على مدار سنوات، قدم المستهلكون تفاصيل شخصية عميقة إلى مجموعة من الشركات، لكنهم نسوا أو لم يدركوا من الأساس أنهم فعلوا ذلك، جاهلين بما سيفعل بهذه البيانات وكيف سيتم بيعها فيما بعد.
هذه البيانات التي جمعها عمالقة التجزئة والتواصل الاجتماعي تشمل عادات التسوق، والصور، والآراء، والموضوعات التي يحبها أو لا يحبها المستهلك وحتى شبكات الأصدقاء، ناهيك عن الراتب، والعمر، والمعاش، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
لكن ترى إلى أين وصلت هذه الجهود، وماذا سيحدث عندما تدخل القواعد الجديدة للاتحاد الأوروبي "جي.دي.بي.آر" إلى حيز التنفيذ في الخامس والعشرين من مايو/ أيار، والتي تمنح المواطنين سلطة أكبر لتعقب بياناتهم الشخصية والتحكم فيها.
استجابة ضعيفة للكبار
- هناك افتراض بأن الشركات الكبيرة التي اعتادت معالجة البيانات، والتي بمقدورها توفير فرق لحماية هذه البيانات، سوف ستكون الأكثر استعدادًا للامتثال للوائح الجديدة، بينما ستعاني الشركات الصغيرة والمتوسطة.
- لكن في التجربة الفعلية التي أجرتها "فاينانشيال تايمز" بتقديم طلب لست شركات للوصول للبيانات الخاصة بمحرريها، لم ترد أي من "فيسبوك" أو "أمازون" على الخطاب.
- مع ذلك، توفر "فيسبوك" خاصية لتحميل كافة المعلومات الخاصة بالمستخدم، وتقدم عبرها ملفًا يحتوي على الإعلانات التي تم النقر عليها، والصداقات، وكل شيء تم نشره على الصفحة الخاصة، وتواريخ تسجيل الدخول والخروج، وأمور أخرى.
- ردًا على سؤال حول عدم استجابتها لطلب الإفصاح عن البيانات، قالت "فيسبوك": بإمكان المستخدمين الوصول إلى بياناتهم عبر وسائل عدة بما في ذلك "تنزيل ملف المعلومات الشخصية"، كما أننا نوضح كيف نستعامل هذه البيانات.
- بينما قالت "أمازون" إن الطلب لم يصلها وطلبت 48 ساعة أخرى للرد عليه، لكن لم تصل للصحيفة أي بيانات بعد مرور هذه المهلة.
"آبل".. الأفضل بين الكبار
- على النقيض، كانت استجابة "آبل" سريعة ولم تتجاوز المهلة القانونية، وكذلك مجموعة من الشركات الأقل شهرة على المستوى العالمي مثل "ماجستيك" للمشروبات و"تشارلز تيروهيت" للملابس و"نكتار" لبطاقات التسوق.
- يقول رئيس قسم الخصوصية والأمن السيبراني لدى "روبيز آند جراي" للمحاماة "روهان ماسي": من الواضح أنه تم قطع خطوات كبيرة للتحضر لقواعد حماية البيانات المزمع تطبيقها قريبًا، لكن كل شركة لها تفسيرها الخاص للقواعد.
- معظم البيانات التي قدمتها شركات مثل "ماجستيك" و"تشارلز" و"نكتار" شملت، الاسم والعنوان والبريد الإلكتروني وقوائم المعاملات.
- بينما البيانات التي قدمتها "آبل" كانت أكثر تعقيدًا، فرغم أنها أرسلت ملفًا واحدًا، لكنه شمل أدق التفاصيل والتواريخ حول مرات الوصول إلى صفحات الويب المحتفظ بها، والمكالمات، ومفكرة التقويم، وإجمالًا تضمن الملف 3314 بندًا.
- لكن هذا الملف احتوى على بيانات تعود لشهر من تاريخ تقديم الطلب، وعلقت "آبل" على الأمر قائلة: إذا كنت تستخدم "آي كلود" فستلاحظ أننا نحتفظ بالبيانات لفترات قصيرة للغاية، وقد قدمنا جميع البيانات المتوافرة.
استجابة منقوصة
- بشكل عام، كانت بعض الشركات على دراية تامة بواجباتها تجاه المستخدمين، لكن الردود كانت غير منظمة وأغلبها مختصر.
- يقول مكتب مفوض المعلومات البريطاني إن الاستجابة لا ينبغي أن تقتصر على سرد البيانات الشخصية فحسب، بل ينبغي أن تشمل الأسباب التي يتم لأجلها معالجة هذه البيانات وإذا كانت ستنقل لمؤسسة أو أشخاص آخرين.
- "تشارلز تيروهيت" وحدها، من أفصح عن الكيانات التي شاركتها البيانات، ومنها شركات تسويق ووكالات تصنيف ائتماني، وشمل ردها تفاصيل دقيقة حول هذه الجهات، بينما أكدت "آبل" أنها لا تبيع أي معلومات شخصية للآخرين.
- من جانبها بررت "ماجستيك" عدم إفصاحها عن هذه التفاصيل، بأن القانون الراهن لا ينص على ذلك، في إشارة لاختلاف تفسير القواعد من شركة لأخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}