يعد خاما "برنت" و"نايمكس" أهم معيارين للنفط في العالم، وهما درجتان نفطيتان تستخدمان كقيمة مرجعية للمشترين والبائعين، وبوجه عام فإن "برنت" هو الخام من بحر الشمال ويعتبر المعيار الدولي الحقيقي.
ولكن يرى تقرير لـ "أويل برايس" أن ثورة النفط الصخري الأمريكي تواصل تحويل الكيفية التي يتداول بها النفط في جميع أنحاء العالم.
وربط المزيد من إنتاج وصادرات الخام الأمريكي الولايات المتحدة بالسوق الدولية، وهو ما يعد فرصة تاريخية باعتبار النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم، حيث يُتداول ما يقرب من 70% من الطلب العالمي على الصعيد الدولي.
منافسة بين بورصتي تداول الخامين
- سجلت صناعة النفط في الولايات المتحدة حالياً مستويات مرتفعة لم تحدث منذ أوائل السبعينيات، عندما أنتجت الدولة ما يقرب من ربع إمدادات العالم، فمنذ عام 2008 تضاعف إنتاج الخام الأمريكي إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً.
- في الوقت نفسه، انخفض إنتاج بحر الشمال بشكل مطرد بنحو 70% منذ ذروته في عام 1999 إلى حوالي 1.5 مليون برميل يومياً اليوم، وبفضل تغييرات قانونية رئيسية في عام 2015 ارتفعت صادرات الخام الأمريكي من لا شيء تقريبا إلى 1.1 مليون برميل يومياً في العام الماضي.
- أعادت طفرة النفط الأمريكي المنافسة بين اثنين من أكبر مشغلي بورصات في العالم وهما "نايمكس" و"آي سي إي"، حيث يتم تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي في "نايمكس"، فيما تحتفظ "آي سي إي" بالعقود الأوروبية وتداولت العقود الآجلة لـ "برنت" في عام 2001.
- حقق التجار العالميون وشركات الشحن أكبر فائدة من زيادة المعروض من الخام الأمريكي، وفي العام الماضي تجاوز حجم التداول في عقوده الآجلة أحجام تداول خام "برنت" بأكبر هامش في سبع سنوات على الأقل.
- تم تداول حوالي 310 ملايين عقد آجل للخام الأمريكي - بقيمة 16 تريليون دولار - في بورصة "نايمكس" أي أكثر من 30% من عقود "برنت" الآجلة المتداولة في "آي سي إي".
تسارع نمو الخام الأمريكي
- مع زيادة إنتاج الولايات المتحدة وصادراتها، فإن الشركات الأجنبية التي تشتري كميات متزايدة من النفط الأمريكي تعوض تعرضها لذلك عن طريق التداول في الأسواق المالية الأمريكية، وضخ ذلك المزيد من السيولة وساعد منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة على تأمين المزيد من الأرباح لإنتاجهم.
- عندما ارتفعت أسعار النفط نحو ستين دولارا للبرميل خلال الربع الثالث من العام الماضي، قام المنتجون الأمريكيون بتغطية المزيد من الإنتاج في المستقبل خلال ذلك الربع مقارنة بما كان عليه في نفس الفترة خلال آخر ثلاث سنوات على الأقل.
- من شأن ذلك أن يساعد على ضمان إنتاج الخام الذي يتجاوز عشرة ملايين برميل يومياً هذا العام، مع إمكانية تجاوز 11 مليون برميل يومياً في العام المقبل.
- بالنظر نحو المستقبل، فإن الدور المتزايد الذي يلعبه "نايمكس" - بعد أن أصبح النفط الصخري الأمريكي المورد الهامشي - يعني أن السوق العالمية يمكنها اعتماد أسعاره في التجارة.
مشكلات اعتماد "نايمكس" في التجارة
- تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية في أن عقود الخام الأمريكي مقيدة بشدة بمدى إمكانية تسليمه في مركز التخزين غير الساحلي في "كوشينج" في "أوكلاهوما".
- من أجل اعتماد أوسع نطاقاً على هذا الخام قد يحتاج الأمر إلى تغيير، حيث يعكس "نايمكس" السعر بشكل أفضل في مراكز التصدير مثل "هيوستن"، وقام الحوض البرمي في غرب "تكساس" في غضون ثلاث سنوات فقط بتوسيع حصته من إنتاج الخام الأمريكي من 20% إلى 30%.
- أما فيما يتعلق بالمنافسة مع بورصة "نايمكس" والخام الأمريكي، فإن منطقة الشرق الأوسط وآسيا لم تتمكن من وضع معيار لعقود النفط المستقبلية لأن تجارة السلع المالية في هذه المناطق محدودة بسبب هيمنة شركات الطاقة المملوكة للدولة التي تحد من المنافسة.
- تسعى الصين للاستحواذ على دور أكبر الآن حيث تمثل نصف حجم الطلب الجديد وأيضا لكونها أكبر مستورد.
- بعد تأخيرات عديدة، يجب أن يبدأ تداول العقود الآجلة للنفط فى بورصة "آي إن إي" في "شنغهاي" فى أواخر مارس/آذار، لتحقيق هدفها في أن تصبح المؤشر الآسيوي.
- سيكون هذا أول عقد يتم تداوله بالعملة الصينية الرنمينبى أو اليوان ويسمح بشكل فريد للمتداولين الأجانب بالاستثمار منذ تسجيل التبادل في منطقة التجارة الحرة في "شنغهاي".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}