غالبًا ما توصم جهود مكافحة الفقر في الولايات المتحدة بالفشل، وتعكس الدراسات الاستقصائية اعتقاد 5% من الأمريكيين بأن برامج مكافحة الفقر كان لها أثر كبير على البلاد، بينما يراها 47% بلا أثر أو حتى سلبية، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".
ويعتقد معظم الأمريكيين أن الفقر آخذ في التوسع، وهو رأي يتبناه كثير من السياسيين أيضًا، ففي عام 2014 انتقد رئيس مجلس النواب الحالي "بول ريان" والذي كان رئيس لجنة الموازنة آنذاك، برامج الرعاية الاجتماعية التي قال إنها لا تفشل في معالجة المشكلة فقط وإنما تجعل بعض الجوانب الحرجة أكثر سوءًا.
مقياس منقوص
- في عام 2014 أيضًا، أفاد مكتب الإحصاء الأمريكي بأن معدل الفقر الفيدرالي بلغ 15% بانخفاض قدره 2.5% منذ إعلان الحرب على الفقر قبل 50 عامًا على يد الرئيس الأسبق "ليندون جونسون".
- لكن تبين أن طريقة حساب معدل الفقر الرسمي مصممة خصيصًا لإخفاء تأثير برامج الحكومة على نوعية حياة الفقراء، ما اعتبره كثيرون عارا على السلطة، وهي نقاط استند إليها "ريان" في تقريره.
- يحدد خط الفقر من قبل مكتب الإحصاء بأنه مستوى ثابت من الدخل النقدي قبل الضريبة، معدلًا حسب حجم الأسرة وتكوينها، وبمرور الوقت وفقًا لنسبة التضخم في أسعار المستهلكين في المناطق الحضرية.
- باعتباره مقياسًا قبل الضريبة، يعني ذلك أن الحسابات تتجاهل أثر الإعفاءات الضريبية والتحويلات العينية مثل السكن والمساعدات الغذائية، كما أن استخدام مؤشر أسعار المستهلكين في المناطق الحضرية يعظم التضخم بأسعار السلع التي يشتريها الفقراء.
مؤشرات أخرى متفائلة
- تصحيح مشاكل الحسابات الضريبية والتضخم أحدث فرقًا، وارتفع معدل الفقر الرسمي بين 1972 و2015، إلى 13.5% من 11.9%، لكن فقر الدخل بعد احتساب الضريبة باستخدام مقياس أفضل لتغير الأسعار انخفض من 15.6% إلى 7.3%.
- وفقًا لمقياس آخر صممه المكتب لقياس الفقر اعتمادًا على الاستهلاك بدلًا من الدخل، انخفض المعدل من 16.4% إلى 3% منذ عام 1972، وتعكس هذه المؤشرات تغيرات نحو الأحسن في رفاهية الأسر.
- يقول الاقتصادي في كلية دارتموث "بروس ساسردوت" إن الربع الأفقر من الأسر الأمريكية كانوا يمكلون 0.75 مركبة لكل أسرة، مقابل 1.4 سيارة لكل أسرة في عام 2015.
- في عام 1960، كان أكثر من ثلث الأسر في الربع السفلي من توزيع الدخل، يفتقر لخدمات السباكة اللازمة داخل المنازل، وبحلول عام 2015، كانت جميع الأسر تتمتع بأنظمة مياه وصرف صحي جيدة.
- انتشرت أفران المايكروويف والجوالات، وتحولت من مظاهر للفخامة والترف إلى أساسيات في حياة الأسر، وامتلكت 97% من الأسر أفران مايكروويف.
الحاجة لاستراتيجيات أعمق
- يرجع الاقتصاديون تحسن أوضاع الفقراء في أمريكا جزئيًا إلى برامج الحرب على الفقر، وإصلاح منظومة الضرائب والقروض، واستحقاقات الضمان الاجتماعي، وتوسع البرامج التعليمية.
- وفقًا لتقديرات الباحثين في جامعة كولومبيا حول الجهود السابق الإشارة إليها، كانت معدلات الفقر ستزداد لولا هذه التحركات إلى 29% من 27% خلال الفترة من عام 1968 و2012، لكنها انخفضت إلى 16%.
- أشار الباحثون إلى عدم التفات تحليلهم لبرامج التأمين الصحي الحكومية التي توسعت بمرور الوقت، وقالوا إن السياسات الحكومية وليس مستوى الدخل في السوق، دفع معدل الفقر إلى الانخفاض.
- مع ذلك ازداد عدم المساواة بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، وكان دور الحكومة في وقف هذا الاتجاه محدودًا مقارنة ببلدان غنية أخرى، ومن المرجح توسيع التعديلات الضريبية الأخيرة للفجوة بين الأغنياء والفقراء.
- كان نظام الرعاية الاجتماعية السبب الرئيسي لارتفاع استهلاك الفقراء في أمريكا خلال العقود القليلة الماضية، بينما لم يتمكن السوق من تعزيز دخلهم، وبالتالي هناك حاجة لإصلاح الأنظمة والسياسات المتسببة في هذه النتائج السوقية المنحرفة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}