هاجم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" شركة "أمازون" في تغريدة له خلال الأيام الأخيرة من عام 2017، قائلًا إنه ينبغي على هيئة الخدمة البريدية تحميلها مزيدًا من الرسوم نظير أعمال الشحن التي تنفذها.
وجاء ذلك بعد سلسلة من الانتقادات التي وجهها الرئيس الجهوري على مدار العام لعملاق التجارة الإلكترونية وتأثيره على سوق العمل وعلاقته بصحيفة "واشنطن بوست" المملوكة لـ"جيف بيزوس" الرئيس التنفيذي ومؤسس "أمازون".
وبينما تصدر هجوم "ترامب" الأخير عناوين الصحف، كانت "أمازون" تبذل مجهودًا مضاعفًا من الضغط وراء الكواليس، والتي نجحت في جعلها واحدة من أكثر الشركات تأثيرًا في واشنطن، وفقًا لتقرير أعدته "بلومبرج نيوز".
الإنفاق على تحسين صورة الشركة
- خلال السنوات الخمس الماضية، زادت "أمازون" من إنفاقها على جهود الضغط والاستمالة بأكثر من 400%، وهو معدل تغير تجاوز جميع منافسيها بفارق كبير.
- ضغطت "أمازون" على الوكالات الحكومية أكثر من أي شركة تكنولوجيا أخرى، وأثارت صخبًا حول العديد من قضاياها، وتخطى إجمالي نفقاتها في هذا الصدد جميع اللاعبين الرئيسيين باستثناء "جوجل".
- يبدو أن الشركة لديها أسباب وجيهة لتعزز جهود الضغط على واشنطن، حيث تقاتل كي تثبت أنها سبب في خلق الوظائف لا اختفائها، خاصة أن اللوم يوجه لها دائمًا عندما تغلق متاجر التجزئة التقليدية.
- لإعادة رسم الصورة الذهنية عنها، تتخذ "أمازون" خطوات علنية وأخرى سرية، أما الأولى، فتتمثل في اجتماعات "بيزوس" مع المشرعين، مثل حضوره قمة التكنولوجيا مع "ترامب" في أواخر عام 2016.
- قبل تنصيب "ترامب" تعهد "بيزوس" بإضافة 100 ألف وظيفة خلال عام ونصف العام، ووراء الكواليس، واصلت "أمازون" ضغوطها على المشرعين والوكالات الحكومية وحتى وزارة العدل لتقويض محاولات الهجوم عليها.
جهود مضاعفة لكسب النفوذ
- ما يجعل "أمازون" مختلفة عن غيرها من شركات التكنولوجيا، هو شهيتها لبيع كل شيء، بداية من الإعلانات إلى الترفيه، والبقالة، وقدرات الحوسبة، وربما حتى الرعاية الصحية، وغيرها.
- هذا الطموح يجبرها بشكل متزايد على خوض غمار قضايا ونقاشات عدة متعلقة بالنقل والشحن، والطيران، والضرائب، والهجرة، ومكافحة الاحتكار.
- في 2017، ضغطت "أمازون" لإعادة توجيه مسار 24 قضية، كل منها تشمل عشرات القوانين واللوائح، وذلك ارتفاعًا من 8 قضايا استهدفتها الشركة عام 2012، وارتفع عدد الكيانات المضغوط عليها إلى 39 من 8 كيانات.
- على الجهة المقابلة، ضغطت "مايكروسوفت" التي نجت من شبهة احتكار دامت طويلًا في التسعينيات، لكسب 18 قضية خلال العام الماضي، بينما طالت تحركاتها 29 وكالة حكومية فقط.
- بشكل عام، قاتلت "أمازون" للحصول على قواعد ملائمة فيما يتعلق بضرائب مبيعات الإنترنت منذ عام 2000، لكن نجمها بدأ الصعود كقوة بالغة التأثير في واشنطن منذ عام 2013، عندما استحوذ "بيزوس" على "واشنطن بوست".
أمازون تستميل الجميع
- بعد الاستحواذ على "واشنطن بوست" بشهرين"، كشفت الشركة عن مشروع "برايم إير" لتسليم الطرود باستخدام طائرات دون طيار، لكن إدارة الطيران الفيدرالية قالت إنه لا ينبغي السماح للدرون بالتحليق بعيدًا عن مرأى مشغلها.
- سعت "أمازون" وراء قواعد تنظيمية للأعمال التجارية لا الهواة، لكن الأمر استغرق الحكومة ثلاث سنوات للسماح بالرحلات التجارية، بشرط قصر المسافة والتحليق بعيدًا عن الناس، ما دفع الشركة إلى جولة جديدة من الضغوط.
- ضغطت "أمازون" على عدد من الوكالات الفيدرالية بشأن قضايا الحوسبة لمدة ست سنوات على الأقل، في محاولة لتغيير الطريقة التي تشتري وتستخدم الحكومة بها خدمات التكنولوجيا.
- حتى البيت الأبيض، بدأت الشركة في ممارسة الضغوط عليه منذ عام 2014 وحتى الآن، وأيضًا وزارة الدفاع الأمريكية، تعرضت لضغوط من "أمازون" خلال عامي 2016 و2017.
- اكتساب أصدقاء في واشنطن أصبح ضرورة بالنسبة للشركة، نظرًا لتحركاتها الضخمة في عدة اتجاهات ونشاطها المتسارع الذي يخضع لإشراف الوكالات الفيدرالية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}