زادت مخاوف المستثمرين بشأن التوترات الجيوسياسية مؤخرًا بعد الضربات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سوريا.
إن الصراعات التي تنخر في جسد منطقة الشرق الأوسط هي سبب كاف للقلق، لكن المواجهة الأوسع نطاقًا مع روسيا، أو احتمال تصاعد النزاع في اليمن، يجب أن يذكرا العالم بأنه تم تجاهل مخاطر أمن الطاقة طويلًا، بحسب تقرير لـ"التلغراف".
وحتى قبل فترة وجيزة من ارتفاع أسعار الخام أعلى 72 دولارًا للبرميل بفعل المخاوف من مواجهة عسكرية بين القوى الكبرى، كانت الإشارات التحذيرية تومض باللون الأحمر في منطقة يُضخ من خلالها خُمس نفط العالم.
تجاهل المخاوف لا يعني نهايتها
- تعرضت ناقلة سعودية تحمل مليوني برميل من النفط الخام لهجوم فاشل بينما كانت تبحر في البحر الأحمر أوائل أبريل/ نيسان، وتبين أن ميليشيات "الحوثي" كانت وراء الهجوم الذي أحبطته قوات التحالف العربي.
- وعلق وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" قائلًا إن هذه المحاولة الفاشلة لن تؤثر على إمدادات النفط في المنطقة، وبالفعل لم تستجب الأسعار لهذا الهجوم، الذي وقع قرب أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.
- تجاهلَ المستثمرون والمتداولون الحادث تمامًا، ربما هم محقون، لكن التصعيد المحتمل للعمليات العسكرية في سوريا غير المعنويات بشكل كبير، وحذر "باركليز" من أن هذا التطور سيؤدي لإثارة اضطرابات في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.
- بالطبع سينال توسع نطاق الاضطرابات المقصود من إمدادات النفط، خاصة في ظل ترقب تعامل السعودية وحلفائها مع الحوثيين الذين يخوضون حربًا بالوكالة عن إيران التي تعد أحد الداعمين الرئيسيين لـ"الأسد".
هل يكرر التاريخ نفسه ؟!
- من المنطقي أن يخشى العالم صراعًا مباشرًا على نطاق واسع في منطقة تضخ حوالي 14 مليون برميل يوميًا من النفط الخام وبها ممرات بحرية هامة تشكل أساس الروابط التجارية مع العالم.
- يتم شحن نحو خُمس نفط العالم يوميًا عبر مضيق هرمز، الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إيران، ورغم الحراسة المشددة من قبل الأسطول الأمريكي الخامس وترسانة المعدات والأسلحة والمراقبة المتطورة فإنه يظل عرضة للخطر.
- الممر المائي الذي يبلغ عرضه 55 كيلومترًا، يحتمل أن يصبح نقطة ضعف في إمدادات الطاقة العالمية، فالشحنات العابرة خلاله قد تصبح هدفًا سائغًا لهجمات باستخدام قوارب صغيرة وسريعة الحركة ومنخفضة التقنية والتي يصعب اعتراضها.
- الخوف الكبير هو من تكرار حرب ناقلات النفط التي احتدمت في الخليج خلال الصراع الإيراني العراقي في الثمانينيات، حينما أوقفت طهران إمدادات النفط العراقي في محاولة لتضييق الخناق على بغداد اقتصاديًا.
- حينها رد العراق بمهاجمة الناقلات الإيرانية ومحطة النفط الحيوية في جزيرة خارج، ورغم التأثير المحدود على الأسعار، شجع ذلك الدول المستهلكة على تطوير مواردها وتطويرها، وكان المنتجون في بحر الشمال أكبر الفائزين من الصراع.
الغرب مستعد لكن سيتضرر
- يتم شحن نحو 5 ملايين برميل يوميًا من النفط والمنتجات البترولية عبر مضيق باب المندب، الذي يفصل بين القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية، وتنقل هذه الكميات في نهاية المطاف إلى أوروبا عبر مصر.
- رغم أن فرقة حراسة بحرية أوروبية تقوم بدورية وتراقب الممرات البحرية في المنطقة، سلط استهداف ناقلة النفط السعودية الضوء على ضعف هذه الرقابة.
- على أي حال، يبدو أن العالم استعد جيدًا للاضطراب الحاد في الإمدادات، حيث تملك أمريكا حاليًا أكثر من 660 مليون برميل من الاحتياطيات الاستراتيجية، ولدى أعضاء الاتحاد الأوروبي مخزونات تكفي لتغطية الاستهلاك 61 يومًا.
- حتى الصين، أكبر مستورد للنفط الخام من الشرق الأوسط، تملك مخزونًا إستراتيجيًا يصل إلى 275 مليون برميل.
- ثورة النفط الصخري تعني أن الولايات المتحدة أقل اعتمادًا على نفط الشرق الأوسط، لكن خطر تصعيد العمليات العسكرية في المنطقة الملتهبة يعني أنه على أكبر اقتصاد في العالم التشبث بمخزوناته.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}