نبض أرقام
06:00 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"التاريخ السري" للأيفون..كيف أصبح الأكثر مبيعًا في التاريخ؟

2018/04/06 أرقام - خاص

أكثر من مليار جوال تمكنت شركة "أبل" الأمريكية من بيعها من منتجها الأشهر "ايفون" منذ إطلاقه عام 2007، ليصبح الجهاز الأكثر مبيعًا عبر التاريخ.

 

وتشير أحدث الدراسات إلى أن مقتني "أيفون" يقضون قرابة الخمس ساعات يوميًا أمام شاشته إما في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو في التواصل مع الآخرين، أو في غير ذلك من الأنشطة التي يتيحها الجوال.

 

 

البداية منذ القرن الماضي

 

وبسبب هذا النجاح اللافت اهتم "براين مارشانت" بتأليف كتاب حول "أيفون" حمل عنوان "الجهاز الأكثر نجاحًا: التاريخ السري لـ"أيفون".

 

على سبيل المثال يلفت "مارشانت" الأنظار إلى أن من بين أسباب نجاح الجوال الأمريكي وجود بطارية متفوقة أو متطورة بمفهوم الوقت الذي ظهر فيه، غير أن "أبل" لم تكن أول من طور هذه البطارية أو ابتكرها بل إن ظهورها كان في سبعينيات القرن الماضي على يد علماء عملوا لحساب شركة "إكسون".

 

فمع أزمة ارتفاع أسعار الوقود إبان  منتصف سبعينيات القرن الماضي، قررت الشركة تطوير بطاريات الليثيوم بهدف تجاوز الأزمة التي ضربت قطاع الطاقة ولمحاولة توفير مصادر أخرى أو على الأقل لتخزينها.

 

أما نظام الشاشات التي تعمل باللمس، فقد تم اكتشافها بواسطة مهندس عبقري يدعى "واين ويسترمان" الذي قام بهندسة هذه الفكرة ليستفيد منها بعض ممن يعانون من "متلازمة نفسية" تمنعهم من التواصل مع لوحة المفاتيح التقليدية.

 

غير أن "ويسترمان" اضطر للتخلص من شركته بعد فترة عن طريق استحواذ عملاق التكنولوجيا (أبل) عليها لمعاناتها المتواصلة مع الخسائر.

 

سرية تامة

 

أما الزجاج الذي يدخل في صناعة شاشة "أيفون" فقد تم تطويره بواسطة شركة "جرونينج" لإنتاج الزجاج في ستينيات القرن الماضي ويتميز بصلابته الاستثنائية التي تجعله "غير قابل للتحطم بسهولة "، عن طريق إخضاعه للحرارة وسط أملاح البوتاسيوم.

 

 

وعلى الرغم من قدم اختراع هذا الزجاج شديد الصلابة، إلا أن مطوريه لم يجدوا فائدة تجارية له، حتى جاء "ستيف جوبز" ليجعل له استخدامًا عمليًا وواقعيًا.

 

ولم تكتف "أبل" بالاستفادة من كل تلك الاختراعات التي سبقتها بحسب، بل فرضت نظامًا شديدًا من السرية والتعتيم قبل ظهور هاتفها الأول بحيث يحقق السرية التي تمنع المنافسين من الاطلاع على مكوناته وطرق تصنيعه أولًا، لتفاجئ الأسواق بمنتج جديد ثانيًا.

 

ولتحقيق ذلك لم يكن العاملون على تصميم الشاشة مثلًا يعرفون أي شيء عن المكونات الداخلية للجهاز، بينما لم يعلم مصممو شرائح البيانات أي شيء عن الشاشة، وهكذا.

 

بل إن النماذج الأولية التي ظهرت من الجوال قبل طرحها في الأسواق، كان يتم تغليفها في أقمشة سوداء قاتمة تجعلها غير ظاهرة تمامًا، وذلك حرصًا على ألا يلتقط أي شخص "غير مرغوب فيه" أي معلومة مهما كانت بسيطة وأو مجرد شكل الجهاز فحسب.

 

ويقول "مارشانت" في كتابه إن "أيفون" يعد الاختراع الأكثر انتشارًا عبر العالم بسرعة بعد اختراع الإنسان للملابس في العصور الغابرة، غير أنه يقول إن هذا الأمر لم يخل من "تكلفة أخلاقية" في تصنيعه خلافًا للتكلفة المادية التقليدية.

 

تكاليف بيئية وبشر يعانون

 

سلسلة إنتاج الجوال تشمل (فيما تشمل) عمال إنتاج القصدير في بوليفيا الذين عملوا في ظروف قاسية لتوفير الخام الحيوي لإنتاجه، حيث ترتفع المناجم فوق سطح البحر أكثر من 1300 قدم، وبالحد الأدنى من وسائل الأمن الصناعي.

 

كما أن الليثيوم المستخدم في صناعة بطاريات الجوال يتم استخراجه من صحاري شيلي، ويعاني العمال هناك من ظروف عمل مزرية بدورهم.

 

ثم تقوم "آبل" بإرسال الخامات التي تجمعها من مختلف أنحاء العالم إلى المصانع في الصين والتي تشتهر بمراعاة حقوق العمال، لتنتهي رحلة الجوال –بعد استخدامه- بإعدامه في مكبات النفايات في كينيا، دون مراعاة جيدة للشروط البيئية.

 

 

ويؤكد "مارشانت" على أن الاعتقاد السائد (باختراع) "ستيف جوبز" لـ"أيفون" ليس صحيحًا، بل إنه قام بتطبيق مبدأ "دمج التكنولوجيا" بحيث استفاد من التقدم التكنولجي في أكثر من مجال ليقدم جهازًا جديدًا.

 

وليس الهدف من هذا التقليل من جهود "جوبز" –كما يقول مارشانت- لكن الكشف عن كيفية تحقيق "أيفون" لمعجزة تقديم جهاز باستخدام ابتكارات يزيد عمرها على نصف قرن، ليكون ملائمًا لهذا العصر، غير أن ما يستحق التدبر هو التكلفة البشرية والبيئية لإنتاج الجوال، وربما غيره من الأجهزة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.