اختبار " Snowflake" هو اختبار وضعه "كايل رييس" المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "The Silent Partner Marketing" الأمريكية، بعد أن تلقى مئات طلبات العمل، لم يكن من بينها سوى عدد قليل جدًا من المرشحين يمكن قبولهم.
وقد اكتشف "رييس" أنه كلما احتاج لتوظيف أشخاص جدد في الشركة، يجد أن عددًا قليلًا فقط من المتقدمين لديهم رغبة حقيقية في العمل والتعلم، وعلى استعداد لتكريس جهودهم كاملة في الشركة قبل جني ثمار العمل.
لذلك قرر "رييس" أن يصيغ اختبارًا مكون من 30 سؤالاً، يساعد على استبعاد الأشخاص الذين يتقدمون للوظيفة فقط من أجل الحصول على راتب كبير وحوافز وامتيازات.
ويتضمن الاختبار أسئلة غريبة مثل "ماذا تشعر تجاه البنادق؟" ، "ما رأيك في الشرطة؟"، وذلك لاختبار ما إذا كان المرشح حساس أكثر من اللازم وغير قادر على العمل في الشركة.
عيوب الاختبار
على الرغم من أن "رييس" صمم الاختبار للعثور على مرشحين تتناسب عقليتهم مع ثقافة الشركة، إلا أن الاختبار ينطوي على عدة مشكلات وعيوب.
ما هو اختبار "Snowflake"؟ |
|
العيب |
الشرح |
1- المعتقدات السياسية لا تعني ثقافة الشركة |
يخلط "رييس" بين ثقافة الشركة والآراء السياسية، فبدلاً من بحثه عن أشخاص متوافقين مع ثقافة الشركة، يبحث عن أشخاص لديهم نفس المعتقدات السياسية التي لديه.
وترى "ليزا سميث" رئيسة مجلس إدارة شركة " Downtown Whitewater" أن هذه الأسئلة عنصرية، وكأن "رييس" يحاول توظيف الأشخاص الذين يتوافقون مع معتقداته السياسية فقط.
ويتبع "مات بادوك" المدير العام لشركة " Grow" طريقة مختلفة لاختبار مدى توافق المرشحين مع ثقافة الشركة، فهو يقضي وقتًا طويلاً معهم خارج المكتب، ويتناول معهم وجبة أو يصطحبهم في رحلة.
|
2- خطورة التفكير الجماعي |
عندما تركز الشركة على توظيف الأشخاص بناءً على معتقداتهم وآرائهم، فقد ينتهي بها الأمر إلى توظيف نفس نوع الأشخاص، مما يضر الشركة ويحرمها من ميزة التنوع.
سوف ينتج عن ذلك حدوث فجوة في التواصل، مما يصعب عملية الوصول لجميع العملاء.
بدلاً من ذلك تحتاج الشركة إلى طرح أسئلة على المرشحين للوظائف، تبين ما إذا كانوا يمتلكون وجهات نظر مختلفة، وقادرين على طرح أفكار جديدة عندما تواجه الشركة موقفًا صعبًا. |
3- لجوء المرشحين للكذب في الإجابات |
ترى "إميلي ليونس" المديرة التنفيذية لشركة " Femme Fatale Media Group" في نيويورك، أن الدعاية الكبيرة التي صاحبت اختبار " Snowflake" أدت إلى زيادة أعداد المتقدمين للعمل في الشركة، الذين أصبحوا يعرفون نوع الإجابات التي يريدها "رييس".
قد يدفع ذلك المرشحين إلى الكذب في الإجابات بطريقة لا تتناسب مع معتقداتهم، من أجل الحصول على الوظيفة.
ويمكن للشركة أن تقوم بدلاً من ذلك بقبول المرشح للعمل خلال فترة معينة للتجريب، والتأكد من أن طريقة تفكيره تتناسب فعلاً مع ثقافة الشركة. |
4- اختبار قائم على الخوف |
يعطي هذا الاختبار انطباعًا للموظفين بأنه سوف يتم الحكم عليهم وفقًا لمعتقداتهم الشخصية وآرائهم، وبالتالي فإن أي شخص منهم لديه فكرة جديدة ومختلفة سوف يخاف أن يطرحها للنقاش.
وتحتاج الشركات إلى التركيز على الذكاء العاطفي، مما يسمح بتكوين فريق عمل منفتح، ولديه قدرة على فهم جميع الآراء. |
5- نتائج الاختبار غير موثوق بها |
يتجاهل هذا الاختبار أهم الجوانب التي تتطلبها عملية التوظيف وهي مدى قدرة المرشح للوظيفة على القيام بالعمل، فهو يركز على المعتقدات الشخصية، وليس على اختبار أداء المرشحين.
وتحتاج الشركات بدلاً من التركيز على المعتقدات السياسية للأفراد إلى التركيز على مهاراتهم الخاصة بالتعامل مع الآخرين وقدرتهم على القيام بأعمالهم. |
تحليل الفكرة
بحلول عام 2020 سوف يمثل جيل الألفية نصف القوى العاملة في العالم، وإذا اعتمدت الشركات على مثل هذا الاختبار سوف تستبعد معظم أو كل هذا الجيل.
فوفقًا لدراسة أجرتها شركة " برايس ووتر هاوس كوبرز" للخدمات المهنية، فإن جيل الألفية يريد العمل في مكان يوفر تقييمات تقوم على الشفافية والمصداقية وفرص عادلة للتقدم، ونظام عمل مرن، بالإضافة إلى توافر وسائل تكنولوجية تعزز إنتاجيتهم.
وبالتالي يجب على الشركات التي تسعى لجذب المواهب أن تتكيف مع احتياجاتهم، وإلا فأنها سوف تخسرهم.
فالجيل الأصغر لن يكون لديه أي ولاء أو التزام تجاه مكان لا يلبي احتياجاته، فوفقًا لدراسة شركة " PwC" فإن أكثر من نصف من شملتهم الدراسة يتوقعون العمل مع أكثر من 6 مدراء في حياتهم.
ونتيجة لذلك فإن الشركات التي ستطبق اختبار مثل "Snowflake" لا يعتمد على تشجيع الشباب على الابتكار أو المرونة في العمل، سوف تخسر عددًا كبيرًا من المواهب من جيل الألفية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}