بعد مرور عام على تفعيل اتفاق ضبط الإمدادات، أصبحت "أوبك" وروسيا على مقربة من هدفهما المتمثل في تقليص مخزونات النفط المتفاقمة حول العالم، ومع هذا النجاح يبدو منطقيًا التساؤل حول أسباب سعيهما لتغيير الهدف.
وبحسب تقرير لـ"بلومبرج" تكمن الإجابة في مكان ما بين الطبيعة الغامضة وغير الكاملة للبيانات النفطية والمصالح المتعارضة لبعض أعضاء التحالف، الذي يضم 24 دولة اتفقت على كبح إنتاجها لخفض المخزونات العالمية إلى متوسط الخمس سنوات.
ووفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية فإن هدف المنتجين بات في متناول أيديهم، ورغم ذلك قالت السعودية وروسيا إن المقاييس الحالية معيبة، حيث شوهتها سنوات الإمدادات المفرطة والبيانات غير المستقرة خارج الاقتصادات المتقدمة.
ومن شأن اختيار مقاييس جديدة للنجاح زيادة الحاجة لبقاء القيود المفروضة على الإمدادات طوال عام 2018، وهو ما قد يصب في مصلحة المملكة في الوقت الذي تستعد خلاله للطرح العام الأولي لشركة "أرامكو".
ربما تشير بعض المعايير الأخرى إلى أن توازن السوق اكتمل بالفعل، مما قد يسمح لبعض المنتجين بإنهاء قيود الإنتاج التي التزموا بها قبل عام.
التغطية
- قال وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" إنه بدلًا من مجرد مقارنة مستويات المخزون بمتوسطها لخمس سنوات، ينبغي على "أوبك" النظر في مدى سرعة استهلاكها.
- هذا المعيار معروف باسم تغطية الطلب القادم، ويقيس المخزون من حيث عدد الأيام التي يمكنه تغطيتها.
- هناك أسباب وجيهة للنظر في هذا المقياس، فهو يعكس بشكل أفضل كيف نما الاستهلاك على مدى السنوات القليلة الماضية، لكنه لن يضمن بالضرورة التزام المنتجين بسياسة ضبط الإنتاج لباقي عام 2018.
- تكفي المخزونات النفطية في البلدان المتقدمة لتغطية 60.6 يوم من الطلب، وفقًا لبيانات ديسمبر/ كانون الأول من وكالة الطاقة الدولية، وهو مستوى يبدو متوافقًا مع حقيقة التراجع نحو متوسط الخمس سنوات.
الصورة العالمية
- لم تقل "أوبك" إنها تستهدف فقط مخزونات النفط في البلدان المتقدمة، لكن في الواقع لا يوجد سوى القليل من البيانات التي يمكن الوثوق بها فيما يتعلق بالدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
- وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن مخزونات النفط في البلدان المتقدمة كانت أكثر بمقدار 52 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات بحلول ديسمبر/ كانون الأول.
- من الصعب تشكيل صورة عالمية واضحة حول المخزونات النفطية، نعم الأمر شاق ومعقد لكنه ممكن رغم كل شيء، وربما بيانات الاستهلاك في الصين والهند يكون لها رأي مختلف عن الوضع العام للسوق.
- يرى "سيتي جروب" أن "أوبك" أنجزت مهمتها بالفعل، وأن إضافة بلدان غير أعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي بينها السعودية والبرازيل علاوة على المخزونات العائمة، إلى مؤشره أظهر انخفاض المخزونات العالمية أدنى متوسط الخمس سنوات.
انتصار أجوف
- يتجه سوق النفط للتعافي الكامل من فترة طويلة من وفرة المعروض التي دفعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في 12 عامًا ورفعت المخزون الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ عقود.
- هذا يعني أن أي حساب لمتوسط خمس سنوات يتم استنادًا لمستويات مرتفعة بشكل مفرط خلال الثلاث سنوات التي شهدت انهيار الأسعار ونمو المعروض، وفقًا لوزير الطاقة السعودي.
- في يناير/ كانون الثاني، عندما تتغير فترة الخمس سنوات التي يحتسب متوسطها من 2012- 2016 إلى 2013- 2017، سيرتفع المتوسط بشكل كبير ليقترب من المستوى الحالي للمخزونات نفسها، وذلك يعني انحسار التخمة.
- مثلًا، لو حجم المخزونات الحالي 2.1 مليار برميل، وكان متوسط الخمس سنوات مليارين فقط، تكون التخمة قدرها 100 مليون برميل، لكن إذا احتسب متوسط أعلى بمقدار 70 مليون برميل سيعني تراجع الوفرة إلى 30 مليونًا.
- سيكون ذلك انتصارا أجوف لـ"أوبك"، حيث ستستند إلى بيانات تقول إن وفرة المعروض انتهت، وهذا غير حقيقي، كل ما في الأمر أن تلك البيانات احتسبت عن فترة كانت المخزونات متفاقمة بها بالفعل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}