أطلق مؤسس "أوبر تكنولوجيز" "ترافيس كالانيك" صندوقًا للاستشمار في الشركات التي يمكنها خلق فرص عمل على نطاق واسع، وهو ما يبدو متسقًا مع ما بدأه من خلال مقدم خدمات مشاركة الركوب، حيث وفرت شركته الكثير من الوظائف.
لكن السؤال المهم هنا هو، هل هذه الوظائف تعود بالنفع على المجتمع أو شاغليها في النهاية؟ من جانبه أصدر مركز أبحاث السيارات التابع لجامعة ستانفورد، بحثًا في أوائل مارس/ آذار يشير إلى أن السائقين لدى "أوبر" و"ليفت" في الولايات المتحدة تقاضوا 3.37 دولار عن كل ساعة عمل العام الماضي.
وبحسب تقرير لـ"بلومبرج" تحمل السائقون نفقات أكثر خفضت من دخلهم، مثل تلك المتعلقة بالوقود والصيانة، وبين البحث أن 30% من السائقين لشركات ما يعرف باقتصاد العربة يخسرون بعضًا من دخلهم، فيما تقاضى 74% أجورًا أقل من الحد الأدنى في ولايتهم.
خطأ حسابي وراء التقديرات الضعيفة
- كشف كبير الاقتصاديين لدى "أوبر" "جوناثان هول" عن خطأ في الطريقة التي احتسب بها باحثو ستانفورد الدخل الإجمالي للسائقين عن عام 2017، موضحًا أن ذلك أدى إلى التقليل بشكل كبير من صافي دخلهم.
- قال الرئيس التنفيذي للشركة "دارا خسروشاهي" إن الباحثين استخدموا نظريات ليست بالكفاءة من الناحية الرياضية، واعترف مدير مركز الأبحاث "ستيفن زويبف" في الجامعة بالخطأ وقال إنه سيعيد صياغة ورقة النتائج.
- أوضح "هول" أن تقديرات "زويبف" كانت متماشية مع بيانات سابقة تشير إلى حصول السائق على 30 سنتًا لكل ميل، وعادة ما يقطع سائق "أوبر" 20 ميلًا في الساعة.
- بناءً على تقديرات "هول"، يبلغ إجمالي دخل السائق 18 دولارًا في الساعة، وبخصم تكاليف الإصلاح والوقود يبلغ صافي دخله 12 دولارًا، ومع ذلك إذا استخدمت طريقة "زوبيف" سيكون الإجمالي 15.68 دولار، والصافي 9.68 دولار.
- استخدم "زوبيف" نفسه طريقتين مختلفتين لإعادة الحساب مرة أخرى، وخلص إلى بلوغ دخل السائق قبل خصم الضرائب 8.55 دولار أو 10 دولارات في الساعة.
مشاركة إدارية ضعيفة للعاملين
- حاول كل من "آرني كاليبرغ" و"مايكل دان" تصنيف وظائف اقتصاد العربة من خلال معيارين أكثر أهمية بالنسبة للعاملين، هما الأجور والمشاركة الإدارية، وسجل سائقو "أوبر" مرتبة متقدمة من حيث الأجور ومتأخرة من حيث السلطة.
- وجد "كاليبرغ" أن سائقي "أوبر" خضعوا لرقابة وتحكم صارمين من الشركة مقابل الأجر الجيد نسبيًا، وقال إن بمقدورهم الحصول على أجور أعلى من الحد الأدنى.
- لكن "زوبيف" يقول إن مستوى 8.5 إلى 10 دولارات في الساعة أقل من الحد الأدنى الذي يتقاضاه نحو 41% إلى 54% من السائقين، يضاف لذلك عدم وجود أي حوافز اجتماعية أو حماية لهم.
- تقل جودة وظائف "أوبر" بشكل أكبر إلى حد الاستغلال في خدمات الوجبات السريعة والتجزئة، وهي أنواع من الوظائف التي قدمها اقتصاد الظل قديمًا للباحثين اليائسين عن عمل.
- كتب "هول" ومعاونوه في ورقة بحثية هذا العام، إن 65% ممن بدأوا القيادة لم يعودوا نشطين على المنصة بعد ستة أشهر.
تحايل على المسؤولية
- إن خلق هذا النوع من الوظائف على نطاق واسع أمر مشكوك في قيمته لأي شخص باستثناء الشركات مثل "أوبر" والسياسيين الذين يركزون على ارتفاع معدلات التوظيف، ومع ذلك هي آخذة في الانتشار بشكل سريع.
- يؤكد "هول" أن أكثر من 750 ألف شخص يقودون سياراتهم مع "أوبر" في الولايات المتحدة، والجدير بالذكر هنا تركيز الاقتصادي على استخدام حرف الجر "مع" بدلًا من "ل"، وهي تفاصيل مهمة بالنسبة للشركة.
- هذه التفاصيل تحافظ على أسطورة "أوبر" التي تعرضت لضربة قوية من محكمة العدل الأوروبية أواخر العام الماضي، عندما رفضت الاعتراف بأنها مجرد وسيط بين السائقين والعملاء وليست شركة تاكسي عملاقة.
- هذه الأسطورة تضمن لـ"أوبر" نوعًا من السلام في تعاملها مع السائقين ومسؤولية أقل تجاههم، فالأمر أشبه بإعطاء الناس فرصة لممارسة هوايتهم وكسب القليل من المال أثناء فعلهم ذلك.
- ارتفاع أسعار سيارات الأجرة ليس مأساة، وأحيانًا يصب في صالح وسائل نقل أخرى، لكن بالنسبة لخلق الوظائف قد يكون أحد أعراض فشل السوق، وللتكفير عما فعله "كالانيك" ينبغي عليه الاستمرار في إضافة الوظائف الجيدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}