من المتوقع تفاقم أزمة الديون الفنزويلية خلال العام الجاري، وربما تفقد "كاراكاس" أحد أهم حلفائها وداعميها في أزمتها وهي الصين، الأمر الذي يزيد من احتمالات تعثرها في الوفاء بالتزاماتها المالية مجددا.
أرسلت الصين ما يقرب من خمسين مليار دولار إلى فنزويلا على مدار سنوات في شكل قروض تم سدادها عن طريق شحنات نفطية، حيث احتاجت "كاراكاس" للنقد، بينما احتاجت بكين للنفط وسارت العلاقات بين البلدين على هذا النحو على مدار سنوات.
ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في "كاراكاس"، بدأت الصين تتراجع عن المشهد تدريجيا، أو بمعنى أدق، وفرت بكين شروطا أكثر تساهلا في السداد، ولكنها أغلقت الباب تدريجيا أمام المزيد من القروض، وتناولت "أويل برايس" في تقرير تداعيات احتمالية خسارة فنزويلا لهذا الحليف الرئيسي في أزمتها.
النفط مقابل السداد
- قالت تقارير صحفية إن هناك اتفاق قروض بين الصين وفنزويلا ستنتهي صلاحيته هذا العام، وعلى الأرجح ستمدد بكين الترتيبات المالية للدولة اللاتينية كي تتيح لها سداد الفوائد على ديونها.
- على الأرجح، سترفض الصين منح قروض جديدة لفنزويلا مع الأخذ في الاعتبار أن الأخيرة تشهد انخفاضا حادا في إنتاجها النفطي، وبالتالي، سيكون من الطبيعي رفض بنوك صينية تجديد قروضها لـ"كاراكاس".
- تراقب صناعة النفط الفنزويلية عن كثب مدى توصل الحكومة إلى اتفاقيات مع الصين بشأن الإقراض، ووفقا لـ"رويترز"، فإن فنزويلا لا تزال تدين بحوالي 19.3 مليار دولار للصين نصف هذا المبلغ يرجع لاتفاق أبرم بين الطرفين عام 2010.
- تكمن المشكلة بالنسبة لحكومة الرئيس "نيكولاس مادورو" في أن احتمالات سداد هذه الديون تتراجع لأن احتياطيات كاراكاس حاليا تقل عن عشرة مليارات دولار بينما يزيد حجم الديون المستحقة هذا العام عن هذا المبلغ.
- يشهد إنتاج النفط في فنزويلا هبوطا حادا وتحصل الصين على نصيب الأسد من هذا الإنتاج، وبالتالي، فإن المزيد من الانخفاض يعني تقلص مصدر الإيرادات، ومن غير المرجح أن تسدد كاراكاس ديونها لبكين لكن الأخيرة ستواصل الحصول على أكبر قد من الخام.
- ترسل فنزويلا ما بين 500 ألف و600 ألف برميل يوميا للصين وروسيا كنوع من سداد القروض المستحقة عليها، ويتم بيع حوالي 450 ألف برميل أخرى يوميا على الصعيد المحلي بأسعار منخفضة تتسبب في خسائر لشركة النفط الحكومية "PDVSA".
- على أثر ذلك، يتبقى لفنزويلا فقط 850 ألف برميل يوميا يمكن أن تدر من إيرادات، وبناء على بيانات الإنتاج الأخيرة، سوف يتراجع هذا القدر المتبقي خلال العام الجاري.
- أكدت تقارير أن الصين رفضت مؤخرا تجديد الترتيبات المالية مع شركة النفط الحكومية في فنزويلا، وأفادت "رويترز" بأن بكين امتنعت حتى عن تلقي اتصالات كاراكاس.
تراجع الحلفاء
- قال أحد المصادر إن مسؤولين صينيين بدأوا التعامل مع الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" على غرار التعامل مع الرئيس الزيميبابوي السابق "روبرت موجابي" الذي ظل في السلطة لأربعة عقود قبل الإطاحة به مؤخرا.
- بمعنى آخر، يرى الصينيون "مادورو" على أنه طاغية، ولن تزعج الحكومة الصينية نفسها لو تقلصت قدرة الرئيس الفنزويلي على التحكم في زمام الأمور، وترى بكين "كاراكاس" – على أنها زيمبابوي أخرى – لن تدر لها عائدا على الاستثمار بها.
- يبقى لفنزويلا عدد قليل من الحلفاء عبارة عن دعم من روسيا الذي ساعدت كاراكاس على إطلاق عملتها الرقمية الخاصة "بترو" لمعالجة التضخم المفرط في البلاد وكوسيلة لجذب النقد الأجنبي في الوقت الذي أصبحت فيه العملة المحلية "بوليفار" بلا قيمة تقريبا.
- زعم "مادورو" أن "بترو" ستجمع إيرادات بمليارات الدولارات لفنزويلا- ولكن هذه التصريحات لا يوجد ما يسندها من أدلة كما شكك محللون في جديتها.
- أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عقوبات على "بترو" حيث حظرت على مواطني الولايات المتحدة الانخراط في التعامل عليها.
- من غير الواضح بعد ما إذا كان الحليف الروسي سينهض لمساعدة "مادورو" حيث إن كاراكاس تدين بحوالي ثلاثة مليارات دولار لموسكو كما أن "PDVSA" تدين لخمسة مليارات دولار لـ"روسنفت" الروسية.
- حاول "مادورو" رهن أصول النفط في بلاده مقابل المساعدات والقروض من الحلفاء، ومن بين ذلك، استحواذ "روسنفت" الروسية على 49% من شركة "سيتجو" التابعة لـ"بي دي في إس إيه" لتتزايد دعوات المعارضة للإطاحة به متهمين إياه ببيع أصول الدولة.
- في ظل عدم وجود استفادة لروسيا والصين من الأزمة في فنزويلا وعدم احتمالية سداد الأخيرة للديون المستحقة عليها، فمن المرجح أن يتراجع دعم بكين وموسكو لكاراكاس إذا أصبحت خطرا عليهما.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}