نبض أرقام
10:49 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

لماذا تعد الرسوم على واردات الصلب الأمريكية هدية ثمينة من "ترامب" لـ"أوبك"؟

2018/03/06 أرقام

في الوقت الذي تتأهب فيه بلدان العالم لاحتواء آثار القرار المرتقب للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بفرض تعريفة جمركية نسبتها 25% على واردات أمريكا من الصلب، ستكون هذه الخطوة بمثابة واحدة من أغلى الهدايا لـ"أوبك" وروسيا.

 

وبينما تهدف خطة "ترامب" إلى حماية المنتجين الأمريكيين من المنافسة غير العادلة التي تشكلها الإمدادات الأجنبية الرخيصة، فإن هذه الخطوة ستؤدي حتمًا إلى رفع تكاليف على منتجي النفط والغاز في البلاد، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

ولا ريب ستكون الخطوة واحدة من أفضل ما يمكن تقديمه للبلدان المصدرة للنفط وروسيا، وذلك لوقعها السيئ على صناعة النفط الصخري التي كانت تتطلع إلى جعل الولايات المتحدة أكبر منتج نفطي في العالم.

 

 

صناعة محلية ضعيفة

 

- يجب على الصلب المستخدم في صناعة خطوط أنابيب النفط مطابقة مواصفات فنية صارمة لضمان عدم تآكله أو تشرّخه خلال أمد استخدامه الذي يتجاوز 30 عامًا، أي أطول بكثير من الأجهزة المنزلية والسيارات.

 

- غير أن السوق يعد صغيرًا بالنسبة لصانعي الصلب المحليين، حيث يشكل 3% فقط من إجمالي استهلاك الولايات المتحدة، وفقًا لاتحاد خطوط الأنابيب النفطية، الذي يعبر عن مصالح الشركات المالكة والمشغلة لهذه المرافق.

 

- حتى مع زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة لا يزال استهلاك القطاع للصلب ضعيفًا، وتخلى الصناع المحليون بشكل كبير عن هذا السوق، لصالح قطاعات أخرى تشكل طلبًا قويًا على منتجات الصلب الأقل جودة.

 

 

نتائج غير محمودة

 

- توصلت دراسة أجرتها شركة "آي.سي.تي. إنترناشونال" نيابة عن خمسة كيانات معنية بصناعة خطوط الأنابيب، إلى أن ما يقرب من 77% من الصلب المستخدم في عملياتها داخل أمريكا خلال السنوات الأخيرة تم استيراده.

 

- وفقًا للدراسة، فإنه في حين تستورد الولايات المتحدة ما قيمته 2.2 مليار دولار من منتجات الصلب ذات الصلة بأنابيب النفط من 29 دولة، فإنها تصدر منتجات صلب بخمسة أضعاف هذه القيمة لنفس الدول.

 

- بناء على ذلك، فإن ارتفاع تكلفة المنتجات المستوردة من غير المرجح أن تولد موجة من العرض المحلي الجديد، وبمجرد دخولها حيز التفعيل، ستشهد صناعة خطوط الأنابيب ارتفاعًا في التكاليف ما لم يتم استثناؤها.

 

 

- من شأن زيادة نسبتها 25% في أسعار الأنابيب المستوردة رفع تكلفة خطوط أنابيب النفط التي يصل طولها إلى 280 ميلًا (المسافة النموذجية لنقل إمدادات الحوض البرمي إلى ساحل الخليج الأمريكي) بمقدار 76 مليون دولار.

 

- بالنسبة لمشروع ضخم مثل خط أنابيب "داكوتا أكسيس" الذي يدافع عنه الرئيس "ترامب"، ستصل الزيادة في التكاليف إلى نحو 300 مليون دولار، وبشكل عام ربما تؤدي زيادة النفقات إلى تأخير أو إلغاء بعض المشاريع.

 

"أوبك" تحصد جائزتها

 

- اضطراب أعمال الأنابيب يهدد بعرقلة مسيرة النمو ويضر بإضافة المزيد من الوظائف في صناعة النفط الصخري، بينما يصعب تحديد المستفيد من هذه الرسوم خاصة مع عدم قدرة منتجي الصلب على تلبية الاحتياجات المحلية.

 

 

- لكن من السهل التنبؤ بتباطؤ نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة، بخلاف توقعات وزارة الطاقة التي تشير إلى أن الإنتاج الأمريكي سيتجاوز 11 مليون برميل يوميًا بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني في العام القادم.

 

- التوقعات المتفائلة لوزارة الطاقة الأمريكية تعتمد جزئيًا على قدرة المنتجين على إرسال منتجاتهم إلى السوق، وهذا يعني بشكل أساسي محطات التصدير بساحل الخليج الأمريكي، ما يستدعي الحاجة لمزيد من خطوط الأنابيب.

 

- ارتفاع تكلفة هذه الأنابيب بمقدار الربع من شأنه إعاقة توسع صناعة النفط، وسيكون الفائز الأبرز تحالف "أوبك- روسيا" الذي تسببت جهوده لكبح الإمدادات العالمية في تعزيز الإنتاج الأمريكي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.