"الموظفون الأمريكيون الذين ينامون أقل من 7 ساعات يوميًا يكلفون الاقتصاد ما يزيد على 400 مليار دولار سنويًا وقد تزيد التكلفة مستقبلًا".
هذا ما كشفته دراسة حديثة حول تأثير النوم على الاقتصاد الأمريكي لمركز "راند" الأمريكي الشهير للدراسات.
شركات تسمح لموظفيها بالنوم!!
فبنومهم ساعات أقل من 8 ساعات تقل إنتاجية الموظفين كثيرًا عن نظرائهم ممن حصلوا على ساعات نوم كافية.
ويكلف النوم القليل للموظفين في بريطانيا اقتصادها القومي ما يزيد على 40 مليار جنيه إسترليني.
وتشير تقديرات "راند" إلى أن الاقتصاد القومي للبلدان المختلفة يخسر قرابة 2% من الناتج القومي بسبب قلة ساعات النوم.
ونتيجة لمعرفة الشركات بذلك، بدأت شركة مثل "بروكتز آند جامبل" الأمريكية في منح موظفيها دورات تدريبية عن "النوم الصحي".
وقامت شركات أخرى مثل جوجل ونايكي بمنح موظفيها حرية كاملة في مواعيد الحضور والانصراف بما يتوافق مع ساعاتهم البيولوجية.
بل وبدأت شركات أخرى في توفير "غرف للغفوة" في مقارها بحيث يستطيع الموظف أن يحصل على فترة من النوم إذا احتاج لذلك وسط عمله.
وتأتي المستشفيات لتشكل أحد أهم الأماكن التي تعاني بشدة بسبب نقص النوم، حيث يعمل الأطباء والممرضون لساعات طويلة بما يؤثر على صحتهم وعلى مستوى عملهم.
ويظهر الأمر بصورة أكبر مع الأطباء الصغار، حيث أشارت دراسة "راند" إلى أنهم يرتكبون أخطاء "يمكن تجنبها" إذا كانوا يحصلون على ساعات نوم كافية.
تحصيل دراسي محدود
وترى الدراسة أن نظام عمل الأطباء في الولايات المتحدة –وغالبية الدول- بحاجة إلى إصلاحات جذرية فيما يتعلق بنظام المناوبات وساعات العمل.
وتشير دارسة "راند" أيضًا إلى أنه بتأخير موعد الدراسة من الثامنة أو قبلها حتى الثامنة والنصف فإن الاقتصاد الأمريكي سيكون بوسعه أن يوفر 83 مليار دولار في 10 سنوات.
ويؤثر الاستيقاظ المبكر على التلاميذ وقدرتهم على التحصيل، فغالبيتهم يستيقظون قبل السادسة صباحًا للوصول إلى المدرسة التي تبدأ قبل السابعة والنصف.
ويؤثر الاستيقاظ المبكر بشدة على تحصيل الطلاب في المرحلة الثانوية خاصة، حيث يمر هؤلاء بتغييرات بيولوجية بسبب مرحلة البلوغ ويحتاجون للنوم ساعات أطول.
ويقول الدكتور "ماثور والكر" أستاذ التغذية في جامعة كاليفورنيا إن ما يحدث مع هؤلاء الطلاب "جنون"، متسائلًا "كيف نتوقع منهم التحصيل الآن والإنتاج مستقبلًا إن لم يناموا بشكل كاف؟!".
وفي كتابه "لماذا ننام؟" يعتبر "والكر" أن التغييرات الحديثة على نمط الحياة مثل الجوالات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي تدفع الناس إلى النوم أقل وتؤثر على صحتهم وإنتاجيتهم.
وعلى الرغم من أن المركز الأمريكي للتحكم في الأمراض يؤكد أن الطلاب يجب أن يبدأوا الحضور للمدرسة منذ الثامنة والنصف إلا أن غالبية المدارس لا تستمع لذلك.
وترى المدارس أنه سيكون عليها القيام بتغييرات جذرية على الأنظمة القائمة لتغيير مواعيد عملها ولذلك ترفض الانصياع لنصائح المركز الأمريكي.
وعلى الرغم من إقرار "راند" بتلك التكلفة إلا أن المركز الأمريكي يؤكد أن المكاسب من وراء تغيير ميعاد الدراسة إلى ما بعد الثامنة والنصف تفوق كثيرًا تلك التكاليف.
وتقول دراسة "راند" "الأمر بسيط للغاية فنوم أكثر يعني تحصيلا أفضل يؤدي إلى طلاب أكثر قدرة على إفادة سوق العمل مستقبلًا، فالأمر ليس حول الصحة العامة فحسب بل هو حول الاقتصاد أيضًا".
ناموا جيدًا
ولا تقتصر فائدة النوم على ذلك فحسب بل تمتد أيضًا إلى التقليل "بشدة" من حوادث السيارات التي يفيد الكثير من مرتكبيها إلى قلة ساعات النوم في اليوم السابق.
وتدعو دراسة "راند" إلى ضرورة توفير بيئة "ملائمة" للنوم بصورة أكبر في كافة الأماكن من خلال ضوضاء أقل وإضاءة غير ساطعة، لتوفير بيئة نوم مريحة.
وتشير الدراسة إلى أن الأطفال الذين يدخلون الحضانات بسبب ميلادهم مبكرًا غالبًا ما يخرجون منها بشكل سريع إذا كانت الحضانة بلا ضوضاء وإضاءة عالية.
ويمنح ذلك الرضع الفرصة المطلوبة للنوم والتعافي والنمو سريعًا، بينما تؤثر الإضاءة الشديدة والضوضاء على اكتمال نموهم.
"النوم ليس حيويًا فقط للصحة العامة والشعور بالراحة، ولكنه أمر محوري للحصول على اقتصاد نشط فعال" هذا ما خلصت إليه دراسة "راند" داعية الناس في نهاية تقريرها "ناموا جيدًا، فلا شيء يعادل ذلك".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}