توفي نابغة الفيزياء "ستيفن هوكينغ" المؤلف لواحد من الكتب الأكثر مبيعًا والذي يحمل عنوان "تاريخ موجز للوقت"، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء بمنزله في إنجلترا، عن عمر يناهز 76 عامًا.
وكانت حياة الفيزيائي البريطاني المولود في الثامن من يناير/ كانون الثاني عام 1942، مليئة بالمحطات والعلامات الرئيسية في مسيرته المهنية وأيضًا في تاريخ العلوم، لا سيما أنه أحد أشهر الذين نجوا من التصلب الجانبي الضموري بعدما تم تشخيص إصابته في سن الحادية والعشرين.
ورغم تدهور حالته المرضية، لم يبتعد "هوكينغ" عن دائرة الضوء، وظهر في برنامج "ستار ترك: ذا نكست جنريشن" عام 1993، وخاض تجربة انعدام الجاذبية خلال رحلة جوية انطلقت من مركز "كينيدي" للفضاء عام 2007.
ولـ"هوكينغ" إسهامات كبيرة في تفسير الظواهر المتعلقة بالفضاء والوقت والثقوب السوداء، وفيما يلي قطوف من حياته ونظرة على أبرز محطاتها، وفقًا لما أوردته كل من "سي إن إن موني" و"بلومبرج" و"الجارديان" عن العالم الراحل.
- بدلًا من الاستسلام للاكتئاب بعد تشخيص حالته قرر "هوكينغ" توجيه اهتمامه إلى البحث في الأمور المتعلقة بالطبيعة الفيزيائية للكون، وتمكن من تحقيق نجاحات غير عادية، متحديًا الرأي الطبي الراسخ وأشد الإعاقات البدنية، وعاش 55 عامًا أخرى، وليس لمدة سنتين كما أخبره البعض.
"هوكينغ" في برينستون، نيو جيرسي، عام 1979.
- كانت له خلفية أكاديمية، وإن لم تكن في مجال الرياضيات أو الفيزياء مباشرة، فوالده كان خبيرًا في أمراض المناطق الاستوائية، ووالدته كانت من رواد التفكير الحر، ولها تأثير كبير عليه.
- ولد في أكسفورد وانتقل إلى سانت ألبانز في الثامنة، وفاز بمنحة لدراسة الفيزياء في جامعة أكسفورد، وقرر مواصلة مسيرته العلمية في كامبريدج بالدراسة تحت يد عالم الكونيات الشهير "فريد هويل".
- لكنه شعر بخيبة أمل عندما عرف أنه "هويل" لن يستطيع قبوله، ولم يكن أمامه سوى "دينيس سيكام" الذي لم يكن معروفًا في ذلك الوقت، بيد أنه أصبح فيما بعد أحد العلماء المميزين في علم الكونيات في بريطانيا.
داخل قاعة محاضرات، عام 1988.
- بحلول عام 1970، أصبح "هوكينغ" زميلًا للتميز في العلوم لدى كامبريدج وكلية "جونفيل وكايوس"، وحينها توصل إلى نتائج مهمة حول الثقوب السوداء، وأصدر أبحاثًا كان لها الفضل في التعرف على بعض التشابهات بين سلوك هذه الثقوب والقوانين الأساسية للديناميكا الحرارية.
خلال حضوره حلقة "ستار ترك: نكست جنريشن" في لوس أنجلوس، عام 1993، وتحاكي ممارسة ثلاث شخصيات علمية رائدة هي "نيوتين" و"أينشتاين" و"هوكينغ" للعبة البوكر.
- حصل "هوكينغ" على العديد من الأوسمة الرفيعة، وانتخب زميلًا للجمعية الملكية في سن مبكرة للغاية (32 عامًا) وحصل على أعلى أوسمتها "كوبلي" عام 2006.
- في عام 1979 أصبح الشخصية الـ17 في التاريخ التي تشغل مقعد اللوكاسي في كامبريدج، والذي شغله "إسحق نيوتن" قبل 310 أعوام من هذا التاريخ.
أثناء اجتماعه مع الرئيس الصيني "جيانغ تسه مين" في بكين، عام 2002.
- يدين "هوكينغ" بقدر كبير من الفضل لـ"جين وايلد" التي تزوجها عام 1965، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم "روبرت" و"لوسي" و"تيموثي"، حيث كانت داعمة ومساعدة له طوال الوقت.
- رغم وضعه الصحي، كان "هوكينغ" يشعر ويفكر بطريقة إيجابية إزاء الحياة، ويستمتع بعمله ورفقة غيره من العلماء والسهر والسفر والفنون، وكان محبًا للأطفال بشكل كبير، حتى أنه كان يلاعبهم بكرسيه المتحرك ويدور حولهم.
دكتور الفيزياء "كريستوف جالفارد" في مكتب "هوكينغ" بمركز العلوم الرياضية في كامبريدج، عام 2007.
التقطت هذه الصورة أمام معبد السماء في بكين، في يونيو/ حزيران عام 2006، حيث ذهب "هوكينغ" للصين لحضور المؤتمر الدولي حول نظرية الأوتار.
"هوكينغ" يخوض تجربة انعدام الجاذبية على متن طائرة "بوينج 727" معدلة، في أبريل/ نيسان عام 2007.
الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" يمنح "هوكينغ" نوط الحرية، خلال احتفال بالبيت الأبيض في أغسطس/ آب عام 2009.
"هوكينغ" يحضر العرض الأول لفيلم "نظرية كل شيء" بصحبة الممثل "إدي ريماين" في لندن، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014.
خلاله تقديمه محاضرة بعنوان "تاريخ موجز لحياتي" في جامعة أكسفورد، في يونيو/ حزيران عام 2016.
المبتكرون يودعون النابغة
- كتب الرئيس التنفيذي لشركة "جوجل" "ساندر بيتشاي" عبر "تويتر" تعليقًا على خبر الوفاة: لقد فقد العالم عقله الجميل وعالمًا بارعًا.
- فيما أشاد الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" بإنجازاته قائلًا إن إرث وذكاء "هوكينغ" سيظل حيًا، مضيفًا في منشور عبر "لينكد إن": فقدنا عظيمًا اليوم.
- غردت شركة أعمال الفضاء "فيرجين غالاكتيك" المملوكة للملياردير البريطاني "ريتشارد برانسون" قائلة: إنه يوم حزين لجميع العاملين في الشركة، البروفيسور "ستيفن هوكينغ" كان جزءًا من عائلتنا منذ اليوم الأول عبر دعمه لاستكشاف الفضاء وبحماسه للتحليق والتواضع والإلهام، ارقد بسلام، وشكرًا لك على كل ما قدمته لنا.
- وفي نعي مختلف قليلًا نشرت شركة "تاتا جروب" التي تمتلك أكبر مقدم خدمات تكنولوجية في الهند، مقولة للعالم الراحل على حسابها يقول فيها "إن أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل، وإنما وهم المعرفة".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}