يهدد ارتفاع نفقات التنقيب الاتجاه الصعودي الأخير لإنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري، لكن التكاليف وحدها ليست العائق المحتمل، حيث حذرت "هاليبرتون" الأسبوع الماضي من تأثر أرباحها سلبًا بسبب اضطراب إمدادات الرمال المستخدمة في الحفر.
وتوقف تداول سهم "هاليبرتون" لفترة وجيزة في الخامس عشر من فبراير/ شباط، بعدما قال المدير المالي "كريس ويبر" إن أرباح الشركة خلال الربع الأول ستنخفض 10 سنتات للسهم، وفقًا لما ذكرته "وول ستريت جورنال" آنذاك.
وأرجع "ويبر" ذلك إلى تأخر مشغلي خطوط السكك الحديدية الكندية في تسليم شحنات الرمال اللازمة لعمليات التكسير، وما لبث أن أفصح "ويبر" عن هذه المخاوف، حتى انخفض سهم الشركة بنسبة 2%.
وبحسب تقرير لـ"أويل برايس"، فإن رمال التكسير جزء لا يتجزأ من عملية استخراج النفط الصخري، والذي أدى نمو إمداداته إلى ارتفاع طلب المنتجين على هذه الرمال.
تطور الطلب على الرمال
- يعزو منتجو النفط الصخري استخراج المزيد من النفط والغاز من البئر المتوسطة إلى ضخ جرعات كثيفة من الرمال، التي ارتفع الطلب عليها إلى 61.5 مليون طن عام 2014 من 34 مليون طن عام 2012.
- انخفض الاستهلاك العالمي في السنوات التالية لعام 2014، مع تراجع عمليات التنقيب إثر انهيار أسعار النفط، لكنه عاود الارتفاع وتجاوز جميع مستوياته السابقة في عام 2017 مع تعافي عمليات التنقيب.
- في عام 2018، من المتوقع أن يصل الطلب على الرمال لأغراض الحفر إلى 100 مليون طن، وفقًا لـ"ريستاد إنرجي"، حيث يرى المحللون وفي مقدمتهم "آي إتش إس ماركيت" أن المنتجين يعملون بكامل طاقتهم.
- تأتي أغلب الرمال من مناطق مثل ولاية ويسكونسن التي تنتج الرمال البيضاء الشمالية، والتي تتميز بالصلابة والاستدارة، ما يجعلها مناسبة لعملية تكسير المسام في الطبقات الصخرية، وبطبيعة الحال جودتها العالية تعني ارتفاع تكلفتها.
- وفقًا لـ"فاينانشيال تايمز"، وصل سعر طن رمال الحفر في تكساس إلى 120 دولارًا خلال عام 2017، وعادة ما تبلغ التكلفة في هذه المنطقة ثلاثة أمثال ما تسجله في المناطق الشمالية.
حلول بديلة
- ارتفاع التكلفة في تكساس أدى إلى استثمارات جديدة بهدف استخراج الرمال البنية داخل الولاية، لكنها لم تكن بنفس جودة الرمال الشمالية، مع ذلك هي قريبة من أعمال التنقيب عن النفط وسعرها أقل بمقدار الثلث.
- نظرًا لكون مناجم الرمال في تكساس قيد مرحلة التطوير، فإن اعتماد صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة على الموردين البعيدين سيظل مستمرًا لبعض الوقت، خاصة مع تسارع النمو وزيادة متوسط استهلاك البئر.
- قال رئيس شركة "هاليبرتون" "جيف ميلر" للمستثمرين الشهر الماضي: شهدنا تضخما في أسعار الرمال وتكاليف شحنها، حيث سلكت اتجاهًا صاعدًا على مدار الأشهر الأخيرة من عام 2017.
- لكن زيادة القدرة الإنتاجية للشركات العاملة في استخراج الرمال خاصة تلك المنسجمة مع استراتيجية سلسلة التوريد الخاصة بـ"هاليبرتون" من شأنه خفض التكاليف على الشركة خلال 2018.
- في محاولة لطمأنة المستثمرين، أكد "ميلر" أن هذه الرياح المعاكسة لوجهة الشركة كانت متوقعة منذ البداية، حيث من الطبيعي أن تحدث في هذه المرحلة من الطفرة الإنتاجية، مضيفًا أنها عابرة.
انفراج قريب
- يمكن أن تنحسر آثار ارتفاع التكاليف مع بدء عمل شركات التعدين الناشئة القريبة من الحوض البرمي، وبالفعل تستخدم "هاليبرتون" الرمال المحلية مع عدد قليل من العملاء في المنطقة، وهو اتجاه تتوقع نموه.
- وفقًا لـ"ميلر" ينبغي أن تنخفض تكاليف الرمال هذا العام مع دخول الشركات المحلية المنتجة لها إلى حيز الإنتاج، وتتعاون الشركة في هذا الصدد مع عملائها ومورديها لضمان تحقيق الربح المطلوب مقابل تكلفة معقولة.
- لكن عقبات أخرى سيظل من غير الواضح كيفية السيطرة عليها، فعلى سبيل المثال تسبب الطقس البارد في وقف شحنات الرمال الجديدة القادمة إلى مينيسوتا وويسكونسن لمدة أسبوع، بحسب مشغل السكك الحديدية الكندي المكلف بنقلها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}