كشف الملياردير "إيلون ماسك" مؤسس ورئيس شركة "سبيس إكس" عن تطور كبير في جهود بناء أكبر وأقوى مركبة فضاء في التاريخ، يأمل أن تساعده على تحقيق طموحه باستعمار المريخ.
ونشر "ماسك" صورة لأسطوانة معدنية عملاقة عبر صفحته بمنصة "إنستجرام" الإثنين، تبدو كما لو أنها مغزل أجوف يتمدد بجوار سيارة من طراز "تسلا موديل 3"، وعلق رائد الأعمال قائلًا، إنه جسد الأداة الرئيسية التي ستستخدم في تصنيع سفينة الفضاء المتنقلة بين الكواكب "BFR".
يشير اختصار "بي إف آر" إلى "Big Falcon Rocket" أو "صاروخ فالكون الكبير"، والذي تصمم "سبيس إكس" منظومة إطلاقه من جزأين قابلين لإعادة الاستخدام بالكامل، الأول معزز إطلاق الصاروخ بطول 191 قدمًا (58.22 متر)، ومركبة فضاء طولها 157 قدمًا، بحسب تقرير لـ"بزنس إنسايدر".
وبمجرد اكتمال عملية التصميم والتنفيذ ستصبح سفينة "بي إف آر" أطول بنسبة 15% من تمثال الحرية، وستكون قادرة على حمل 100 شخص و150 طنًا من البضائع والأمتعة إلى المدار الخارجي للأرض، وبعد إعادة التزود بالوقود في الفضاء، يمكنها بلوغ المريخ خلال 6 أشهر.
وقال "ماسك" في فبراير/ شباط الماضي إن معظم الموارد الهندسية لشركته مسخرة حاليًا لإنتاج "بي إف آر"، مضيفًا أن المركبة التي يمكنها العودة إلى الأرض هي الجزء الأصعب من المنظومة بينما معززات الإطلاق يمكن إنجازها بسهولة.
وتهدف "سبيس إكس" لبناء المركبة من ألياف الكربون بالكامل تقريبًا، وهي مادة أقوى من الصلب عدة مرات، وأخف وزنًا من الألومنيوم الذي يستخدم عادة من قبل شركات الطيران، لكنها باتت مقصد منتجي الصواريخ بشكل متزايد لتصنيع خزانات الوقود وأجزاء أخرى.
أكد "ماسك" في منشوره الأخير أن الأداة سيتم استخدامها لتصنيع المركبات من ألياف الكربون، وليس غريبًا على "سبيس إكس" استخدام معدات بهذا الحجم الضخم، خاصة إن كان ما تستهدفه منتجًا ضخمًا .
ويبلغ طول سيارة "موديل 3" 15.5 قدم، ما يعني أن قطر الأداة المجاورة لها يصل إلى 30 قدمًا تقريبًا وطولها 40 قدمًا، كما تشير الدعامات الداخلية والمحور المركزي بها إلى إمكانية دورانها.
وكشفت الشركة عن استخدامها خزان وقود يبلغ ارتفاعه نحو 40 قدمًا خلال عملية إنتاج صواريخ "فالكون هيفي" الثقيلة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017، وعلق "ماسك" على الأمر قائلًا: لقد طورنا قالبا من ألياف الكربون أقوى بكثير من سابقيه، يمكنه حمل 1200 طن من الأكسجين السائل.
كيف ستعمل هذه الأداة؟
لا تشكل خيوط الألياف الكربونية في حد ذاتها فائدة كبيرة لمهندسي الفضاء، لكن عندما يتم نسجها أو تشريبها بمادة الغراء، ومعالجتها بالحرارة، فإنها تأخذ خصائص أخرى، وعادة ما تكون الطريقة الأمثل لفعل ذلك باستخدام الروبوتات كما في الفيديو التالي.
قيام "سبيس إكس" بهذه العملية باستخدام الأداة الجديدة سيمكنها من تحطيم أرقام قياسية، لكن سيحتاج إلى مساحة كبيرة، ومع عدم وجود متسع للتنفيذ في مقر الشركة، يتطلع "ماسك" إلى بناء مصنع لصواريخ الفضاء على مساحة 250 ألف قدم مربع (23.2 ألف متر مربع).
كما سيحتاج برنامج العمل إلى بعض الروبوتات الكبيرة جدًا لمعالجة عملية النسج والمواد اللاصقة وأدوات المعالجة الحرارية.
بمجرد تشكيل جسم السفينة "بي إف آر" والتأكد من عدم وجود أي احتمال للتسرب، فمن المرجح إزالته من القالب مباشرة، وربما يتم تصنيع أجزاء أخرى من ألياف الكربون، وبعد اكتمال المركبة سيرفق المهندسون أربعة محركات صاروخية ضخمة بالإضافة إلى محركين آخرين وخزانات الدفع الداخلي وباقي التجهيزات الإلكترونية.
ويتمنى "ماسك" نقل أول سفينة فضاء ضخمة من طراز "بي إف آر" إلى منشأة اختبار "سبيس إكس" في تكساس لبدء الرحلات التجريبية القصيرة بحلول أوائل العام القادم، وحال مرت هذه التجربة بنجاح، ستنتقل الشركة إلى مرحلة أكثر تقدمًا باختبارها مع معززات الانطلاق.
ويأمل "ماسك" أن يطلق أولى رحلات "بي إف آر" إلى المريخ خلال عام 2022، تليها أول بعثة مأهولة بالبشر بحلول عام 2024، وفي نهاية المطاف يتطلع رائد الأعمال إلى أن تكون هذه المركبة هي سبيل البشر لاستعمار المريخ، كخطة احتياطية من أي خطر يحيق بالأرض.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}