في عام 2010 راود الشاب "ستيفن لام هوي-يوين" حلم تأسيس شركة لبيع الإعلانات على صناديق توصيل الطعام، لكن العقبة الأولى في طريقه كانت صعوبة العثور على شاحنات لتسليم الطلبات ووضع الإعلانات عليها.
وسرعان ما اكتشف "لام" هو واثنان من رفاقه، استحالة توفير شاحنات صغيرة لنقل الصناديق إلى المطاعم، وكانت الشركات التي يتواصلون معها إما أنها لا ترد على اتصالاتهم أو تدعي عدم توافر عربات متاحة.
وبحسب "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، لاحظ الثلاثي أن كافة الشركات التي تواصلوا معها لديها عدد محدود من السائقين المسجلين رغم تكدس الشاحنات في الشوارع.
من رحم المعاناة يولد الإبداع
- من رحم هذه المعاناة، ولد مفهوم تأجير الشاحنات حسب الطلب كما تفعل "جوجوفان"، التي دمجت أعمالها العام الماضي مع "58 سوون" الصينية، ليشكلا معًا أكبر شركة في آسيا لتقديم الخدمات اللوجيستية والشحن عبر الإنترنت.
- يقول "لام" البالغ من العمر 31 عامًا: معظم الشركات الناجحة تبدأ مع مشكلة تحتاج لحل، وإذا كانت المشكلة كبيرة بما يكفي، فإن ذلك يساعد على خلق كيان أكبر بكثير، وهذا ما مكننا من الإنجاز.
- سعى "لام" وراء حلمه بينما كان يعمل بدوام جزئي كعامل توصيل وجبات، ويرجع الفضل لهذه المهنة في ميلاد فكرته لبيع الإعلانات على صناديق الطعام الجاهز، والتي عادة ما تكون بلا علامة وتمتاز بالبساطة.
- كان قد عاد لتوه إلى هونج كونج بعد تخرجه في أمريكا، ولم يكن قادرًا على إيجاد وظيفة مناسبة في ظل تفاقم البطالة عقب الأزمة المالية، ليبدأ بلورة الفكرة بالتعاون مع "نيك تانغ" و"ريف كوان".
- رغم الصعاب والعثرات، لم يتنازل أي من الثلاثة شباب عن طموحهم، واختاروا ضخ مدخراتهم في شركة ناشئة للأعمال اللوجيستية، بينما وجه باقي أصدقائهم أموالهم لشراء وحدات سكنية في سوقهم المحلي الذي يعد الأغلى في العالم.
انطلاقة مرتبكة
- بينما يتحدث "لام" للصحيفة الصينية عن خططه الكبيرة للمستقبل، لم ينس التأكيد مرارًا على البداية المتواضعة للتطبيق الذي بدأ اكتساب الزخم فقط في 2013، قائلًا إنه لم يتوقع آنذاك بلوغ هذا الحد من التقدم.
- بدأت رحلة نجاح "لام" مع "جوجوفان" برأسمال أولي بلغ نحو 2500 دولار أمريكي، كلفه ورفاقه كل مدخراتهم لوضع الشركة على أول الطريق، والعيش على وجبات "ماكدونالدز" التي كلفت كلا منهم دولارين ونصف الدولار يوميًا.
- يقول "لام": استأجرنا في البداية غرفة بأحد المباني الصناعية الصغيرة، والتي لا تتسع لأكثر من ثلاثة أو أربعة أشخاص، وكان المصعد يتعطل بشكل يومي، ونفدت أموالنا خلال شهرين.
- لكن سرعان ما تبدل الحال وتبددت المخاوف، حيث تلقت الشركة استثمارات من كيانات آسيوية كبرى على رأسها صندوق "علي بابا" غير الهادف للربح، والرامي لتمويل المبادرات الداعمة للتجارة الإلكترونية.
نشأة متواضعة
- بداية "لام" نفسها كانت متواضعة مثل شركته، حيث ولد في عائلة منخفضة الدخل، وترعرع في أحد المساكن الشعبية بمدينة كولون حيث لا يزال يعيش اليوم.
- بعد تسربه من المدرسة الثانوية في 2005، انتقل إلى الولايات المتحدة بناءً على دعوة من أحد أقاربه للدراسة في كاليفورنيا، وبالفعل وبعد نضال تمكن "لام" من الالتحاق بكلية الأعمال بجامعة الولاية في بيركلي.
- لتوفير رسوم الدراسة وتحقيق الرضا النفسي، قسم "لام" وقته بين الجامعة وبين تعلم كيفية إصلاح أجهزة "آيفون" والدراجات وبيع الإلكترونيات عبر الإنترنت ليكتسب مهارة تدر عليه مالًا، حتى أنه باع الشطائر في مرحلة ما.
المخاطرة تُفضي إلى تميز
- لم يخطط "لام" لامتلاك شقة، ويعلق على هذا الأمر قائلًا: إذا كان حلمك شراء منزل، سيكون في النهاية كل ما تملكه هو منزل، أما النهاية التي أريدها فهي إخبار أحفادي أني أنجزت شيئًا عظيمًا.
- اليوم، أصبحت "جوجوفان" أو "GoGoVan" كما تُكتب بالإنجليزية، أول شركة ناشئة في هونج كونج تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار أمريكي بعد دمج أعمال "58 سوون" معها، والأخيرة هي شركة شحن بالبر الرئيسي للصين.
- خطط الطرفان للتوسع في الصين وجنوب آسيا بعد إتمام عملية الدمج، ويهدفان لأن تصبح منصتهما الجديدة هي المنبر الأول لتقديم الخدمات اللوجيستية داخل المدن في العالم.
- يشغل "لام" منصب الرئيس التنفيذي لـ"جوجوفان" وتقرر استمراره في منصبه بعد دمج الشركتين، ويخطط الشاب لتوسيع نطاق أعماله لتصل إلى 200 مدينة صينية، بالتوازي مع التوجه للأسواق الآسيوية خلال الثلاثة أعوام القادمة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}