بعد حوالي ثلاثة أعوام من بدء عمليات الحفر غير المثمرة في سبع آبار بالصحراء حيث تقع الآن مدينة "الظهران" بدا لمسؤولي شركة "ستاندرد أويل كومباني أوف كاليفورنيا " في مدينة سان فرانسيسكو أنه من الأفضل أن تتوقف العمليات في الامتياز الممنوح للشركة للتنقيب عن النفط بسبب التكاليف الكبيرة التي تكبدتها دون طائل.
بدأ الحفر في بئر الدمام 1 في أبريل 1935 ولكن بعد 7 أشهر وبالحفر لعمق يزيد على 700 متر لم تكن النتائج مشجعة، وأنفق الجيولوجيون والحفارون عام 1936 بكامله في حفر 5 آبار أخرى إلا أن النتائج لم تكن مرضية أيضا رغم الحفر إلى أعماق كبيرة.
في ديسمبر 1936 بدأ الحفر في البئر السابعة التي أطلق عليها (الدمام 7) ووصل عمق البئر إلى 1380 مترا بنهاية عام 1937 دون أن يتم العثور على النفط، ومع ذلك أصر كبير الجيولوجيون "ماكس شتينكي" على مواصلة الحفرلأعماق أكبر وسط قلق كبير من كبار مسؤولي الشركة في كاليفورنيا حول جدوى ذلك.
وأخيرا في يوم 4 مارس 1938، أي قبل 80 عاما بالضبط وبعد أن وصل الحفر إلى مستوى 1440 مترا، تدفق النفط من الدمام 7 بكمية بلغت 1600 برميل في اليوم وارتفع إلى 3700 برميل بعد 3 أيام ثم واصل ضخه على مستويات مماثله في الشهر التالي.
بعد تدفق النفط من الدمام 7 عادت الشركة للحفر بشكل أعمق في البئرين الدمام 2 والدمام 4 اللتين توقف الحفر بهما العام السابق ليتم اكتشاف النفط بهما أيضا وهو ماحدا بمسئولي الشركة الى الارسال ببرقية الى الملك عبدالعزيز في 16 أكتوبر 1938 "لقد وجدنا النفط بكميات تجارية".
لم تكن هذه سوى البداية حيث تم تصدير أول شحنة من النفط من رأس تنورة بحضور الملك عبدالعزيز في عام 1939 ثم تتابعت الاكتشافات الكبيرة بعد ذلك بما فيها حقول الغوار ومنيفة والسفانية خلال العقود التالية لتصبح السعودية أكبر منتج للنفط في العالم بعد نحو 4 عقود.
أما بئر الدمام 7 فقد ظلت تضخ النفط منذ أن أكتشف بها حتى عام 1982 وبلغت كميات النفط التي استخرجت من هذه البئر لوحدها 32 مليون برميل على مدى 44 عاما.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}