- رغم الاكتشافات الهائلة لثروات البلدان الإفريقية على مدار التاريخ، إلا أن القارة السمراء لا زالت تحتضن عددا من الكنوز التي تجذب أنظار العالم يوما بعد يوم.
- فلفل "ميزاو" أحد الكنوز الجديدة التي خرجت إلى النور من دولة الكونغو الديمقراطية، لتدخل السوق العالمي كسلعة فريدة من نوعها في عالم التوابل.
- برائحته الفواحة ومذاقه اللذيذ، شق هذا الفلفل طريقه من الغابات إلى عالم الشهرة في السوق العالمي، تحت اسم شركة "ميزاو"، المملوكة لـ "ساندرين فاسيلين كابونجا" التي تعود أصولها لمقاطعة كيفو الجنوبية شرق الكونغو الديمقراطية.
اكتشاف "ميزاو" بالصدفة في منزل ببروكسل
- قصة اكتشاف "ميزاو" بدأت في العاصمة البلجيكية بروكسل عندما دخلت ساندرين مطبخ زوجة والدها لمساعدتها في إعداد وجبة طعام، واشتمت رائحته تفوح من جرة زجاجية لا تحمل أية علامات تجارية.
- علمت السيدة من زوجة والدها أن هذا الفلفل جاء من مدينة بوكافو شرق الكونغو الديمقراطية، لتبدأ بعدها رحلة بحث تقليدية عنه في عام 2014، تكللت بحصولها على طرد من عمتها هناك يحتوي على كيلو جرام منه.
استطلاع آراء مشاهير الطهي في بلجيكا
- تحولت ساندرين من مرحلة حب الاستطلاع إلى الاستثمار في هذا المنتج العضوي بنسبة 100% والذي حاز إعجاب كل أصدقائها.
- نال "ميزاو" استحسانا كبيرًا من مشاهير في عالم الطهي، وكذلك في Marché de Noël à Bruxelles (سوق عيد الميلاد في بروكسل)، وأجمع الكل على أن مذاق هذا الفلفل فريد من نوعه.
- الخطوة الأهم في مسار "ميزاو" كانت لدى متجر التوابل والأعشاب الشهير "فلافوري" في بروكسل، والذي أكد جودة وندرة هذا الفلفل البري وإمكانية دخوله بقوة في أسواق التوابل.
- "ليس من التوابل التي يتم مزجها بأخرى".. بهذه الكلمات أعطى فلافوري" Flavori" نقطة انطلاق حقيقية للفلفل الجديد، ومهد الطريق أمام ساندرين للتفكير جديا في تصديره من الكونغو الديمقراطية إلى العاصمة البلجيكية.
الانتقال إلى بلد المنشأ
- الانتقال إلى غابات الكونغو الديمقراطية لم يكن بسهولة جولة ساندرين في بروكسل، وكان لزاما عليها أن تشق طريقها الوعر للبحث عن هذا الفلفل النادر.
- رحلة إنتاج الفلفل أكثر صعوبة أيضا وتتم بطرق تقليدية شاقة، تبدأ بتسلق الرجال لأشجار يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار، قبل أن تقوم النساء بتنظيفه وفرزه، ثم تجفيفه وبيعه في السوق المحلي.
- الطابع المهني كان حتميا لإنجاح مشروع ساندرين، ومن ثم عملت على إعطاء صبغة رسمية لكل مراحل جمع وفرز وتجفيف الفلفل قبل تصديره وبيعه في الأسواق العالمية.
تطوير مراحل الإنتاج المحلي والتعبئة وفق معايير دولية
- لإنجاز هذه المهمة، اعتمدت ساندرين على مركز بحوث التغذية من أجل التنمية المتكاملة "سيرنادي" (Cernadi)، وهو منظمة مدنية تهدف إلى إعادة إدماج النساء والشباب المتضررين من النزاع المسلح في كيفو.
- المعايير الدولية ونظافة المنتج أصبحت عوامل مهمة في مراحل جمع وتجفيف الفلفل، وصولا إلى التعبئة والتغليف.
- استفادت ساندرين من خبرات عملها كمستشار مالي لشركات بترول وبنوك في لندن وكنشاسا وبروكسل، لتطلق في عام 2016 في بلجيكا الشركة المسؤولة عن تسويق "ميزاو"، وهو اسم مشتق من "ميزاو بيني" يعني (مرحبا) بلغة مجموعة عرقية في جنوب كيفو.
- يعمل في المشروع على الأرض حوالي 32 شخصا، بينهم 22 امرأة مع عائلاتهم في سبع مناطق بجنوب كيفو، ويقومون بعمليات حصد وتجميع وتجفيف الفلفل.
- بعد انتهاء هذه المراحل، يتم إرسال "ميزاو" في طائرة شحن إلى مدينة جوما شرق البلاد، مرورا بالعاصمة كيجالي، قبل الوصول إلى محطته الأخيرة في بروكسل.
- تتم عملية الشحن إلى بلجيكا بعد الحصاد خلال الفترة من مايو إلى نهاية سبتمبر، ومن يناير إلى مارس، لكن الكمية التي يتم تصديرها لا تتجاوز مائة كيلو جرام في السنة الواحدة بسبب الظروف الأمنية، وارتفاع تكلفة النقل الجوي.
- لمواجهة هذا التحدي، بدأت ساندرين التفكير في الاعتماد على اثنتين من المجففات الشمسية لتقليل وقت التجفيف من 7 أيام إلى يومين فقط، واختيار موقع للتجفيف عند مدخل مدينة جوما.
"ميزاو" .. على قوائم المطاعم الشهيرة في بروكسل
- في بروكسل، بدأت تظهر ثمار نجاح التجربة في مطاعم شهيرة أدخلت "ميزاو" إلى قوائمها، منها " Chalet de la Foret" (شاليه دو لا فوريه) و ""La villa Lorraine (لافيلا لورين).
- سيكون أيضا لدى"ميزاو" جناح في الدورة الثانية لمهرجان الطهي (We Eat Africa) الذي تنظمه مجلة "أفرو كوكنج" في باريس في 7 يوليو المقبل.
- المحطة القادمة لـ "ميزاو" ستكون الحصول على العلامات التجارية وشهادات الاعتماد من المنظمات الإفريقية والدولية المختصة، للدخول بقوة للسوق العالمي.
- في نهاية عام 2019 ، سيخضع "ميزاو" لعملية تقييم أولي بهدف الوقوف على فرص الاستثمار المتاحة بشأنه في البنية التحتية، وإمكانية دخوله الأسواق العالمية كثروة جديدة لدولة الكونغو الديمقراطية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}