تقلصت فجوة الأسعار بين خامي "نايمكس" و"برنت" فجأة، مما يعرض طفرة الصادرات الأمريكية للخطر، بحسب تقرير لـ "أويل برايس".
وبالنسبة للعام الماضي، تتبع مؤشرا الخامين بعضهما البعض عن كثب، فغالباً ما تداول "برنت" عند فارق سعري قليل نسبياً يتراوح من دولار واحد إلى ثلاثة دولارات للبرميل مقابل نظيره الأمريكي.
الفجوة بين سعري "برنت" و"نايمكس"
لكن الفجوة بين الاثنين توسعت بعد إعصار "هارفي" الذي تسبب في خفض قدرة مصافي التكرير لعدة أسابيع، ونتج عن ذلك تكدس المخزونات، ودفعت وفرة "نايمكس" سعره أقل من "برنت".
وعادت مصافي التكرير على طول ساحل خليج المكسيك للعمل في غضون فترة زمنية قصيرة ولكن آثار الانقطاع استمرت، وبلغ الفارق ذروته بأكثر من ثمانية دولارات للبرميل في أواخر سبتمبر/أيلول، وواصل تداوله عند مستويات مرتفعة لبقية عام 2017.
ونتيجة لذلك، ازدهر تصدير النفط، حيث أصبح الخام الأمريكي أقل تكلفة للمشترين في جميع أنحاء العالم، وصدَّرت الولايات المتحدة في المتوسط نحو 1.7 مليون برميل يومياً في أكتوبر/تشرين الأول وهو رقم قياسي شهري فاق ضعف مستوى أغسطس/آب.
- شكلت صادرات النفط الأمريكي إلى آسيا 35% من إجمالي صادرات الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي وارتفعت النسبة إلى 40% في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، واشترت الصين على وجه الخصوص كميات كبيرة من النفط الأمريكي في 2017.
- غير أن الفارق بين "برنت" و"نايمكس" تقلَّص بشكل حاد خلال الشهر الماضي، حيث انخفض من سبعة دولارات للبرميل في ديسمبر/كانون الأول إلى أقل من أربعة دولارات للبرميل في الأيام الأخيرة.
- يرجع السبب في ذلك تحديداً إلى طفرة الشراء التي حدثت في النصف الأخير من 2017، وساعدت مستويات الصادرات المرتفعة ساحل الخليج الأمريكي على التخلص من معظم المخزونات.
تآكل المخزونات الأمريكية
- انخفضت المخزونات بوتيرة سريعة في الأشهر القليلة الماضية، مما أدى إلى تراجعها إلى متوسط مستوياتها في خمس سنوات وهو الهدف الرئيسي من اتفاقية "أوبك" لخفض الإنتاج.
- مع استنزاف هذا الفائض إلى حد كبير بمساعدة الصادرات المرتفعة كان من الضروري تقليص تراجع أسعار "نايمكس".
- سيكون من الصعب على صادرات الخام الأمريكي الارتفاع من المستويات الحالية، على الرغم من أن التفاوت بين السعرين لا يزال كبيرا بما فيه الكفاية لدعم حوالي مليون برميل يوميا من الصادرات، وفقا لمحللين.
- يؤدي انخفاض أسعار "نايمكس" إلى ارتفاع الصادرات وتقليص الفارق بين السعرين، في حين أن تقليص الفارق بين السعرين يقلل من الصادرات مما يفتح الفرصة أمام تراجع السعر مرة أخرى.
- تتجه التوقعات نحو تقلص الفجوة بين خامي "برنت" و"نايمكس" إلى حوالي أربعة دولارات للبرميل في المتوسط خلال العام المقبل.
تأثير النفط الصخري
- يعتبر العامل الآخر الذي سيواصل دفع زيادة الفجوة بين المعيارين الرئيسيين للنفط هو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة مع تجاوز إجمالي الإنتاج الأمريكي عشرة ملايين برميل يومياً خلال نوفمبر/تشرين الثاني، مع التوقعات بارتفاعه إلى أحد عشر مليون برميل يوميا بنهاية عام 2019.
- كما أضاف الارتفاع الحاد الذي حدث مؤخرا في عدد منصات التنقيب إلى التكهنات حول تسارع إنتاج النفط الصخري، فارتفع عدد المنصات في أمريكا بمقدار اثنتي عشرة منصة في الأسبوع المنتهي في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني.
- لكن هذا الرقم يحجب حقيقة أن الحوض البرمي شهد زيادة قدرها ثماني عشرة منصة في الأسبوع الماضي، معوضاً انخفاضا طفيفا في مناطق أخرى.
- من المتوقع أن يؤدي الاندفاع في العرض الجديد إلى زيادة مخزونات الربعين الأول والثاني من هذا العام، ما سيؤثر على أسعار النفط عموما و"نايمكس" تحديداً، مما يمنع سعره من الاقتراب الشديد نحو "برنت" قريباً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}