاقات التجارية مع بكين.
- عند الحديث عن أي قلق بشأن نزاع تجاري بين بكين وواشنطن، تكون ردة الفعل سلبية للغاية في سوق الأسهم الأمريكية، وبالتالي، فإن هذه الأمور تشكل ضغوطا على إدارتي البلدين حيال تصعيد الإجراءات التجارية.
- علاوة على ذلك، تتفهم إدارة "ترامب" حاجتها لمساعدة الرئيس الصيني لمعالجة قضيتين إستراتيجيتين على الأجندة الأمريكية وهما كوريا الشمالية والاتفاق النووي الإيراني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}