لم يكن السلاح هو الأداة المستخدمة في تنفيذ أكبر الجرائم المالية في التاريخ، فمثل تلك الجرائم كان خلفها مجرد قلم أو من خلال ضغطة زر على الكمبيوتر أو الطمع والجشع.
فالأزمة المالية العالمية عام 2008 التي يعتبرها العديد من الاقتصاديين الأسوأ منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات كان أحد أسبابها المبالغة في تقييم الرهون العقارية عالية المخاطر بسبب الاعتقاد بأن أسعار المساكن سوف تستمر في الارتفاع.
وقد تسبب عدة أشخاص في أزمات مالية كبيرة أدت إلى خسارة عدد كبير من المستثمرين مبالغ طائلة وصلت إلى مليارات الدولارات.
وفيما يلي تقرير يضم بعض الأشخاص الذين كانوا خلف أشهر الجرائم المالية في التاريخ، حسبما ورد على موقع The Popping Post)).
10- تشارلز بونزي
ينسب لرجل الأعمال والفنان الإيطالي تشارلز بونزي مصطلح "سلسلة بونزي" الذي ذُكر سابقًا للتعبير عن عمليات الاحتيال، حيث وعد العملاء بخطة استثمارية تصل فيها الأرباح إلى 50% خلال 45 يومًا، أو 100% خلال 90 يومًا.
وكانت خطته الاستثمارية تقوم على شراء الكوبونات التي يمكن استبدالها من خلال طوابع بريد في دول أخرى والحصول على قيمتها الظاهرية للاستفادة من فروق الأسعار بين الأسواق.
استمرت هذه الخطة لأكثر من عام قبل أن تفشل وتنفجر الفقاعة، مما كبد المستثمرين خسائر بلغت 20 مليون دولار.
9- شركة إنرون
هي شركة أمريكية للطاقة والخدمات تأسست عام 1985 على يد كينيث لاي، وكانت واحدة من أكبر شركات الكهرباء في العالم.
ورغم ذلك كانت الشركة تقوم بممارسات محاسبية مريبة وتركز على عقد صفقات ضخمة بأرباح قصيرة الأجل.
أدى ذلك إلى إعلان إفلاسها في 2001 وخسارة حاملي الأسهم نحو 11 مليار دولار، بعد أن انخفض سعر سهمها من 90 دولارًا في منتصف 2000 إلى أقل من دولار في 2001، وخسر نحو 7500 موظف وظيفته.
تسبب ذلك في خسارة الشركة مليار دولار، وحكم على لاي بالسجن لمدة 45 عامًا لكنه توفي عام 2006، كما حكم على رئيس الشركة جيفري سكيلينغ بالسجن لمدة 24 عامًا.
8- توشيهايد إيغوشي
بدأ إيغوشي العمل لدى فرع البنك الياباني "دايوا" في أمريكا عقب تخرجه، وقد تمت ترقيته عام 1980 إلى منصب مدير المحفظة، ثم تولى منصب نائب المدير التنفيذي.
تكبد إيغوشي خسائره الأولى عام 1983، وبدأ في إخفائها والتكتم عليها بمساعدة اثنين من زملائه، وقد تورط في عمليات بيع أوراق مالية خاصة بالعملاء لتغطية خسائره وتزوير بيانات حسابات لإخفاء هذه المعاملات، حيث قام بتزوير أكثر من 30 ألف وثيقة.
بسبب هذه المعاملات تم تغريم البنك 340 مليون دولار وأجبر على غلق فروعه في أمريكا عام 1995، مما تسبب في خسارة قدرها 1.1 مليار دولار، وقد حكم على إيغوشي بالسجن 4 سنوات.
7- نيك ليسون
كان ليسون يشغل وظيفة متداول في فرع بنك "بيرنجز" في سنغافورة، وحقق أرباحًا كبيرة للبنك من خلال عمليات تداول غير مصرح بها للعقود الآجلة في مؤشر نيكي.
تسبب ليسون في خسارة البنك 1.4 مليار دولار وإفلاسه بعدما تعرضت أسواق العقود الآجلة للانهيار يوم 17 يناير 1995، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات.
6- كويكو أدوبولي
تسبب أدوبولي الذي كان يعمل مدير قسم صناديق المؤشرات في فرع بنك "يو بي إس" بلندن في خسارة المصرف 2.3 مليار دولار، بسبب قيامه بتعاملات غير مرخص بها.
وقد حكم عليه في عام 2012 بالسجن لمدة 7 سنوات، ووصف القاضي أدوبولي وقتها بأنه الرجل المسؤول عن أكبر خسارة في التعاملات والصفقات في تاريخ البنوك البريطانية.
5- ياسو هامانكا
كان هاماناكا مدير قسم تداول المعادن بشركة سوميتومو اليابانية يتحكم في نحو 5% من النحاس الموجود في العالم.
استغل هاماناكا منصبه في الضغط على السوق من خلال بورصة لندن للمعادن لنحو 10 سنوات، محققًا أرباحًا طائلة لشركته ولنفسه، لكنه تسبب في النهاية في انهيار أسعار النحاس وتعرض شركته لخسائر فادحة بلغت 2.6 مليار دولار.
وقد نفت الشركة معرفتها بما كان يقوم به هاماناكا مما أدى إلى تحمله المسؤولية كاملة، وحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات.
4- برنارد إيبيرز
كان إيبيرز المدير التنفيذي السابق لشركة "وورلد كوم" للاتصالات وراء مخالفات محاسبية وتضخيم إيرادات الشركة بشكل غير حقيقي، وقد كشفت التحقيقات التي أجريت عام 2003 عن تضخم أصول الشركة لنحو 11 مليار دولار.
وقد وجهت إليه تهمة سوء استغلال نفقات بلغ قدرها 3.8 مليار دولار، وحكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا.
3- جيروم كيرفيل
هو متداول سندات فرنسي يعمل في بنك "سوسيتيه جنرال" قام بإجراء صفقات ضخمة وغير مصرح بها في البورصة بقيمة تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.
تسبب كيرفيل في خسارة البنك 4.9 مليون يورو، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات مع إيقاف التنفيذ عامين.
2- ألين ستانفورد
احتال ستانفورد على أكثر من 21 ألف مستثمر من خلال إغرائهم بشهادات إيداع بعوائد تصل إلى 15% عبر بنك ستانفورد الدولي، إلا أنه أنفق كل الأموال على الأصول العقارية غير السائلة وعلى بطولات الكريكيت.
نصب ستانفورد على المستثمرين بنحو 8 مليارات دولار، وأدين في مارس 2012 بـ 13 تهمة من بين 14 تهمة كانت موجهة ضده، وقد حكم عليه في يونيو 2012 بالسجن 110 أعوام.
1- برنارد مادوف
أصبح مادوف معروفًا بكونه أكثر رجل مكروه في أمريكا بعدما قام بعملية نصب حصل خلالها على نحو 65 مليار دولار، قبل أن يُلقى القبض عليه عام 2008، ويصدر حكم ضده بالسجن 150 عامًا.
كان المصرفي الأمريكي مادوف رئيسًا لمحفظة استثمارية تحمل اسمه واسسها عام 1960، وقام بالنصب على المستثمرين من خلال سلسلة بونزي.
وسلسلة بونزي عبارة عن نظام بيع هرمي تتمثل في وعد بربح كبير، ويمول هذا الربح من تدفقات رأس المال لتستثمر تدريجيًا حتى تنفجر الفقاعة.
بسبب هذه العملية خسر الكثير من المستثمرين أموالهم، وانتحر مستثمران على الأقل من بينهما الممول الفرنسي رينيه ماغون الذي فقد كل مدخراته التي جمعها طوال حياته، بالإضافة إلى أموال عملائه والتي بلغت نحو 1.4 مليار دولار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}